المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الله تعالى متكلم  
  
694   07:50 صباحاً   التاريخ: 28-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص179
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / التكلم و الصدق /

كونه متكلّماً(1): أي فاعلًا للكلام الذي هو الحرف والصوت في جسم يعبّر به عن مراده، ودليل إمكانه عموم قدرته تعالى‏ للممكنات، وثبوته له للنقل‏ وإطباق أهل اللغة على‏ أنّ المتكلم من فعل الكلام ينفي تفسير الأشعري له  بأنّه من قام به الكلام(2)‏، وإلّا لكان الصدى والمصروع متكلّمين، ومنعه ظاهر في البين، ولأنّه مبنيّ على‏ تفسير الكلام بالمعنى‏ وهو باطل، فإنّ المتبادر إلى الذهن ليس إلّا تفسيرنا، وإلّا لكان الأخرس والساكت متكلمين، وهو باطل.

واستدلال الأشعري: بأنّ الألفاظ موضوعة بأزاء المعاني أعني الصور الذهنيّة، فإنّا إذا نطقنا بخبر فمدلوله ليس نفس الاعتقاد لجواز أن يكون بخلافه، ولا نفس الإرادة لأنّ الخبر يتعلّق بالواجب والممكن، ولا شي‏ء من الارادة كذلك، فهو أمر آخر هو مرادنا بالكلام النفسيّ، وبقول الأخطل(3)‏:

إنّ الكلام لفي الفؤاد، وإنّما                 جعل اللسان على الفؤاد دليلًا (4)

ضعيف.

أمّا الأوّل: فلأنّا نقول: لم لا يجوز أنْ يكون من قبيل العلوم، فإنّ الصور الذهنية إمّا تصوّرات، أو كيفيات تلحقها كالتصديق ونحوه، وهي من أقسام العلم، وحينئذٍ نمنع من اطلاق لفظ الكلام عليها، واصطلاحكم ليس حجّة علينا.

وأمّا الثاني: فلأنّ المراد تصوّر الكلام، ولأنّه كلام شعريّ لا يفيد علماً، بل تخيّلًا.

ثم إنّ تركّب الكلام من الحروف التي يعدم السابق منها بوجود اللاحق يدلّ على‏ حدوثه، ولأنّه يلزم تعدّد القدماء لو كان قديماً، وهو باطل، ولقوله تعالى‏: «ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ» والذكر هو القرآن لقوله تعالى‏: «وأنّه لذكر لك ولقومك»، وللزوم العبث بأمر المعدوم لو كان أزليّاً، والكذب (ب)(5) «إنّا أرسلنا نوحاً إلى‏ قومه»(6) الدالّ على الماضي، مع أنّه (لا سابق) على الأزل.

(فائدة:) خبره تعالى‏ صدق، وإلّا لكان كاذباً، (تعالى اللَّه عنه) لأنّه قبيح كما يجي‏ء، والقبيح منفيّ عنه.

_____________

(1) قال المصنّف رحمه الله في الأنوار الجلالية: 93: هي أوّل مسألة بحث المتكلمون في صدر الاسلام عن تفاصيلها، وبذلك سمّي هذا الفن علم الكلام.

(2) كشف المراد: 289.

(3) هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو التغلبي النصراني، الشاعر المعروف المقرّب عند خلفاء بني أُمية لمدحه إيّاهم وانقطاعه إليهم. وهو أحد الثلاثة المتّفق على أنّهم أشعر أهل عصرهم: جرير، والفرزدق والأخطل. راجع الكنى والألقاب 2: 12 والأعلام للزركلي 5: 123.

(4) شرح المقاصد 4: 150.

(5) أثبتناه من المطبوع.

(6) والآيات التي تخبر عن المحدثات بلفظ الماضي كثيرة في القرآن.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.