المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4871 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الله تعالى واحد  
  
893   07:38 صباحاً   التاريخ: 28-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص181
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2018 767
التاريخ: 23-10-2014 2021
التاريخ: 4-08-2015 1507
التاريخ: 4-3-2019 917

...وهذا مطلب يستدلّ عليه بالسمع- وهو أقوى ما استدلّ به فيه- وشهرته ظاهرة، وبالعقل أيضاً، وهو طريقان:

الأوّل: طريق الحكماء، ولنذكر منها ما هو على الخاطر، وهو وجهان:

1- (إنّ واجب الوجود يجب أنْ يكون نفس حقيقته) ، وإلّا لكان إمّا جزءها فيلزم التركيب، أو خارجاً عنها، فيلزم أن لا يكون واجب الوجود بالنظر إلى‏ ماهيّته، مع قطع النظر عمّا عداها، وهو محال، كما تقدّم‏(1) ، وحينئذٍ نقول: لو كان محمولًا على‏ اثنين لزم ثبوت الامتياز، فيكون كلّ منهما مركّباً ممّا به الاشتراك، ومّما به الامتياز فيكونان ممكنين، هذا خلف.

2- لو كان الواجب أكثر من واحد لكان مفهوم واجب الوجود إمّا أنْ يكون ذاتيّاً لهما، فالخصوصيّة التي تضاف إلى المعنى المشترك إنْ كانت في كلّ واحد منهما لزم تركّبهما، وإنْ كانت في أحدهما فهو مركّب، وإمّا أنْ يكون عرضيّاً لهما أو لأحدهما، فالمعروض في ذاته لا يكون واجباً، ولا يجوز أنْ يكون الإله هو المعنى المشترك فقط، لأنّ المعنى المشترك من حيث هو مشترك لا يوجد في الخارج من غير خصوصيّة، ولا يجوز أنْ تكون الخصوصيّة أمراً سلبيّاً، وهو كونه ليس الآخر، لأنّ سلب الغير لا يتحصّل إلّا بعد حصول الغير، وحينئذٍ يكون كلّ واحد منهما متوقّفاً على‏ حصول الآخر فيكون ممكناً(2).

وفيهما نظر: لجواز أنْ يكون الواجب لذاته نفس كلّ واحد منهما، ولا يحتاج كلّ منهما إلى المميّز، لتمايزهما بنفس الحقيقة، ويكون قول الواجب لذاته عليهما بالإشتراك اللفظيّ فقط، أو بالإشتراك المعنويّ، ويكون مفهومه أمراً عدميّاً، فلا يلزم المحال المذكور(3).

الثاني: طريق المتكلّمين.

والمشهور منها دليل التمانع، وهو يثبت وحدانية القادر المريد، وتقريره: أنّه لو كان هناك إلهان بالصفة المذكورة، فإمّا أنْ يمكن مخالفة أحدهما الآخر في مقتضى الإرادة، أو لا، وكلاهما باطل، أمّا الأوّل:

فلأنّه لو أمكن، فليفرض وقوعها بإرادة أحدهما حركة جسم وإرادة الآخر سكونه، فإن وقعا لزم اجتماع المتنافيين، وإنْ ارتفعا بطل ما علم ضرورة عدم تحقّقه، وإنْ وقع أحدهما ترجّح أحد الجائزين من غير مرجّح، أو لزم عجز الآخر.

وأمّا الثاني: فلأنّ كلّاً منهما لو انفرد لقدر على‏ ما يريده، فوجب كونه كذلك عند الاجتماع، وإلّا لزم زوال الصفة الذاتيّة بالعارض، وهو محال(4)‏.

وفيه نظر أيضاً: لأنّا نمنع التمانع، وليس ثبوت قدرتهما عند الإجتماع علّة تامّة في ذلك، بل لا بدّ من انضمام الإرادة، وهو ممنوع، وسنده: أنّ الإرادة العلم بالمصلحة، فلِمَ قلت بمصلحة الضدّين حتى‏ تحصل إرادتهما؟، سلّمنا: لكنّ المصلحتين إنْ ترجّحت إحداهما تعيّنت، ويكون علم غير المريد لها صارفاً له عن إرادة المرجوحة، وإنْ لم تترجح إحداهما فلِمَ قلت بحصول الداعي ليتحقّق التمانع(5)‏ ، فإذن: الأقوى السمع.

______________

(1) في الصفحة 53- 54.

(2) انظر المباحث المشرقية 2: 451- 456، وكشف المراد: 291.

(3) لا يخفى‏ ما في هذا النظر لأنّ القول بالاشتراك اللفظي أو كونه أمراً عدمياً أشبه بالمكابرة، وأشرف البراهين في هذا الباب هو برهان الصدّيقين فليرجع إلى‏ مسفورات المتألهين.

(4) راجع شرح المقاصد 4: 35- 36.

(5) لبرهان التمانع تقرير آخر مذكور في كتب القوم.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.