أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2016
6862
التاريخ: 2024-08-17
369
التاريخ: 1-2-2017
1729
التاريخ: 7-11-2016
1694
|
الأصنام:
نظرية ابن الكلبي ومن لف لفه من الإخباريين أن نسل إسماعيل بن ابراهيم لما تكاثر بمكة حتى ضاقت بهم، فشبت بينهم الحروب والعداوات، فأخرج بعضهم بعضاً فتفسحوا في البلاد التماسا للمعاش. وكان كلما ظعن من مكة ظاعن، حمل معه حجراً من حجارة الحرم، تعظيماً للحرم وصبابة بمكة فحيثما حلوا، وضعوه ، وطافوا به كطوافهم بالكعبة، تيمنا منهم بها وصبابة بالحرم وحباً له. وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة، ويحجون ويعتمرون، على ارث ابراهيم وإسماعيل(1).
ثم ملخ ذلك بهم إلى أن اعيدوا ما استحبوا ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قلبهم، وانتكثوا ما كان يعبد قوم نوح منها ، على ارث ما بقى فيهم من ذكرها، وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتنكسون بها، من تعظيم البيت، والطواف به، والحج والعمرة، والوقوف على عرفة ومزدلفة، وإهداء البدن، والإهلال البدن، والإهلال بالحج والعمرة، مع إدخالهم فيه ما ليس منه.
فكانت نزار تقول إذا ما أهلت: لبيك اللهم لبيك، لبيك، لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك ويوحدونه بالتلبية، ويدخلون معه آلهتهم، ويجعلون ملكاً بيده(2).
فكان أول من غيره دين إسماعيل ، فنصب الأوثان، وسيب السائبة ، ووصل الوصيلة، وبحر البحيرة وحمى الحامية، عمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن الأزدي، أبو خزاعة.
والصنم في تعريف اللغويين هو ما اتخذ الهاً من دون الله، وما كان له صورة كالتمثال "مثال"، وعمل من خشب أو ذهب أو فضة أو نحاس أو حديد، أو غيرها من جواهر الأرض، وقيل: الصنم جثة متخذة من فضة أو نحاس أو ذهب أو خشب أو حجارة ، متقربين به إلى الله، وقيل : الصنم الصورة بلا جثة(3).
وذكر ابن الكلبي أن العرب إذا طافت بالتماثيل ، دعوها الأًصنام والاوثان، وسموا طوافهم الدوار(4).
وقد وردت كلمة أصنام (5) وأصنام (6) والأصنام (7) وأصنام كم (8) في القرآن الكريم بحسب موقع الكلمة في الجملة.
ويذكر علماء اللغة أن كلمة "صنم" ليست عربية أصيلة، وإنما هي معربة وأصلها شمن؟ سنم، ولكنهم لم يذكروا اسم اللغة التي عربت منها (9) وصنم، هي صلمو "Salmo" في لغة بني ارم، ومعناها صورة، من صلم "Salem" بمعنى صور (10) ، وهي صلم في العبرانية ايضاً، وصلمن، في اللهجات العربية الجنوبية، حيث ترد بكثرة في نصوص المسند بمعنى صنم وتمثال مثال (11)، وقد وردت لهجات عربية أخرى.
ووردت لفظة صلم في كتابات عثر عليها في أعالي الحجاز، اسم علم لإله، ازدهرت عبادته بصورة خاصة بمدينة تيماء. ويرجع بعض المستشرقين تأريخ ازدهار(12) صلم والجمع أصلهم صلمن ذصرفن وصلمنن ذهبن، أي التمثال الذي هو من فضة، والتمثالان اللذان هما من ذهب، أو الصنم الذي هو من فضة. والصنمان هما من ذهب، راجع المختصر في علم اللغة العربية الجنوبية القديمة، لغويدي 19.
عبادة هذا الصنم إلى حوالي سنة 600 قبل الميلاد، وقد ورد اسمه علماً لأشخاص في الكتابات اللحيانية. ورمز عنه برأس ثور في كتابات قوم ثمود(13).
واما كلمة وثن فهي من الكلمات العربية القديمة الواردة في نصوص المسند كذلك. ويظهر من استعمال هذه الكلمة في النصوص مثل: وليذبحن وثنن درا بخرفم 1بصم صححم انثيم وذكرم، أي وليذبح للوثن مرة في السنة ذبحا صحيحاً، أثنى أو ذكراً(14) أن الوثن هو الذي يرمز إلى الإله، أي بمعنى الصنم في القرآن الكريم.
والوثن في عرف بعض العلماء، كلمة مرادفة لصنم، غير أن فيرقا آخر، ومنهم ابن الكلبي، فرق بين الكلمتين، فقال: إذا كان معمولاً من خشب أو ذهب أو من فضة صورة إنسان، فهو صنم، وإذا كان من حجارة، فهو وثن(15). وذكر بعض آخر أن الوثن هو ما لا صورة له من الحجارة كصورة الأدمي، والصنم الصورة بلا جثة(16). وقا لبعض آخر: يقال لكل صنم من حجر أو غيره صنم، ولا يقال وثن إلا لما كان من غير صخرة كالنحاس ونحوه. ويظهر من استعمال كلمتي صلمن الصلم صلم ووثنن الوثن أن هناك فرقاً بين الكلمتين في نصوص المسند، فإن كلمة صلمن تعني في الغالب تمثالاً يصنع من فضة، او من ذهب، أو من نحاس، أو من حجر، أو من خشب، ويقدم إلى الآلهة لتوضع في معابدها تقرباً إليها، لإجابتها دعاء الداعين بشفائهم من مرض أو قضاء حاجة، أي أنها تقدم نذراً . اما الوثن، فانه الصنم في لهجتنا، أي الرمز إلى الإله، تقرب له القرابين.
الأصنام الإناث:
يذكر أهل الأخبار: أن الآلهة الإناث، هن: اللات، والعزى، ومناة. وهي أصنام ذكرت في القرآن الكريم: { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} (17).
الــــلات:
واما الصنم اللات، فإنه من الأصنام القديمة المشهورة عند العرب. وذكر ابن الكلبي انه كان صخرة مربعة بيضاء، بنث ثقيف عليها بيتاً صاروا يسيرون إليه، يضاهون به الكعبة، وله حجبة وكسوة، ويحرمون واديه. وكانت سدانته لآل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك بن ثقيف، أو لبني عتاب بن ملك . وكانت قريش وجميع العرب يعظمونه ايضاً، ويتقربون إليه، حتى أن ثقيفاً كانوا إذا ما قدموا من سفر، توجهوا إلى بيت اللات أولاً للتقرب إليه، وشكره على السلامة، ثم يذهبون بعد ذلك إلى بيوتهم(18). فتبين من ذلك أن معبد اللات الشهير كان في مدينة الطائف، مركز بيلة ثقيف، يقصده الناس للتبرك به. وقد كانت له معابد كثيرة منتشرة في مواضع عديدة من الحجاز.
وذكر ابن كثير ان اللات صخرة بيضاء منقوشة، عليها بيت بالطائف له أستار وسدنة، وحولة فناء معظم عند أهل الطائف، وهم ثقيف ومن تابعها، يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش(19)، فلم تكن صخرة الات صخرة ملساء حسب، بل كانت إلى ذلك منقوشة، وكانت في داخل بيت له أستار على شاكلة الكعبة والفناء هو حرم معظم عند أهل الطائف، تعظيم قريش لحرم البيت. حرم على الناس قطع شجره، وصيد حوانه، ومن دخله صار آمناً(20).
وكانت تحت صخرة اللات حفرة يقال لها غبغب، حفظت فيها الهدايا والنذور والأموال التي كانت تقدم إلى الصنم، فلما هدف المغيرة الصنم أخذ تلك الأموال وسلمها إلى أبي سفيان امتثالاً لأمر الرسول (21).
ويظهر من وصف أهل الأخبار لبيت اللات أنه كان على طراز البيت بمكة من حيث المنزلة والاحترام والكسوة. فقد كان يكسى في كل عام كسوة. ويظهر أن ثقيفاً اتخذت له سدنة وخدما يقومون بحراسة البيت وخدمته وتنظيفه على نحو ما كان في مكة وفي بيوت الآلهة الأخرى (22).
ويرى ابن الكلبي انا لصنم اللات هو أحدث عهداً من مناة(23). أما نحن، فلا نستطيع أن نجرؤ ونقول بهذا القول، لأن الصنمين هما من الأصنام القديمة التي ورد ذكرها في كتابات النبط والصفويين، ثم أن هيرودوتس أشار إلى اللات كما سأذكر ذلك وليس من السهل حتى بالنسبة إلى ابن الكلبي أو غيره ممن تقدم عليه بالزمن الحكم زمن دخول عبادة الصنمين إلى جزيرة العرب، لأن ذلك يعود إلى زمن سابق لا تصل ذاكرة الرواة إليه.
ومكان بيت اللات في موضع مسجد الطائف، أو تحت منارة مسجد الطائف. وقد عرف البيت الذي بني على اللات ببيت الربة، ويقصدوا من بالربة اللات، لأنه أنثى في نظر عباديه (24). ولا ندري أكان انشاء مسجد الطائف على موضع معبد اللات رمزاً لحلول بيت الله محل بيت الربة، وبيت الأصنام، وتعبيراً عن حلول الإسلام محل عبادة اللات والأصنام، أم كان لسبب آخر، هو وجود أسس سابقة وحجارة قديمة موجودة، فاستسهل لذلك إقامة ببناء المسجد في هذا المكان؟ وقد فسر ابعض المستشرقين اقام المسجد في هذا المكان، بأنه تخليد لذكرى الوثنية في نفوس بعض من اسلم لسانه وكفر قلبه، فصرهم قيام المسجد في هذا المكان ليبقى أثراً يذكرهم بذكرى صنمهم القديم اللات(25).
وللإخباريين روايات عن صخرة اللات، منها أنها في الأصل صخرة كان يجلس عليها رجل، يبيع السمن واللبن للحجاج في الزمن الأول، وقالوا: أنها سميت باللات لأن عمرو لن لحي كان يلت عندها السويق للحاج على تلك الصخرة، وقالوا: بل كانت اللات في الأصل رجلاً من ثقيف. فلما مات ، قال عمرو بن لحي: لم يمت، ولكن دخل في الصخرة، ثم أمر بعبادتها، وأن يبنوا بنيانا يسمى اللات. وقالوا: قام عمرو بن لحي، فقال لهم: ان ربكم كان قد دخل في هذا الحجر، يعني تلك الصخرة ، نصبها لهم صنماً يعبدونها. وكان فيه وفي الغزى شيطانان يكلمان الناس، فاتخذتها ثقيف طاغوتاً، وبنت لها بيتاً، وجعلت لها سدنة، وعظمته، وطافت به، وقيل: كانت صخرة مربعة، وكان يهودي يلت عندها السويق(26).
وذكر المفسر أبو السعود ان هناك رواية تزعم أن حجر اللات كان على صورة ذلك الرجل الذي قبر تحته، وهو الذي كان يلت السويق، فلما مات، عكفوا على قبره فعبدوه (27). وقبل أن اللات الذي كان يقوم على آلهتهم، ويلت لهم السويق(28).
مزارات، ينحر عندها ويتبرك بها الناس، ولهذا نهى الإسلام(29) عن اتخاذ القبور مزارات، حتى لا تعظم من دون الله، كالذي حدث عند الجاهليين.
وذكر بعض أهل الأخبار أن صنم اللات إنما سمي لاتا، من لوى، لأنهم كانوا يلون عليها، أي يطوفون (30)، ويعتكفون للعبادة عنده (31). ومعنى هذا أن عباد هذا الصنم لم يكونوا يكتفون بالذبح عنده، بل كانوا يطوفون حوله، طوافهم حول أصنام أخرى. وذكر أنه سمي لاتا، من اللتات، وكل شيء يلت به سويق أو غيره نحو السمن (32).
ولدينا رأي آخر في سبب تسمية اللات لاتا، خلاصته: ان الناس اشتقوا اسم اللات من اسم الله ، فقالوا اللات ، يعنون مؤنثه منه (33). وذكر الطبري أن اللات هي من الله ، ألحقت فيه التاء، فأنشت، كما قيل عمروا للذكر وللأنثى عمرة، كما قبل للذكر عباس ثم للأنثى عباسة(34).
وورد في بعض روايات أهل الأخبار أن الثقفي الذي كان يلت السويق بالزيت و يقدمه للناس، لما توفي قبر في موضع اللات، فعكفوا على قبره، وجعلوه وثنا، وزعم بعض آخر قبر عامر بن الظرب العدواني (35). فترى هذه الروايات أن بيت الربة، هو قبر رجل، دفن فيه، فعبدو صير الهاً. وزعم قوم أنه كان رجلاً من ثقيف، يقال له صرمة بن غنم، وكان يسلأ السمن، فيضعه على صخرة، فتأتيه العرب، فلما مات، عبدته ثقيف (36).
وتفسير أخل الأخبار لاسم اللات، هو بالطبع من تفسيراتهم المألوفة الكثيرة التي لا يمكن أن نثق بها، و لا يمكن أن نحملها على محمل الصدق والعلم. فالاسم هو من الأسماء القديمة التي عرفت قبل الميلاد. ويرى بعض المستشرقين أنه ادغام وسط بين اللالهت الـ ال هـ - ت "Al Alahat" والإدغام التام اللات أل لت "Allat" ، على نحو ما حدث للفظ الجلالة: "الا لاه" "ال ـ ال ه" الذي صار الله (37).
وفي قول أهل الأخبار ان صخرة اللات كانت ليهودي ، يلت عندها السويق، أو لرجل من ثقيف، غمز وطعن في ثقيف، وقد غمز بها في أمور أخرى أشرت إليها في مواضع أخرى. ويعود سبب هذا الغمز إلى المنافسة التي كانت بين أهل الطائف وأهل مكة، ثم إلى الكراهية الشديدة التي حملها أهل العراق وأهل الحجاز وغيرهم للحجاج لأعماله القاسية، وعدم مبالاته ومراعاته للحرمان حتى بالنسبة إلى الكعبة، مما حمل الناس على كرهه وكره قومه ثقيف، وعلى وضع قصص عن ثقيف.
ولا يستبعد ان تكون صخرة اللات صخرة من هذه الصخور المقدسة التي كان يقدسها الجاهليون ومن بينها الحجر الأسود الذي كان يقدسه أهل مكة ومن كان يأتي إلى مكة للحج وفي غير موسم الحج، لذلك كانوا يلمسونه ويتبركون به. واذا أخذنا برأي ابن الكلبي من أن عمروا بن لحي قال للناس: أن ربكم كان قد دخل في هذا الحجر، أو ان الرجل الذي كان عند الصخرة لم يمت، ولكن دخل فيها أو ان روح ميت حلت فيها ونظرا إلى رأيه هذا بشيء من الجد، فلا يستعبد أن يشير هذا الرأي إلى ما يسمى بـ "الفتيشزم" "Fetuchsm" أي عبادة الأحجار في اصطلاح علماء الأديان. وبعنون بها عبادة الارواح التي يزعم المتعبدون لها أنها حالة في تلك الأحجار، وخاصة الاحجار الغربية التي لم تصقلها الأيدي، بل عبدت على هيأتها وخلقتها في الطبيعة ، وهي من العبادات المنحطة بالنسبة إلى عبادة الصور والتماثيل والأصنام(38).
وذكر أن قريشاً تعبدت للصنم اللات بموضع نخلة عد سوق عكاظ، وقيل انه كان بالكعبة (39). وذكر أن اللات بيت كان بنخلة تعبده قريش (40). ويلاحظ أن من أهل الاخبار من جعل العزى بيتاً كان بنخلة (41) أي هذا البيت المذكور.
ويظهر من روايات أهل الأخبار أن منهم من رأى أن اللات بيت للصنم، أي الإلهة اللات كان بالطائف، وأن منهم من رأى انه كان بنخلة تعبده قريش. واما عباد البيت الأول، فهم ثقيف. ولا استبعد وجود بيوت عبادة أخرى في غير هذين المكانيين في الحجاز وفي غير الحجاز.
واللات من الآلهة المعبودة عند النبط أيضاً، وقد ورد اسمها في نصوص الحجر وصلخد وتدمر، وهي من مواضع النبط (42). وهو هـ ل ت هـ ــ لت في النصوص الصفوية(43). ومعناها اللات، لأن الهاء حرف تعريف في اللهجة الصفوية. وقد ذكر أكثر من تين مرة في الكتابات الصفوية ، وهو اكثر آلهة الصفويين وروداً في نصوصهم، ويدل ذلك على شيوع عبادته بينهم (44).
ويذكر الباحثون ان النبط عدوا اللات اما للالهة، وهي في نظر روبرتسن سمث الآلهة الأم لمدينة بطرا، وتقابل الالهة "Tanit" "Artemis" عند أهل قرطاجة (45). وقد عبدت اللات في تدمر، وفي أرض مدين عند اللحيانيين (46). وقد وصف افيفانيوس "Epiphanius" معبد الالهه اللات في مدينة بطرا، فذكر انه معبد الأم العذراء "Virgin – mother". وكما ذكر انها كانت معبودة عند أهل الوسة الوس "Elusa" كذلك. ويظهر أن عبادتها كانت قد انتقلت من النبط ومن القبائل العربية الشمالية إلى أهل الحجاز(47).
وصنم اللات، هو اليلات، اللات، "Alelat" "Alilat". وكما ذكر أنها كانت معبودة هيرودوتس. وقد ذكر أنه من آلهة العرب الشهيرة (48). والتسمية عربية النجار، وقد غيرت تغييراً طفيفاً، اقتضته طبيعة اللغة اليونانية، فهذا الصنم إذن هو أسم صنم عربي يرد اسمه في نص مؤرخ يوناني، وهو يقابل الآلهة "Minerva" أي أثينة "Athene" عند اليونان (49).
وقد ذهب بعض المستشرقين إلى أن اللات تمثل الشمس، وهي أثنى، أي إلهة (50).
اما رينه ديسو، فيرى أنها لا تمثل الشمس، وإنما تمثل كوكب الزهرة، وخطأ رأي من يقول أن اللات الشمس (51).
وقد انتهيت ألينا أسماء رجال أضيفت باللات ، مثل: تيم اللات، وزيد اللات، وعائذ اللات، وشيع اللات، وشكم اللات، ووهب اللات ، وما شاكل ذلك من أسماء. ومما يلفت النظر أننا لم نلاحظ ورود اسم عبد اللات بين أسماء الجاهليين (52).
وقد اقسموا باللات، كما اقسموا بالأصنام الأخرى، ونسب إلى أوس بن حجر قوله(53):
وباللات والعزى ومن دان دينها وبالله، ان الله منهن أكبر.
وهدم اللات في جملة ما هدم من الأصنام، وأحرق البيت وقوضت حجارته، هدمه بأمر الرسول المغيرة بن شعبة في أغلب الروايات. وكان الناس ينظرون إلى هدمه في خوف وفزع وهلع خشية أن ينالهم شيء من أذى انتقاماً منهم، لأنهم لم يدافعوا عن بيت ربتهم، وكانت نساء ثقيف حسراً يبكين عليه. فلما انتهى الهدم، ولم يحدث لهن شيء، أخذ المغيرة مالها وحليها من الذهب والجزع وأعطاه ابا سفيان، وكان الرسول قد أرسله مع الغيرة في وفد ثقيف الذي جاء إليه عارضاً عليه الإسلام، فأخذه منه أبو سفيان، ليقضي من مال اللات دين عورة والأسود ابني مسعود(54).
ويظهر من هذا الشعر الذي ينسب إلى شداد بن عارض الجشعمي، وقد قاله حين هدمت وحرقت اللات:
لا تنصروا اللات ان الله مهلكها وكيف نصركم من ليس ينتصر؟
إن التي حرقت بالنار فاشتعلت ولم تقاتل لـدى أحجـارها هــدر
إن الرسول متى ينزل بساحتكم يظعن، وليس بها من أهلها بشر
إن ثقيفاً بقيت مخلصة لصنمها مؤمنة به، حتى بعد هدمه وتحريقه، فقال هذا الشاعر شعره، ينهي ثقيفاً عن العود إليها والغضب لها(55).
ويظهر من بيت ينسب إلى كعب بن مالك الأنصاري، هو قوله:
وننسى اللات والعزى ووداً وتسلبها القلائد والسيوفا (56)
إن الناس كانوا يعلقون القلائد والسيوف على تلك الأصنام. وروايات الإخباريين تؤيد هذه الدعوى، إذ تذكر أن الجاهليين كانوا يقدمون الحلي والثياب والنفائس وما حسن وطاب في أعين الناس هدية ونذوراً إلى الأصنام، فكانوا يعلقون ما يمكن تعليقه عليها، ويسلمون الأشياء الاخرى إلى سدنة الأصنام.
وقد ذكر الرحالة الانكليزي جيمس هاملتون أن صخرة اللات كانت لا تزال في أيامه بالطائف. وقد شاهدها فوصفها بأنها صخرة من الغرانيت ذات شكل خماسي، وأن طولها زهاء اثنتي عشرة قدماً(57).
ويظهر أنه كان للات بيت ورقبة بحملها الناس معهم حين يخرجون إلى قتال، فينصبان في ساحة الجيش، ليشجع المحاربون فيستميتوا في القتال ، وينادي المنادون بنداء تلك الأصنام مثل: يا للات، وقد كانت لبقية الأصنام بيوت وقباب ايضاً (58). وعاد حمل الأصنام إلى المعرك والحروب وإشراكها مع الناس في القتال، بإحضارها ساحة المعرك عادة قديمة، معروفة عند العرب وعند غيرهم. وقد سبق أن قلت أن الأشوريين ذكورا أنهم أصنام أريبي العرب في أثناء قتالهم معهم، اسروها مراراً، وكانوا يثبتون عليها خبر الاسر، كما أن الفلسطينيين والعبرانيين وغيرهم كانوا يحملون معهم أصنام هم في القتال(59).
العـــــزى:
والعزى صنم أنثى كذلك، وهي أحدث عهداً في نظر ابن الكلبي من اللات ومناة. واما الذي اتخذ العزى على رواية ابن الكلبي، فهو ظالم بن أسعد. وضعت بواد من نخلة الشامية، يقال له حراض، بازاء الغمير، عن يمين المصعد إلى العراق من مكة، وذلك فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال ، فبنى عليها بساً يريد بيتاً، وكانوا يسمعون فيه الصوت (60) وينسب إليه بيت العزى كذلك.
وقد عزم بعض أهل الأخبار أن العزى كان بيتاً بالطائف تعبده قريش (61). ويظهر أن هذا اشتباه قد وقع لهم، وأنهم خلطوا بين اللات والعزى، فتوهموا ان بيت اللات هو العزى فقالوا ما قالوه.
وورد في بيت شعر ينسب إلى حسان بن ثابت ان بيت العزى كان بالجزع من بطن نخلة (62).
ويظهر ان العزى كانت سمرات، لها حمى، وكان الناس يتقربون إليها بالنذور. وهي بالطبع عبادة من العبادات المعروفة للشجر (63). وقد ذكر الطبري روايات عديدة تفيد ان العزى شجيرات، ولكنه أورد روايات أخرى تفيد انها حجر ابيض (64)، فنحن إذن امام رأيين رأي يقول أن العزى شجيرات، ورأي يرى أنها حجر، وذكر ابن حبيب أن اعزى شجرة بنخلة عندها وثن تعبدها غطفان. سدنتها من بني صرمة بن مرة(65).
وقد تسمى العرب وقريش بالعزى، فقالوا: عبد العزى (66)، وقد أقسموا بها، ولها يقول درهم بن زيد الأوسي:
إني ورب العزى السعيدة والله الذي دون بيته سرف (67).
وأقدم من سمي باسم عبد العزى في رأي ابن الكلبي هو عبد العزى بن كعب(68).
وقد ذكر ابن دريد اسماء عدد من أهل مكة عرفوا بـ "عبد العزى"، منهم بـ "عبد العزى بن قصي" ، و "عبد العزى بن عبد مناف" ، و "عبد العزى بن عبد المطلب"(69).
ويظهر من هذا الشعر المنسوب إلى زيد بن عمروا بن نفيل:
تركت اللات والعزى جميعاً كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتها ولا صمني بني غنيم أزور (70).
إن عباد العزى كانوا يتصورونها أماً، ولها ابنتان، ولعله أراد بـ "ابتيعا" اللات ومناة.
وقد نسب بعض أهل الأخبار عبادة العزى إلى عمرو بن لحي جرياً على عادتهم في نسبة عبادة الاوثان إليه، فقالوا انه قال لعمروا بن ربيعة والحارق بن كعب: أن ربكم يتصيف باللات لبرد الطائف، ويشتو بالعزى لحر تهامة (71). وفي رواية لابن اسحاق: أن عمرو بن لحي اتخذ العزى بنخلة، فكانوا اذا فرغوا من حجهم وطوافهم بالكعبة، لم يحلوا حتى يأتوا العزى، فيطوفون بها، ويحلون عندها، ويعكفون عندها يوماً. وكانت لخزاعة ، وكانت قريش وبنو كنانة كلها تعظم العزى مع خزاعة وجميع مضر. وكان سدنتها الذين يحجبونها بنو شيبان من بني سليم، حلفاء بني هاشم(72).
وتشير رواية من زعم ان عمروا بن لحي قال لقومه : ان ربكم يتصيف باللات لبرد الطائف . ويشتو بالعزى لحر تهامة، صحت أو لم تصح ، إلى وجود صلة بين اللات والعزى. وقد ذكرت العزى بعد اللات في القرآن الكريم. وكذلك ترد بعد اللات في جميع روايات الأخباريين. مما يشير إلى وجود صلة بين اللات والعزى. ولا يستعبد أن تكون هذه الصلة بين الصنمين قد جاءت إلى اهل الحجاز من بلاد الشام من اهل تدمر وبادية الشام والصفويين، إذ وردا وكأنهما الهان متقابلان، فحمل ذلك بعض المستشرقين على تصور أنهما يمثلان كوكبين: كوكب الصباح وكوكب المساء(73).
والعزى مثل اللات ومناة من الالهة المعبودة عند عرب العراق وعرب بلاد الشام وعند النبط والصفويين. وقد ذكر اسم العزى مرتين في المصادر المؤلفة بعد الميلاد، وأشار إسحاق الانطاكي "Isaac Antioch" من رجال القرن الخامس للميلاد، إلى اسم العزى في حديثه عن مدينة بيت حور "Beth – hur ودعاها بـ "Beltis" وسماها كوكبتا ويظن ان كوكبتا "Kawkabra" أي كوكبة المذكورة في المصادر السريانية ، وهي أنثى كوكب، تعني الكواكب الذي يظهر عند الصباح ، وهو العزى عند الجاهليين (74). ويراد بها الزهرة "Venus"، عند النبط (75) حيث اتخذوا لها معبداً في مدينة بصرى في منطقة رم عرف بـ "بيت ايل". وقد نص بروكوبيوس" "Procopius" على انها افروديت (76). وهي كناية عن القمر على رأي بعض المستشرقين (77).
ولعل العزى هي ملكة السماء."Mellleketh hash – Shama" المذكورة في سفر ارميا (78)، وقد جاء فيه: ان اهل أورشليم كانوا يصنعون كعكاً، يتقربون به إلى تلك الآلهة: آلهة السماء. وقد كان الجاهليون يتقربون بالخبز والكعك إلى كوكب السماء(79).
ويظهر من ورود اسم امرأة هو: أمت عزي، أمة العزى، في نص عربي جنوبي، ان عبادة العزى، كانت معروفة هناك، وقد قدم أحد العرب الجنوبيين تمثالاً من ذهب إلى هذه الآلهة (80).
وقد كان آل لخم، ملوك الحيرة، ينحرون الأسرى قرباناً للعزى. وقد زعم بعض المؤرخين السريان ان المنذر بن ماء السماء ضحى بأربع مئة راهبة للعزى (81). وذكر إسحاق الانطاكي ان العرب كانوا يقدمون الأولاد والبناء قرابين للكوكبة كوكبنا ، فينحرونهم لها، ويقصد بـ "كوكبتا" العزى (82).
وكانت قريش تتعبد للعزى، وتزورها ، وتعدي إليها، وتتقرب إليها بالذبائح . وذكر ابن الكلبي انها كانت اعظم الاصنام عند قريش، وان قريشاً كانت تطوف بالكعبة وتقول: واللات والعزى، ومناة الثالثة الاخرى فأنهن الغرانيق العلا، وان شفاعتهن لترتجي (83). وكانوا يقولون : هن بنات الله، وهن يشفعن إليه. وكانت قريش قد حمت لها شعبا من وادي حراض، يقال له سقام، ياهون به حرم الكعبة . وكان لها منحر ينحرون فيه هداياهم، يقال له الغبغب، فكانوا يقسمون لحوم هداياهم فيمن حضرها وكان عندها (84).
ويقول ابن الكلبي ايضاً: ولم تكن قريش بمكة ومن اقام بها من العرب يعظمون شيئاً من الأصنام إعظامهم العوى؟، ثم اللات، ثم مناة. فأما العزى، فكانت قريش تخصها دون غيرها بالزيارة والهدية. وكانت ثقيف تخص اللات كخاصة قريش للعزى، وكانت الأوس والخزرج تخص مناة كخاصة هؤلاء الآخرين، وكلهم كان معظماً لها أي للعزى (85).
ولابن الكلبي اي في إقبال قريش على العزى، إذ يقول: فاما العزى، فكانت قريش تخصها دون غيرها بالزيارة والهدية. وذلك فيما اظن لقربها كان منها (86). فجعل قرب بيت العزى من قريش ، هو السبب في اقبال قريش عليها. وهو يرى هذا الرأي نفسه حين تكلم على الأصنام، ود، وسواع، ويعوق ونشر، وقارن بينها وبين الأصنام اللات والزى ومناة، إذ قال: ولم يكونوا يرون في الخمسة الأصنام التي دفعها عمرو بن لحي . . . كرأيهم في هذه ولا قريباً من ذلك. فظنت ان ذلك كان لبعدها منهم (87).
وكان فيمن يتقدم إلى العزى بالنذور والهدايا، والد خالد بن الوليد . ذكر خالد ان والده كان يأتي العزى بخير ماله من الابل والغنم، فيذبحها للعزى، ويقيم عندها ثلاثة أيام(88).
وممن تعبد للعزى بنو سليم وغطفان، وجشم ونصر وسعد بن بكر(89) وغني وبأهله وخراعة وجميع مضر وبنو كنانة. وقد ارتبطت قبائل غطفان بعبادة العزى وتقديسها بصورة خاصة، حتى لقد ذكر ياقوت الحموي ان العزى سمرة كانت لغطفان يعبدونها، وكانوا بنوا عليها بيتاً، واقاموا لها سدنة (90) وقد عرف البيت بـ "كعبة غطفان"(91) وذكر الطبري أن العزى صنم لبني شيبان، بطن بن سليم حلفاء بني هاشم، وبنو اسد بن عبد العزى، يقولون: هذا صنمنا، وإنها كانت بيتاً يعظمه هذا الحي من قريش وكنانة ومضر كلها(92). وقد تعبدت لها ثقيف كذلك، بان اتخذت لها صنما(93). والظاهر ان قريشاً كانت تعبد العزى حامية وشفيعة لها (94).
وكان لحرم العزى شعب حمته قريش للصنم، يقال له سقام في وادي حراض، على طريقة قريش في اتخاذ حرم للكعبة. وقد صار هذا الحمى موضعاً آمناً لا يجوز التعدي فيه على أحد، ولا قطع شجرة، ولا القيام بعمل يخل بحرمة المكان (95). فذاك قول ابي جندب الهذلي ثم القردي في امرأة كان يهواها، فذكر حلفها له بها:
لقد حلفت جهداً يميناً غليظة بفرع التي احمت فروع سقام (96).
وينسب ابن الكلبي بناء بيت العزى إلى ظالم بن اسعد، إذ يقول: بس: بيت لغطفان بن سعد بن قيس عيلان كانت تعبده. بناء ظالم بن أسهد بن ربيعة بن مالك بن مرة بن عوف، لما رأى قريشاً يطوفون بالكعبة ويسعون بين الصفا والمروة، فذرع البيت. ونص العباب: واخذ حجراً من الصفا وحجراً من المروة ، فرجع إلى قومه. وقال: يا معشر غطفان، لقريش بين يطوفون حوله والصفا والمروة، وليس لكم شيء، فبنى بيتاً على قدر البيت، ووضع الحجرين فقال: هذان الصفا والمروة فاجتزؤوا به عن الحج. فأغار زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة الكلبي، فقتل ظالماً، وهدم بناءه (97).
وجاء في رواية اخرى ان بني صداء، قالوا: اما والله لنتخذن حرماً مثل حرم مكة، لا يقتل صيده، ولا يعضد شجره، ولا يهاج عائذه، فوليت ذلك بنو مرة بن عوف، ثم كان القائم على امر الحرم وبناء حائطه رياح بن ظالم ففعلوا ذلك، وهم على ماء لهم يقال له بس، فلما بلغ فعلهم هذ وما اجمعوا عليه زهير بن جناب قال: والله، لا يكون ذلك وانا حي، ولا اخلي غطفان تتخذ حرماً أبداً، ثم سار في قومه حتى غزا غطفان، وتمكن منها، واستولى على الحرم، وقطع رقبة أسير من غطفان به، وعطل الحرم وهدمه (98).
وأما سدنة العزى، فكانوا من بني صرمة بن مرة، او من بني شيبان بن جابر بن مرة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن عتبة بن سليم بن منصور. فهم من بني شيبان، من بني سليم حلفاء بني هاشم (99).
وكان آخر سادن للعزى دبية بن حرمي السلمي ثم الشيباني، قتله خالد بن الوليد بعد هدمه الوثن والبيت وقطعه الشجرة او الشجراء الثلاث (100) وفي رواية : ان هدم العزى كان لخمس ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان، وكان سادنها أفلح بن النضر السلمي من بني سليم. فلما حضرته الوفاة، دخل عليه أبو لهب يعوده وهو حزين؟، فقال له: مالي أراك حزيناً؟ قال: أخاف أن تضيع العزى من بعدي. قال أبو لب: فلا تحزن،؟ فأنا أقوم عليها بعدك. فجعل أبو لهب يقول لكل من لقي: إن تظهر العزى، كنت قد اتخذت عندها يدا بقيامي عليها، وان يظهر محمد علي العزى، وما أراه يظهر، فابن أخي. فانزل الله تبارك وتعالى تبت يدا أبي لهب وتب (101). وتدل هذه الرواية ان صحت على ان افلح بن نضر لم يكن آخر سادن للعزى، وان الهدم لم يكن في حياته، وإنما كان بعد وفاته.
وتشبه هذه القصة قصة أخرى وردت في الموضوع نفسه، عن أبي أحيحة وابي لهب. فلما مرض ابو احيحة، وهو سعيد بن العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، مرضه الذي مات فيه، كان اهم ما شعل باله عبادة العزى وخشيته أن لا تعبد من بعده ، فلما اجابه أبو لهب مهونا عليه الأمر : رد والله ما عبدت حياتك لأجلك، ولا تترك عبادتها بعدك لموتك سره هذا الجواب، وأفرج عنه. فقال: الآن علمت أن لي خليفة (102).
ويظهر من شر لـ "ابي خراش الهذلي" أن دبية كان كريماً، يطعم الناس، عظيم القدر، له جفنة حين الشتاء، وقد مدحه، إذ حذاه نعلين جيدتين، كما رثاه يوم قتل بأبيات ذكرها ابن الكلبي في كتابة الأصنام (103).وروايات الإخباريين عن العزى يكتنفها شيء من الغموض واللبس، ويدل ذلك على انهم لم يكونوا على علم تام بالعزى. فبينما هم يذكرون في روايات لهم اخرى أنها شيطانة تأتي ثلاث سمرات(104) أي ان العزى هي تلك الشيطانة، لا السمرة أو السمرات الثلاث. ثم تراهم يذكرون في روايات أخرى ان العزى صنم اما تلك السمرة أو السمرات الثلاث، فلم تكن إلا أشجاراً نبتت فيحرم البيت . لذلك صارت محرمة لا يجوز مسها بأي سوء كان (105).
والرأي المعقول المقبول، هو أن العزى صنم، له بيت، واماه غبغب، أي خزانة يضع فيها العباد المؤمنون بالعزى هداياهم ونذورهم لها، كما كانوا ينحرون لها، إذ لا يعقل ان يقال إن خالداً كسر الصنم وهدم بيته (106) ثم لا يكون العزى، صنماً بل يكون شجرة، او شجرات. واما الشجيرات، فأنها شجيرات مقدسة ايضاً، لأنها في حرم العزى، وشجر الحرم هو شجر مقدس لا يجوز قطعه، ولذلك كان اهل مكة يتجنبون مس شر الحرم بسوء، فلما أراد قصي اعتضاده، هابت قريش عمله وخافت سوء العاقبة، ونهته عن مسه بسوء، ولكنه أقدم على قطعه ، لم يبال برأيهم ، ولم يحفل بنصائحهم، فقطعه.
وكان بيت العزى يسمع فيه الصوت. وقد ذكر الإخباريون انه كان في كل من اللات والعزى ومناة شيطانة، تكلمهم، وتظهر للسدنة وقد نسبوا ذلك إلى صنع إبليس (107). والظاهر أن الحبشية المذكورة التي قتلها خالد، وزعم انها كانت شيطانة ان صح ما ذكره الرواة عن وجودها كانت امرأة كان السادن يخفيها في موضع سرى، وهي التي تجيب عن اسئلة السائلين، فينسب السادن كلاها إلى العزى.
منـــاة:
ويعد الصنم مناة أقدم الأصنام عند الإخباريين. وهو من الأصنام المذكورة في القرآن الكريم: "افر أيتهم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى" (108). وهذه الأصنام الثلاثة هي أناث في نظر الجاهليين. وموضع مناة بالمشلل على سبعة أميال من المدينة (109). وبقديد بين مكة والمدينة (110)، وقبل ايضاً أنه بموضع ودان او في موضع قريب منه (111). وذكر اليعقوبي أن مناة كان منصوباً بفدك مما يلي ساحل البحر (112). والرأي الغالب بين أهل الاخبار أنه كان على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد (113). وذكر محمد بن حبيب انه كان بسيف البحر وكانت الأنصار وأزد شنوءة وغيرهم من الأزد تتعبد له. وأما سدنته، فهم الغطاريف من الأزد (114). وذكر ان تلبية كانت على هذه الصورة: لبيك اللهم لبيك، لولا أن بكراً دونك يبرك الناس ويهجرونك، ما زال حج عثج يأتونك. انا على عدوائهم من دونك (115).
وتسكت اكثر روايات اهل الأخبار عن معبد مناة فلم تذكر شيئاً عنه، ولكن الطبري يشير في تفسيره إلى انه كان بيتاً بالمشلل (116)، وهو كلام منطقي معقول، إذ لا يعقل أن يكون هذا الصنم، مجرد صخرة أو صنم قائم في العراء، تعبث به الرياح والشمس، ثم ان له سدنة، ولا يعقل ان تكون لصنم سدنة، ثم لا يكون له بيت يؤويه. ولست أستبعد ان يكون له جب يلقي المؤمنون فيه هداياهم ونذورهم. وذكر الطبري أيضاً أن معبدها كان بـ "قديد". واما عبدتها، فذكر انهم خزاعة، وذكر أيضاً أنهم بنو كعب (117).
والإخباريون على خلاف فيما بينهم في هيأة مناة وشكلها ، منهم من يقول أن مناة صخرة، سميت بذلك لأن دماء النسائك كانت تمنى عندها، أي تراق(118)، ومنهم من يقول انها صنم كان منصوباً على ساحل البحر، فهو على هيأة ومشال، وقد نحت من حجارة (119)، وجعلها بعض الرواة في الكعبة أيضاً مع بقية الأصنام (120).
والذين يذكرون ان مناة صخرة، يرون أن الناس كانوا يذبحون عندها فتمنى دماء النسائك عندها، أي تراق، فهي اذن، وبهذا الوصف مذبح تراق عنده الذبائح التي تقدم نسيكة للآلهة، ويذكرون أنهم إنما كانوا يفعلون ذلك كأنهم كانوا يستمطرون عندها الانواء تبركا بها (121). ويتبين من ذلك أن هذا الموضع كان مكاناً مقدساً، وقد خصص باله ينشر السحب ويرسل الرياح فتأتي بالأمطار، لتغيث الناس، وأن لهذا الإله صلة بالبحر وبالماء، ولذلك أقيم معبده على ساحل البحر (122). وقد تكون هذه الصخرة مذبحا أقم عند الصنم، او عند معبده لتذبح عليه ما يهل للصنم، فسمى باسمه، ولذلك يمكن التوفيق بين الرأيين: كونه صخرة، وكونه صنماً.
ويظهر من أقوال ابن الكلبي ان هذا الصنم كان معظماً ، خاصة عند الأوس والخزرج، أي اهل يثرب ومن كان بأخذ مأخذهم من عرب المدينة والأزد وغسان فكانوا يحجون ويقفون مع الناس المواقف كلها، ولا يحلقون رؤوسهم، فإذا نفور ا أتوا مناة وحلقوا رؤوسهم عنده وأقاموا عنده لا يرون لحجمهم تماماً إلا بذلك (123). ولكن القبائل العربية الأخرى كانت تعظمه كذلك، وفي جملتها قريش (124) وهذيل وخزاعة(125) وأزد شنوءة، وغيرهم من الازد، وقبل ثقيف أيضاً، وذكرت رواية أخرى ان العرب جميعاً كانت تعظمه وتذبح حوله (126). أما سدنته، فالغطاريف من الأزد(127).
وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعظمون اللات، ويهلون منها للحج إلى الكعبة(128).
فمناة إذن من الأصنام المعظمة المقدمة عند الخزرج ، وكانوا يحفلون بها ويقفون عندها. وفي ذلك ورد شعر ينسب إلى عبد العزى بن وديعة المزني أو غيره من العرب:
اني حلفت يمين صدق برة بمناة عند محل آل الخزرج.
فالمحل الذي يقف فيه "آل الخزرج"، هو المحل الذي يحلف به امام مناة. وكان العرب في جاهلية بسمون الاوس والخزرج جميعا: الخزرج، ولذك يقول الشاعر في بيته: عند محل آل الخزرج (129).
وترجع بعض الروايات تأريخ مناة إلى عمرو بن لحي، فتزم أنه هو الذي نصبه على ساحل البحر مما يلي قديراً (130). وقد أخذت من الرواية التي ترجع أساس عبادة الأصنام وانتشارها بين العرب إلى ذلك الرجل.
وكان المتعبدون لهذا الصنم يقصدونه، فيذبحون حوله، ويهدون له. ويظهر من روايات ابن الكلبي عن هذا الصنم، أنه كان من الأصنام المعظمة القديمة المحترمة عند جميع العرب. وقد قصد ابن الكلبي بعبارة: وكانت العرب جميعاً تعظمه وتذبح حوله (131). عرب الحجاز على ما اعتقد وكان سدنته بجنون من سدانتهم له أرباحاً حسنة من هذه الهدايا التي تقدم إلى معبده باسمه.
وقد بقى سدنة هذا الصنم يرتزقون باسمه، إلى أن كان عام الفتح، فانقطع رزقهم بهدمه وبانقطاع سدنته. فلما سار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في سنة ثمان للهجرة، وهي عام الفتح أربع أو خمس ليال من المدينة، بعث علياً(عليه السلام) إليه، فهدمه وأخذ ما كان له، فأقبل به إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فكان فيما أخذ سيفان كان الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان أهدا أحدهما: ويسمى مخذماً، والآخر رسوباً. وهما سيفا الحارث اللذان ذكرهما علقمة في بيته:
مظاهر سربالي حديد عليهما عقيلاً سيوف: مخذم ورسوب.
فوهبهما النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي(عليه السلام) ، فيقال: أن ذا الفقار، سبق علي احدهما. ويقال : إن علياً(عليه السلام) واجد هذين السيفين في الفلس، وهو صنم طيء، حيث بعثه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فهدمه (132).
وفي رواية للواقدي ان الذي هدم الصنم هو سعد بن زيد الأشهلي، هدمه سنة ثمان للهجرة (133). وفي رواية اخرى ان الذين هدم الصنم هو أبو سفيان (134).
وقد كانت القبائل تتجنب أن تجعل ظهورها على مناة إعظاماً للصنم، ولذلك كانت تنحرف في سيرها، حيث لا يكون الصنم إلى ظهرها (135). وفي ذلك قال الكميت بن زيد الشاعر ، أحد بني أسد بن خزيمة بن مدركه:
وقد آلت قبالئ لا تولى مناة ظهورها متحرفينا.
ويظهر من ورود اسم هذا الصنم في القرآن الكريم، ومن انتشار التسمية به في مثل عبد مناة وعبدة مناة وزيد مناة وعوذ مناة وسعد مناة وأوس مناة بين عدد من القبائل المختلفة، مثل تميم وطيء وكنانة، أن عبادة مناة كانت منتشرة انتشاراً واسعاً بين القبائل (136). ولهذه الكلمات المتقدمة على كلمة مناة شأن كبير في وصف الصورة التي كانت في مخيلة عبدة مناة عنه، إذ تمثله الها كريماً يستعد عباده ويساعدهم في المكاره والملمات ويعطيهم ما يحتاجون إليه.
والصنم مناة هو منوتن منوت " Manavat" عند النبط، ويظن أن لاسمه صلة بـ "مناتا" "Menata" في لهجة بني ارم ومنا "Mana" في العبرانية، وجمعها "مانوت" "منوت" "Manot" ، وباسم الآله منى "Mena" وبكلمة منية، وجمعها منايا في عربية القرآن الكريم، وهي لذلك تمثل الحظوظ والاماني، وخاصة الموت(137). ولهذا ذهب بعض الباحثين إلى ان هذه الآلهة هي آلهة المنية و المنايا والمنايا عند الجاهلين (138).
وقد ذهب "منى" مع جد "Gad" في العهد القديم. والظاهر ان كلمة جد، كانت مصدراً، ثم صارت اسم علم لصنع، وذكر منى مع جد له شأن كبير من حيث معرفة الصنمين ، فالأول هو لمعرفة المستقبل وما يكتبه القدر للإنسان من منايا ومخبآت لا تكون في مصلحة الانسان، والثاني، وهو جد، لمعرفة المستقبل الطيب والحظ السعيد "Tyche" و " Fortune" في اليونانية، فهما يمثلان اذن جهتين متضادتين (139).
هبـــل:
يقول ابن الكلبي: وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها، وكان أعظمها هبل. وكان فيما بلغني من عميق أحمر على صورة إنسان، مكسور اليد اليمنى. أدركته قريش فجعلته له يداً من ذهب. وكان اول من نصبه خزيمة بن مدركه بن الياس بن مضر . وكان يقال له هبل خزيمة.
وكان في جوف الكعبة قد أمه سبعة أقداح، مكتوب في أولها صريح والآخر ملصق. فإذا شكو ما في مولود أهدوا إليه هدية، ثم ضربوا بالقداح، فإن خرج صريح ألحقوه، وان خرج ملصق دفعوه. وقدح على الميت، وقدح على النكاح، وثلاثة لم تفسر له على ما كانت. فإذا اختصموا في امر، أو أرادوا سفراً أو عملاً، أتوه فاستقسموا بالأزلام عنده فما خرج، عملوا به وانتهوا إليه. وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله (140).
وتذكر رواية أخرى أن خزيمة بن مدركة كان أول من نزل مكة من مضر، فوضع هبل في موضعه ، فكان يقال له صنم خزيمة، وهبل خزيمة، وورث أولاد سدانته من بعده (141). وقد ذهب ابن الكلبي هذا المذهب ايضاً، إذ قال: وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة (142).
ولا خلاف بين أهل الأخبار في أن هبل، كان على هيأة إنسان رجل (143).
وهناك روايات تنسب هبل إلى عمرو بن لحي، تقول انه جاء به إلى مكة من العراق من موضع هيت، فنصبه على البئر وهي الاخسف والجب الذي حفره إبراهيم في بطن الكعبة، ليكون خزانة للبيت، يلقي فيه ما يهدي إلى الكعبة، وأنه هو الذي أمر الناس بعبادته، فكان الرجل اذا قدم من سفر بدأ به على أهله بعد طوافه بالبيت، وحلق رأسه عنده، وكان على هذه الروايات من خرز العقيق على صورة انسان، وكانت يده اليمنى مكسورة ، فأدركته قريش فجعلت له يدا من ذهب. وكانت له خزانة للقربان وكان قربانه مائة بعير. وله حاجب يقوم بخدمته (144).
وجاء في رواية أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلما قدم مآب من أرض البلقاء، وبها يومئذ العماليق، وهم ولد عملاق، ويقال عمليق، وجدهم يتعبدون للأصنام، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له: هذه الأصنام نعبدها، فنستمطرها فتمطرنا، ونستنصرها فتنصرنا. فقال لهم: أفلا تعطونني منها صنماً، فأسير به إلى أرض العرب، فيعبدوه؟، فأعطوه صنماً يقال له هبل، واخذه، فتقدم به إلى مكة فنصبه، وأمر الناس بعبادته(145).
ولسنا نجد في كتب أهل اللغة أو الأخبار تفسيراً مقبولاً لمعنى هبل. وقد ذهب بعضهم إلى أنه من الهبلة، ومعناها القبلة. وذكر بعض آخر أنه من الهبيلي، بمعنى الراهب، وذكر أن بني هبل كانت تتعبد له (146). وذكر أنه من حبل بوزن زفر ومعناها كثرة اللحم والشحم، أو من هبل بمعنى غنم، وما شاكل ذلك من آراء (147). ويكمن سبب اضطراب العلماء من الخارج التي حافظت على تسميتها الأصلية، فوقع لديهم من ثم هذا الاضطراب.
وكانت تلبية من نسك هبل: لبيك اللهم لبيك انا لقاح حرمتنا على أسنة الرماح، يحسدنا الناس على النجاح(148).
ويذكر أهل الأخبار ان هبل كان أعظم أصنام قريش، وكانت تلوذ به وتتوسل إليه، ليس عليها بالخير والبركة، وليدفع عنها الأذى وكان شر. وكانت لقريش أصنام اخرى في جوف الكعبة وحولها ، ولكن هبل هو المقدم والمعظم عندها على الجميع. وقد نصب على الجب الذي يقال له الأخسف وهو بئر، وكانت العرب تسميها الأخشف (149).
وذكر ياقوت الحموي أن هبل صنم لبني كنانة: بكر ومالك وملكان، وكانت قريش تعبده، وكانت كنانة تعبد ما تعبد قريش، وهو اللات والعزى. وكانت العرب تعظم هذا المجمع عليه، فتجتمع عليه كل عام مرة (150). وقال غيره: وكان هبل لبني بكر ومالك وملكان وسائر بني كنانة. وكانت قريش تعبد صاحب بني كنانة، وبنو كنانة يعبدون صاحب قريش" (151).
وقد ورد اسم هبل في الكتابات النبطية التي عثر عليها في الحجر، ورد مع اسم الصنمين: دوشرا ذي الشرى، ومنوتو مناة (152).
وقد تسمى به أشخاص وبطون من قبيلة كلب، مما يدل على ان هذه القبيلة كانت تتعبد له، وانه كان من معبودات العرب الشماليين (153).
وقد تسمى بهبل أشخاص وبطون من قبيلة كلب، فباسم هذا الصنم سمي هبل بن عبد الله بن كنانة الكلبي جد زهير بن جناب (154).
ولما أراد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الانصراف عن أحد، علا صوت أبي سفيان: أعل هبل، أعل هبل. فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعمر: اجبه، قال: ما أقول له؟ قال: قل: الله أعلى واجل ، فقال : لنا العزى، ولا عزى لكم، فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعمر قل: الله مولانا ولا مولى لكم (155).
أصنام قوم نوح:
وزعم ابن الكلبي ان خمسة أصنام من أصنام العرب، من زمن نوح، وهي: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق ، ونسر (157). وقد ذكرت في القرآن الكريم: "قال نوح: رب أنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً، ومكرواً مكراً كباراً، وقالوا: لا تذكرون آلهتكم، ولا تذكرون وداً ولا سواعاً ولا يغوث ولا يعوق ونسراً، وقد أضلعوا كثيرا" (158). ويظهر أن ورود اسمها على هذا النحو في القرآن، هو الذي حمله على رجع هذه الأصنام التي عبدها العرب أيضاً إلى أيام نوح، وعلى رجع اصلها إلى ذلك الزمن.
وزعم ابن الكلبي ان الاصنام المذكورة كانت في الأصل قوماً صالحين، ماتوا، في شهر ، وذلك في أيما قابيل ، فجزع عليهم بنو قابيل، وذوو أقاربهم، وقام رجل من قومهم، فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم ونصبها لهم، فصار الناس يعظمونها ويسعون حولها، ثم جاء من بعدهم من عبدها، وعظم أمرها: ولمي زل أمرها يشتد، حتى ادرك نوح فدعاهم إلى الله، وإلى نبذ هذه الأصنام، فكذبوه ، فكان الطوفان، فاهبط ماء الطوفان هذه الأصنام، من جبل نوذ إلى الأرض، وجعل الماء يشتد جريه وعبابه من أرض إلى أرض حتى قذفها إلى أرض جدة، ثن نضب الماء وبقيت على الشط، فسفت الريح عليها حتى وارتها. وبقيت مطمورة هناك أمداً، حتى جاء رثي عمرو بن لحي وكان يكنى أبا ثمامة، فقال له: عجل بالمسير والظعن من تهامة، بالسعد والسلامة قال عمرو: جير ولا إقامة ، فقال الرأي: ايت ضف جده تجد فيها أصنام معدة، فأوردها ولا تعاب، ثم ادع العرب إلى عبادتها تجاب. فأتى شط جدة فاستشارها، ثم حملها حتى ورد تهامة. وحضر الحج، فدعا العرب إلى عبادتها قاطبة. فاجبه سادات القبائل ، ووزع تلك الأصنام عليهم، وِأشاعوا عبادتها بين الناس(159)، ومن ثم عبد العرب هذه الأصنام.
وذكر أيضاً أن الأصنام المذكورة هي أصنام نحتها الشيطان على صورة خمسة بنين من ابناء آدم، ماتوا فجزع الناس عليهم، لأنهم كانوا عباداً صالحين. فسول لهم الشيطان أن يصنع لهم تماثيل على هيئاتهم وصورهم، لتذكرهم بهم فسروا برأيه، وصنعها لهم، فما لبث الناس أن عبدوها، حتى تركوا عبادة الله، وكان ود أكبرهم وأبرهم، فصار اول معبود عبد من دون الله (160).
ود:
وكان الصنم ود من نصيب عرف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحلف بن قضاعة، أعطاه اياه عمرو بن لحي ، فحمله إلى وادي القرى، فأقره بدومة الجندل، وسمى ابنه عبدود، فهو أول من سمي به، وهو أول من سمي عبدودج، سثم سميت العرب به بعد (161)، وقد تعبد له بنو كلب (162).
وذكر أيضاً أنه كان لقريش صنم يدعونه عبد ود وأد بن طابخة، وأدد عبد ود واد بن طابخة، وأدد جد معد بن عدنان (163).
وجعل عوف ابنه عامراً الذي يثال له عامر الأجدار سادنا له، فلم تزل بنوه يسندونه حتى جاء الله بالإسلام.
وقد استنتج ياقوت الحموي من هذه الرواية التي يرويها ابن الكلبي أن الصنم اللات أقدم عهداً من ود؟ لأن وداً على هذه الرواية قد سلم إلى عوف، وعوف هو حفيد زيد اللات الذي سمي بزيد اللات، نسبة إلى الصنم اللات، فود على هذا أحدث عهداً من اللات (164).
وفي رواية لمحمد بن حبيب ان وداً كان لبني وبرة، وكانت سدنته من بني الفرافصة بن الأحوص من كلب (165). ويشك ولهوزن "Wellhausen" في صحة هذه الرواية ، فقد كان الفرافصة بن الأحوص على رأيه نصرانياً، وهو والد نائلة زوج الخليفة عثان. ثم ان الفرافصة لم يكن من بني عمرو بن ود، ولا من بني عوف بن عذرة، فلا يعقل ان تكون السدانة إليه وفي نسله (166).
وود على وصف ابن الكلبي له في كتابه الأصنام تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال، قد ذبر عليه حلتان متزر بحلة، مرتد بأخرى، عليه سيف قد تقلده، وقد تنكب قوساً، وبين يديه حربة فيها لواء، ووفضة فيها نبل (167). وقد أخذ ابن الكلبي وصفه هذا لود من أبيه عن مالك بن حارثة الأجداري.
ومالك بن حارثة الأجداري، هو من بني عامر الأجدار، وهم سدنة ود. وزعم ابن الكلبي ان أباه محمد بن السائب الكلبي حدثه عن مالك بن حارثة انه قال له: انه رأى وداً، وان أباه كان يبعثه ، وهو صغير، باللبن إليه، فيقول: اسقه ألهك، فيشربه مالك، فيعود وقد شرب اللبن. اما أبوه فيظن انه قد أعطى وداً اياه (168).
وقد بقى ود قائماً في موضعه إلى أن بعث رسول الله خالد بن الوليد من غزوة تبوك لهدمه. فلما أراد خالد هدمه، اعترضه بنو عبدود وبنو عامر الاجدار وأرادوا الحيلولة بينه وبين هدمه، فقتلهم، وأوجعهم وقتل منهم، فهدمه وكسره. وذكر ابن الكلبي أنه كان فيمن قتل رجل من بني عد ود يقال له قطن بن شريح، ورجل آخر هو حسان بن مصاد ابن عم الأكيدر صاحب دومة الجندل (169).
ويرى بعض المستشرقين استناداً إلى معنى كلمة ود أن هذا الصنم يرمز إلى الود، أي الحب، وأنه صنو للاهلني جيل "Gil" و "بحد" Pajad" عند الساميين . ويستندون في رأيهم هذا إلى بيت النابغة مطلعه:
حياك ود (170)، غير أن من العسير علينا تكوين رأي صحيح عن هذا الصنم. ولا استبعد أن تكون كلمة ود صفة من صفات الله لا اسم علم له.
وهناك من يرى وجود صلة بين ود وايروس "Eros" الصنم اليوناني، ويرى أنه صنم يوناني في الأصل استورد من هناك، وعبدته العرب. وهو رأي يعارضه نولدكه. لانتفاء التشابه في الهيأة بين الصنمين (171).
وورد هو الإله الأكبر لأهل معين.
ســـواع:
أما سواع ، فكان موضعه برهاط، من أرض ينبع. وذكر أنه كان صنماً على صورة امرأة، وهو صنم هذيل ــ وينسب ابن الكلبي انتشار عيادته ــ كعادته ــ إلى عمرو بن حلي، فدفع إلى رجل من هذيل يقال له الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر سواعاً، فكان بأرض يقال لها رهاط من بطن نخلة، يعبده من يليه من مضر (172). وذكر ابن حبيب أنه كان بـ "نعمان"، وأن عبدته: بنو كنانة، وهذيل، ومزينة، وعمرو بن قيس بن عيلان. وكان سدنته بنو صاهلة من هذيل. وفي رواية أن عبدة سواع هم آل ذي الكلام (173).
وفي رواية أخرى يرجع سندها إلى ابن الكلبي كذلك، تزعم أن سواعا صنم كان برهاط من أرض ينبع، وينبع عرض من أعراض المدينة. وكانت سدنته بنو لحيان. ثم تقول انه لم يسمع بورود اسم هذا الصنم في شعر هذيل ، إنما سمع بورود اسمه في شعر رجل من اليمن(174).
وورد في رواية اخرى ان سواعاً صنم من أصنام همدان(175).
ويرى نولدكه ان سواعاً لم يكن من الأصنام الكبرى عند ظهور الإسلام، وهو في نظره من الأصنام التي لم ترد أسماؤها في الأعلام المركبة، ويدل عدم ورود اسمه في هذه الأعلام على خمول عبادته بين الجاهليين (176). وفي السنة الثامنة من الهجرة هدم سواع، وكان الذي هدمه عمرو بن العاص، فلما انتهى إلى الصنم، قال له السادن: ما تريد؟ قال: هدم سواع، قال: لا تطيق تهدمه ، قال له عمرو بن العاص: أنت على الباطل بعد فهدمه عمرو، ولم يجد في خزانته شيئاً، ثم قال للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمت والله (177).
يغــوث:
واما يغوث ، فكان أيضاً على رواية ابن الكلبي، في جملة الأصنام التي فرقها عمرو بن لحي على من استجاب إلى دعوته من القبائل، دفعه إلى انعم بن عمرو المرادف فوضعه بأكمله مذحج باليمن، فعبدته مذحج ومن والاها وأهل جرش (178). وقد بقي في أنعم إلى أن قاتلهم عليه بنو غطيف من مراد، فهربوا به إلى نجران، فأقروه عند بني النار من الضبب، من بني الحارث بن كعب. واجتمعوا عليه جميعاً(179). وفي رواية أن عبدة يغوث هم بنو غطيف من مراد (180).
وفي رواية أن يغوث بقي في أنهم وأعلى من مراد، إلى أن اجتمع اشراف مراد وتشاوروا بينهم في أمر الصنم، فقر أيهم أن يكون فيهم، لما فيهم من العدد والشرف. فبلغ ذلك من أمرهم إلى أعلى وأنعم، فحملوا يغوث وهربوا به حتى وضعوه في بني الحارث بن كعب، في وقت كان النزاع فيه قائماً بين مراد وبني الحارق بن كعب. فلما أيت بنو الحارق تسليم الصنم إلى مراد، وتسوية أمر الديات، أرسلت عليها مراد جيشا فاستنجدت بنو الحارق بهمدان ، فنشبت بينهما معركة عرفت بيوم الرزم، انهزمت فيها مراد ومنيت بخسارة قبيحة، وبقي الصنم في بني الحارق. وقد وافق يوم الرزم يوم بدر (181).
وذكر الطبري أن بطنين من طيء أخذا يغوث، فذهبا به إلى مراد، فعبدوه زماناً، ثم أن بني ناجية أرادوا ان ينزعوه منهم، ففروا به إلى بني الحارق بن كعب (182).
ويظهر من غربلة هذه الروايات ان الصنم يغوث كان في جرش أو على مرتفع قريب من هذه المدينة. اما سدنته، فكنوا من بني انعم بن أعلى من طيء، وكانوا في جرش. وفي حوالي سنة 623، أي السنة التي وقعت فيها معركة بدر، حدث نزاع على الصنم: أراد بنو مراد أن يكون الصنم فيهم وسدانته لهم، وأراد بنو انعم الاحتفاظ بحقهم فيه. فهرب بنو أنعم بصمنهم إلى بني الحارق، واحتفظوا به بعد أن وقعت الهزيمة في مراد (183).
وفي الحرب التي وقعت بين بني أنعم وغطيف حمل عبده يغوث صنمهم معهم وحاربوا، مستمدين منه العون والمدد وغطيف وحمل عبدة يغوث صنمهم معهم وحاربوا ، مستمدين منه العون والمدد.
وفي ذلك يقول الشاعر:
وسار بنا يغوث إلى مراد فناجوهم قبل الصباح (184).
ويظهر ان بني أنعم وسائر عبدة هذا الصنم، كانوا يحملون صنمهم معهم في غالب الأحوال عند قتالهم القبائل الأخرى (185).
ولا يستبعد ان تكون لاسم هذا الصنم علاقة بفكرة المتعبدين له عنه، بمعنى أن المتعبدين له كنوا يرون أنه يغيثهم ويساعدهم. وقد ظن بعض الباحثين أنه يمثل الاله الأسد. وأنها كان طوطم قبيلة مذحج، يدافع عنها ويذب عن القبيلة التي تستغيث به. على نحو ما فعله الإسرائيليون من استغاثتهم بـ "حية النحاس" المسماة "نحشتان (Nehushtan)(186) ، التي كانت طوطماً في الأصل على رأي سمث (187).
ونجد بين أسماء الجاهليين عدداً من الرجال سمو بـ عبد يغوث، منهم من كان في مذحج، ومنهم من كان في قريش، ومنهم من أن في هوازن. وقد كان قائد بني الحارث بن كعب على تميم في معركة الكلاب عبد يغوث، كما كان لدريد بن الصمة اخ اسمه عبد يغوث. ومن مذحج: عبد يغوث بن وقاص بن صلاءة الحارثي، الذي قتلته التيم يوم الكلاب الثاني (188) ومن بني زهرة: عبد يغوث بن وهب، وعبيد يغوث، وأمهما صفية بنت هشام بن عبد مناف (189). ويدل ذلك على أن عبادته كانت معروفة بين مذحج وأهل جرش وقريش وهوزان، وقبائل أخرى مثل تغلب (190).
ولم يرد اسم هذا الصنم في الكتابات (191). وقذ ذهب روبرتسن سمث إلى أنه يعوش "Yeush" المذكور في سفر التكوين. وهو احد اجداد أدوم (192). ويمثله الأسد في نظر روبرتسن سمث(193).
ويعوق أيضاً في جملة هذه الأصنام التي فرقها عمرو بن لحي على القبائل . لقد سلمه عمرو إلى مالك بن مرث بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، فوضعه في موضع حيوان، حيث عبدته همدنا وخولان ومن والاها من قبائل. وكان في أرحب (194).
وذكر ياقوت الحموي ان ابي الكلبي قال: واتخذت خيومان يعوق، وكان بقرية لهم يقال لهم خيوان من صنعاء على ليلتين مما يلي مكة، ولم أسمع همدان سمت به. يعني ما قالوا عبد يعوق لا غيرها من العرب، ولم أسمع لها ولا لغيرها شعراً فيه. وأظن ذلك لأنهم قربوا من صنعاء واختلطوا بحمير، فدانوا معهم باليهودية أيام تهود ذي نواس، فتهودوا معه" (195). ونسب الطبرسي عبادة يعوق إلى كهلان، وذكر أنهم توارثوه كابراً عن كابر، حتى صار إلى همدان(196). وذكر في رواية اخرى ان يعوق اسم صنم كان لكنانة (197).
وتشير ملاحظة ابن الكلبي من انه لم يسمع بأن همدان أو غير همدان سمت عبد يعوق(198) إلى أن يعوث لم يكن من الأصنام المهمة بين العرب عند ظهور الإسلام، وأن عبادته كانت قد تفاءلت ، وانحصرت في قبائل معينة.
وهناك بيت ينسب إلى مالك بن نمط الهمداني الملقب بذي المعشار، وهو من بني خارف أو من يام بن أصى، هذا نصه:
يريش الله في الدنيا ويبري ولا يبري يعوق ولا يريش(199).
نســـر:
واما نسر فكان من نصيب حمير، أعطاه عمرو بن لحي قيل ذي رعين المسمى معد كرب فوضعه بلخع من أرض سبأ، فتعبدت له حمير إلى أيام ذي نواس، فتهودت معه، وتركت هذا الصنم(200). وكان عباد سر آل ذي الكلام من حمير على رواية من الروايات (201). وذكر محمد بن حبيب، أن حمير تنسكت لنسر، وعظمته ودانت له، وكان في غمدان قصر ملك اليمن (202).
ونسر هو نشر "Nessher" في العبرانية (203). وهو صنم من اصنام اللحيانيين كذلك . ويجب ان يكون من أصنام العرب الشماليين لورود اسمه في الموارد العبرانية والسريانية على أنه اسم إله عربي (204).
وأشير في التلمود إلى صنم ذكر أن العرب كانوا يعبدونه اسمه "نشرا "Neshra" ونشرا، هو نسر، وقد ورد اسم الصنم نسر عبد السبئيين كذلك، وكان من الآلهة المعبودة عند كثير من الساميين، وقد عبد خاصة في جزيرة العرب (205).
ولم يشر ابن الكلبي إلى صورة الصنم نسر، ولكننا نستطيع ان نقول استناداً إلى هذه التسمية أنه كان على هيأة الطائر المسمى باسمه، وقد وجدت أصنام على صورة نسر منحوته على الصخور خاصة في أعالي الحجاز (206). ويؤيد هذا الرأي رواية ذكرها الطبرسي في أشكال الأصنام، اسندها إلى الواقدي، قال فيها: كان ود على صورة رجل، وساع على صورة امرأة، ويغوث على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد، ويغوث على صورة فرس، ونسر على صورة نسر من الطير (207).
عميأنس:
وعميأنس عم أنس، هو صنم خولان، وموضعه في أرض خولان. وكانت تقدم له في كل عام نصيبه المقرر من الأنع6ام والحروث(208).وذكر ابن الكلبي ان الذين تعبدوا له من خولان هم بطن منهم يقال لهم "الأدوم" وهم الأسوم، وفيهم نزلت الآية وجعلوا الله مما ذرا من الحرث والانعام نصيباً، فقالوا: هذا لله، بزعمهم وهذا لشر كائنا، فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله، وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم، سار ما يحكمون. وكانوا يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسماً بينه وبين الله، بزعمهم. فما دخل في حق الله من حق عميأنس، ردوه عليه، وما دخل في حق الصنم من حق الله الذي سموه له، تركوه له (209).
وقد ورد ذكر هذا الصنم في خبر وفد خولان الذي قدم على رسول الله(صلى الله عليه و آله وسلم) في شعبان سنة عشر، إذ ذكر ان رسول الله(صلى الله عليه و آله وسلم) قال لهم: ما فعل عم أنس، فقالوا : بشر وعر، أبدلنا الله به ولو قد رجعنا إليه هدمنا (210). وقد بقيت منا بعد بقايا من شيخ كبير وعجوز كبيرة متمسكون به (211).
وقد كانوا يقدمون له القرابين حتى في أيام الضيق وأوقات المحنة، تقرباً إليه. لقد قالوا للرسول(صلى الله عليه و آله وسلم) حين سألهم: ما أعظم ما رأيتم من فتنة لقد رأيتنا وأسنتنا حتى أكلنا الرمة، فجمعنا ما قدرنا عليه، وابتعنا مئة ثور، ونحرناها تردها السباع، ونحن أحوج إليها من السباع، فجاءنا الغيث من ساعتنا . لقد رأينا العشب يواري الرجال، ويقول قائلنا: أنعم علينا عن أنس (212). وذكروا له أنهم كانوا يقتسمون لصنمهم هذا من أنعامهم وحروثهم وأنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءاً له (213).
اساف ونائلة:
وللإخباريين قصص في أساف ونائلة، وهما في زعم بعضهم انسانان عملاً قبيحاً في الكعبة، فمسخا حجرين ، وضعا عند الكعبة ليتعظ الناس بهما. فلما طال مكثهما، وعبدت الأصنام، عبدا معها. وكان احدهما بلصق الكعبة، والآخر في موضع زمزم. فنقلت قريش الذي كان يلصق الكعبة إلى الآخر، فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما(214).
وفي رواية أن أسافا كان حيال الحجر الأسود. وأما نائلة، فكان حيال الركن اليماني(215). وفي اخرى أنهما أخرجا إلى الصفا والمروة فنصبا عليهما ليكونا عبرة وموعظة فلما، كان عمرو لن لحي، نقلهما إلى الكعبة ونصبهما على زمزم، فطاف الناس بالكعبة وبهما حتى عبدا من دون الله (216).
وتذكر رواية اخرى أن أساف صنم وضعه عمرو بن لحي الخزاعي على الصفا، ونائلة على المروة. وكانا لقريش. وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة . أو هما رجلان من جرهم، أصاف بن عمرو ونائلة بنت سهل فجراً في الكعبة، وقيل أحدثا فيها، فمسخا حجرين، فعبدتهما قريش(217). وورد أن موضع أساف ونائلة عند الحطيم (218). ورد أن اسافا رجل من جرهم، يقال له أساف بن يعلى، ونائلة امرأة من جرهم يقال لها نائلة بنت زيد، وكان أسف يتعشقها في أرض اليمن ، فأقبلوا حجاجاً، فدخلا الكعبة، فوجدا غفلة من الخلوة في البيت، ففجر بها في الكعبة، فمسخا، فأصبحوا فوجدوهما ممسوخين، فوضعوهما موضعهما. فعبدتهما خزاعة وقريش، ومن حج البيت بعد من العرب(219).
وذكر محمد بن حبيب أن أسافا كان على الصفا. واما نائلة فكان على المروة. وهما صنمان. وكانا من جرهم، ففجر أسف بنائلة في الكعبة، فمسخا حجرين، فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما. ثم عبدا بعد(220). وكان نسك قريش لأساف: لبيك اللهم لبيك، لبيك، لا شريك لك لا شريك لك. تملكه وما ملك (221).
وورد اسم أساف في بيت شهر ينسب إلى بشر بن أبي خازم الأسدي، هو:
عليه الطير ما يدنون منه مقامات العوارك من أساف (222).
وورد ان نائلة حين كسرها الرسول عام الفتح، خرجت منها سوداء شمطاء تخمش وجهها وتنادي بالويل والثبور (223).
رضــــى:
ورضى، ويكتب رضا في بعض الأحيان، هو صنم آخر، وذكر ابن الكلبي انه كان بيئاً لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فهدمه المستوغر. وهو عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. هدمه في الإسلام (224). وتعبدت لهذا الصنم قبيلة تميم. وقد ورد اسم عبد رضى بين أسماء الجاهليين. ويظهر ان قبيلة طيء كانت قد تعبدت له كذلك (225).
ورضى من الأصنام المعروفة عند قوم ثمود. وقد ورد اسمه في كتابات ثمودية عديدة (226). وكانت عبادته منتشرة بين العرب الشماليين . وورد في نصوص تدمر وبين أسماء بني ارم (227)، كما ورد في كتابات الصفويين. ورد على هذا الشكل: رضو ورضى (228).
وقد يظهر من بيت شعر ينسب إلى المستوغر في كسره رضى في الإسلام، هو: ولقد شددت على رضاء شدة فتركتها تلا تنازع أسحما (229).
أن الصنم رضى رضاء، هو انثى، بدليل استعمال ضمير التأنيث في لفظة فتركتها فهو الهة. ويرى بض الباحثين، أنه آلهة ايضاً عند العرب الصفويين.
منـــاف:
ومناف: صنم من أصنام الجاهلية، قال عنه ابن الكلبي: وكان لهم مناف، فيه كانت تسمى قريش عبد مناف، ولا أدري اين كان ، ولا من نصبه (230). وسمى به أيضاً رجال من هذيل(231). و "به سمي عبد مناف. وكانت أمه أخدمته هذا الصنم"(232).
ويتبين من ورود اسم مناف بين عرف الشام أنه كان الهاً معبوداً عندهم كذلك. وقد عثر على اسمه في كتابة دونها شخص اسمه: ابو معن على حجر توجه بها إلى الاله مناف، ليمن بالسعد والبركة، وحفرت على الحجر صورة الإله مناف على هيأة رجل لا لحيه له، ينحدر على عارضيه شعر رأسه الصناعي المرموز خطان ناعمان، ويزين جيده قلادة، كما ترى غالباً في تصاوير الآلهة السوريين، وعلى صدره طيات ردائه، ويرى طرف طيلسانه الإلهي الذي يتعطف من كتبه الايسر فيتصل إلى الايمن يعقد به (233). وقد ذهب المتخصصون الذين فحصوا هذه الكتابة إلى انها من حوران.
وقد عثر كتابة وجدت في حوران، ورد فيها اسم مناف مع آله آخر، ورد اسم مناف فيها على هذا الشكل: "Mn, pha" وقد عثر على كتابة أخرى وجد فيها الاسم على هذه الصور: منافيوس "Manaphius" مما يدل على ان المراد بالاسمين شيء واحد هو الاله مناف (234).
ذو الخصلة:
أما ذو الخلصة، فكان صنم خثعم وبجيلة وباهلة ودوس وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوزان، ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة (235)، والحارث بن كعب وجرم وزبيد والغوث بن مر بن أد وبنو هلال بن عامر، وكانوا سدنته (236)، وذكر ابن الكلبي ان سدنته بنو امامه من باهلة بن أعصر (237).
وصفته انه كان مروة بيضاء منقوشة، عليها كهيأة انتاج، وكان يتبالة بين مكة واليمن على مسيرة سبع ليال من مكة (238). وله بيت يحج إليه. وجعل ابن حبيب موضع البيت في العبلاء على أربع مراحل من مكة (239).
وفي رواية لابن إسحاق ان عمرو بن لحي نصب ذا الخلصة بأسفل مكة، فكانوا يلبسونه القلائد، ويهدون إليه الشعير والحنطة، ويصوب عليه اللبن، ويذبحون له، ويعلقون عليه بيض النعام (240).
وهناك روايات جعلت ذا الخلصة الكعبة اليمانية لخثعم، ومنهم من سماه كعبة اليمامة. واظن ان هاتين الروايتين هما رواية واحدة في الأصل. صارت روايتين من تحريف النساخ، ومنهم من جعل ذا الخصلة بيتاً في ديار دوس (241). ويستنتج من كل هذه الروايات ان ذا الخلصة بيت كان يدعى كعبة ايضاً، وكان فيه صنم يدعى الخلصة، لدوس وخثعم وبجيلة وغيرهم (242).
ويظهر من حديث: لا تقوم لا ساعة حتى تضرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة، والمعنى أنهم يرتدون ويعودون إلى جاهليتهم في عبادة الأوثان، فتسعى نساء بني دوس طائفات حول ذي الخلصة التي في جوفها صنم الخلصة.
وكان بيت ذي الخلصة من البيوت يقصدها الناس للاستقسام عندها بالأزلام. وكانت له ثلاثة أقداح: الآمر، والناهي، والمرتبص(243).
وفي ذي الخلصة قال أحد الرجال:
لو كنت يا ذا الخلصة الموتورا مثلي، وكان شيخك المقبورا
لم تنه عن قتل العداة زورا
وكان سبب قوله أنه قتل أبوه، فأراد الطلب بثأره، فأتى ذا الخلصة، فاستقسم عنده بالأزلام، فخرج السهم ينهاه عن ذلك ، فقال تلك الأبيات. ومن الناس من ينحلها أمرأ القيس (244). وذكر ابن الكلبي ايضاً أنه لما اقبل امرؤ القيس بن حجر، يريد الغارة على بني أسد، مر بي الخلصة فاستقسم عنده ثلاث مرات. فخرج الناهي. فكسر القداح وضرب بها وجه الصنم، ثم غزا بني أسد، فظفر بهم (245).
وقد هدم البيت في الإسلام، فلما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة، وأسلمت العرب، ووفدت عليه وفودها، قدم عليه جرير بن عبد الله مسلماً. فقال له: يا جرير، ألا تكفيني ذا الخلصة؟ فقال: بلى فوجهه إليه. فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة، فسار بهم إليه. فقاتله خثعم وباهلة دونه. فقتل من سدنته من بأهلة يومئذ مئة رجل، وأكثر القتل في خثعم، وقتل مئتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم. فظفر بهم وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم فيه النار فاحترق (246)! وورد في رواية ان هدمه كان قبل وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بشهرين أو نحوهما (247). ويذكر "ابن الكلبي" ان موضع بيت ذي الخصلة عند عتبة باب مسجد تباله (248) أما "ابن حبيب"، فذكر أنه صار بيت قصار في العبلاء(249). وذكر ان موضعه مسجد جامع لبلدة ينال لها العبلات من ارض خثعم (250).
وبظهر من رثاء امرأة من خثعم لذي الخلصة حين هدمه جرير بن عبد الله، وأحرق بيته، وهو قولها:
وبنو أمامه بالولية صرعوا ثملاً يعالج كلهم انبوباً (251).
أن "الخلصة"، كان صنماً أنثى، أي الهة، ولذلك قيل له "الولية)، كما ترى ذلك في البيت المذكور. ونجد في مواضع أخرى من روايات أهل الأخبار ما يؤيد هذا الرأي، فقد استعملوا ضمير التأنيث للتعبير عنها (252)، كما قالوا فيه المروة البيضاء (253). وأما تعبيرهم عنه التفسير التذكير، مثل قولهم "وكان"، فانهم أرادوا بذلك لفظ "صنم" فذكروه.
سعــــد:
وكان لمالك وملكان، ابني كنانة، بساحل جدة وتلك الناحية صنم يقال له سعد. وكان صخرة طويلة وذهب "ابن اسحقا إلى أنه في موضع قفز. وقيل انه قرب اليمامة. وقد أورد الأخباريون عنه هذه القصة: "أقبل رجل منهم بابل له ليقفها عليه، يتبرك بذلك فيها. فلما أدناها منه نفرت منه، وكان يهرقا عليه الدماء، فذهبت في كل وجه وتفرقت عليه، وأسف فتناول حجراً فرماه به. وقال : لا بارك الله فيك الها! أنفرت علي أبلي ".
ثم خرج في طلبها حتى جمعها، وأنصرف عنه، وهو يقول:
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا فشتتنا سعد، فلا نحن من سعد !
وهل سعد إلا صخرة بتنوفة من الأرض لا يدعي لغي ولا رشد
وذكر "ابن قتيبة" ان سعداً صنم على ساحل البحر بتهامة، تعبده عك ومن يليها.
وقد ورد اسم "سعد" في أسماء الأشخاص المركبة المضافة مثل "عبد سعد"، وهو مما يدل على ان الناس كانوا يتبركون به بتسمية ابنائهم باسمه.
وقد ورد اسم هذا الصنم في كتابات النبط، فدعي بـ "سعدو" (254)، كما ورد في كتابات الصفويين، مما يدل على أنه كان بين الأصنام التي تبعد لها أولئك القوم (255).
ذو الكفين:
وهناك صنم عرف عند الاخباريين بـ (ذي الكفين) وكان لدوس، ثم لبني منهب بن دوس. فلما اسلموا ، بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، الطفيل بن عمرو الدوسي ، فحرقه، وهو يقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا أكبر من ميلادكا
أني حشوت النار في فؤادكا(256)
ويظهر من هذا الرجز أنه أحرقه بالنار. ومعنى هذا أنه لم يكن صنماً من حجر، وانما كان من خشب، وذكر أن هذا الصنم كان صنم عمرو بن حممة الدوسي أحد حكام العرب (257).
ذو الشرى:
وكان لبني الحارق بن يشكر بن مبشر من الأزد، صنم يقال له ذو الشرى(258). وورد في رواية للأخبارين أن "ذا الشرى" صنم لدوس كان بالسراة(259). وقد ورد اسم هذا الصنم في الحديث النبوي، وورد بين أسماء الجاهليين اسم عبد ذي الشرى (260).
ويرى بعض اللغويين أن الشرى ما كان حول الحرم، وهو اشراء الحرم (261) فإذا كان التعريف صحيحاً، فإنه يكون في معنى ذات حمى عند السبئيين(262).
وكان له حمى، به ماء يهبط من جبل، حمنه دوس له(263).
و (ذوى الشرى) إله ورد اسمه في كتابات بطرا وبصرى.
الاقيصر:
أما الاقيصر، فكان صنم قضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان ، وكان في مشارف الشام. وقد ذكر اسمه في شعر لزهير بن أبي سلمى ولربيع بن ضبع الفزاري وللشنفري الأزدي (264). "وكانوا يحجون إليه ويحلقون رؤوسهم عنده، ويلقون مع الشعر قرة من دقيق"(265). وهي عادة كانت متبعة عند بعض قبائل اليمن كذلك. ويذكر ابن الكلبي أن هوازن كانت تنتاب حجاج الاقيصر، فإن ادركت الموسم، قبل أن يلقى القوة، أي قيضات من دقيق، قال أحدهم لمن يلقى : اعطنيه فإني من هوازن ضارع، وان فاته، اخذ ذلك الشعر بما فيه من القمل والدقيق، فخبزه واكله. وقد عيرت هوازن في ذلك، فقال معاوية بن عبد العزى بن ذراع الجرمي، في بني جعدة وكانوا قد اختصموا مع بني جرم في ماء لهم إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يقال له العقيق، فقضى به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لجرم، شعراً منه:
ألم تر جرماً أنجدت وأبوكم مع القمل في جفر الاقيصر شارع؟
قرة جاءت يقول: أصب بها
سوى القمل، اني من هوازن ضارع (266) ويظهر من بيت شعر رواه ابن الاعرابي، هو:
وأصاب الاقيصر حين أضحت تسيل على مناكبها الدماء
ومن بيت لزهير بن أبي سلمى، هو:
حلفت بأنصاب الاقيصر جاهداً وما سحقت فيه المقاديم والقمل(267).
انه كان عند الصنم ذي الخلصة أنصاب ينحر عليها ذبائحهم التي يتقربون بها إلى هذا الاله. وكانت اكثر من نصب واحد، وقد تلطخت بالدماء من كثرة ما ذبح عليها.
وأشير إلى اثواب الاقيصر في بيت للشنفري الأزدي(268). ويظهر ان عباده كانوا يطوفون حوله، وهم يلبون ويغنون(269).
نهـــم:
وكان لمزينة صنم يقال له: نهم، كسره سادنه خزاعي بن عبد نهم، وهو من مزينة ثم من بني عداء، واعلن اسلامه(270). ويظهر من أبيات لأمية بن الأسكر ان أتباع الصنم كانوا يقدمون الذبائح له، ويقسمون به. وقد سمى منهم جملة رجال عرفوا بـ "عبد نهم" من بني هوازن وبجيلة وخزاعة (271). وهذا مما يدل على انتشار عبادة هذا الصنم بين هذه القبائل أيضاً.
عائم:
وكان لأزمد السراة صنم يقال له عائم. ورد اسمه في شعر لزيد الخير، المعروف أيضاً بزيد الخيل(272).
سعير:
أما سعير، فهو صنم عنزة (273). وكان الناس يحجون إليه، ويطوفون حوله، ويعترون العتائر له، وقد ورد في شعر لجعفر بن خلاس الكلبي، وكان راكباً ناقة له، فمرت به، وقد عترت عنده، فنفرت ناقته منه، فانشأ يقول:
نفرت قلوصي من عتائر صرعت حول السعير تزوره ابنا يقدم
وجموع يذكر مهطعين جنابه
ما ان يحير إليهم بتكلم (274) وبين اسماء الرجال أنسا عرفوا بـ "سعير"(275).
الفلــس:
وكان لطيء صنم يقال له الفلس، وكان أنفاً أحمر في وسط جبلهم الذي يقال له أجاً، أسود ، كأنه تمثال انسان . وكانوا يعبدونه، ويهدون إليه، ويعتبرون عنده عتائرهم، ولا يأتيه خائف إلا أمن عنده، ولا يطرد أحد طريدة فيلجأ بها إليه إلا تركت له ولم تخفر حويته أي حوزته وحرمه (276). ذكر البن حبيب أنه كان بنجد، وكان قريباً من فيد، وسدنته بنو بولان(277):
وبولان جد بني بولان هو الذي بدأ بعبادته رواية ابن الكلبي. وكان آخر من سدنه منهم رجل يقال له صيفي فأطرد ناقة خلية لامرأة من كلب من بني عليم، كانت جارة لمالك بن كلثوم الشمجي، وكان شريفاً فانطلق بها حتى وقفها بفناء الفلس. وخرجت جارة مالك، فأخبرته بذهابه بناقتها، فركب فرساً عرياً وأخذ رمحه، وخرج في أثره، فأدركه وهو عند الفلس، والناقة موقوفة عند الفلس، فقال له: خل سبيل ناقة جارتي فقال: انها لربك قال: خل سبيلها قال: أتخفر الهك؟ فبوأ له الرمح، فحل عقالها، وانصرف بها مالك، واقبل السادن على الفلس، ونظر إلى مالك ، ورفع يده وقال، وهو يشير بيده إليه:
يا رب ان مالك بـ ن كلثوم أخفرك اليوم بناب علكوم
وكنت قبل اليوم غير مغشوم
يحرضه عليه. وعدي بن حاتم يومئذ قد عتر عنده وجلس وهو ونفر معه يتحدثون بما صنع مالك، وفرع لذلك عدي بن حاتم وقال: انظروا ما يصيبه في يومه هذا فمضت له أيام لم يصبه شيء. فرفض عدي عبادته الأصنام وتنصر. فلم يزل منتصراً حتى جاء الله بالإسلام، فأسلم.
فكان مالك اول من اخفره، فكان بعد ذلك السادن اذا أطرد طريدة، اخذت منه. فلم يزل الفلس يعبد حتى ظهرت دعوة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فبعث إليه علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فهدمه، وأخذ سيفين كان الحارث بن أبي طالب على النبي، فتقلد أحدهما، ثم دفعه إلى علي بن أبي طالب، فهو سيفه الذي كان بتقلده(278).وجاء في بعض الروايات ذكر ثلاثة سيوف، هي: مخدوم، ورسوب واليماني(279).
ويلاحظ أن ابي الكلبي الذي يروى هذا الخبر، كان نفسه قد روى قبل ذلك أن السيفين مخذماً ورسوباً، كانا على الصنم مناة، صنم الأوس والخزرج، وان الذي اهداهما له هوث الحارث بن أبي شمر الغساني، وان علي بن أبي طالب(عليه السلام) لما هدم مناة، أخذ السيفين معه، فجاء بهما إلى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم). فيظهر من ذكره للخبر مع صنمين أنه وقع في هفوة أو نسى، فجعل من القصة الواحدة قصتين.
أصنــام أخــرى:
وكانت لطيء أصنام اخرى، منها اليعبوب، وهم صنم لجديلة طيء وكان لهمو صنم أخذته منهم بنو أسد، فتبدلوا اليعبوب بعده. وقد ورد في شعر لعبيد:
فتبدلوا اليعبوب بعد الههم صنماً، فقروا، يا جديل، وأعذبوا
أي: لا تأكلوا على ذلك، ولا تشربوا (280). وأما باجر، فكان صنماً للأزد ومن جاورهم من طيء وقضاعة(281).
ولم يذكر ابن الكلبي في كتابه الأصنام اسم الصنم الجلد. وهو صنم كانت كندة تتعبد له، وكذلك تعبد له أهل حضرموت. وكان سدنته بنو شكامة من السكون وهم من كندة. وكان للصنم حمى، ترعاه سوامه وغنمه، فإذا دخلته هوافي الغنم، حرمت على أربابها، وصارت ملكاً للصنم(282).
وقد وصف بانه كان كجثة الرجل العظيم، من صخرة بيضاء، لها كالرأس أسود، اذا تأمله الناظر رأى فيه كصورة وجه الانسان . وكانوا يكلمون منه، وتخرج منه همهة، ويقربون القرابين إليه، ويلطخون بدمه، ويكترون ثياب السدنة يلبسونها حينما يقربون قرباناً إليه ويريدون مكالمته (283). ويلاحظ أن تغيير الملابس وإبدالها للتطهر، له مثل عند العبرانيين (284).
وكان المحرق محرق صنماً لبكر بن وائل وبقية ربيعة في موضع سلمان. واما سدنته، فكانوا أولاد الاسود العجلي. وقد نسب إليه بعض الرجال فورد عبد محرق(285). ويظن بعض المستشرقين أنه عرف بـ "محرق" لأن عبدته كانوا يقدمون إليه بعض القرابين البشرية محروقة (286). وكان بنو بكر بن وائل وسائر ربيعة، قد جعلوا في كل حي من ربيعة له ولداً، وكان في عنزة بلج بن المحرق. فكان في عميرة وغفيلة عمرو بن المحرق. وكان سدنته آل الأسود العجليون(287).
والشمس صنم كان لبني تميم ، وله بيت. وكانت تعبده بنو اد كلها: ضبة، وتميم، وعدي، وعكل ، وثور. وأما سدنته، فكانوا من بني أوس بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم. فكسره هند بن أبي هالة وصفوان بن أسيد بن الحلاحل بن أوس بن مخاشن (288)، وقد قبل لها: الالاهة(289).
وقد وردت جملة أسماء منسوبة إلى الشمس، عرف أصحابها بعبد شمس، منهم من قبائل أخرى من غير تميم. ويدل ذلك على أن عبادتها كانت معروفة في مواضع مختلفة من جزيرة العرب. وعرف بعض الأشخاص بـ عمرو شمس عند العرب الشماليين (290).
وفي جملة أصنام تميم الأخرى، الصنم تيم، وبه سمي رجال من تميم ومن غيرهم، مثل عبد تيم وتيم الله (291).
وهناك أسماء أصنام أخرى لم ترد في كتابات الأصنام، إنما وردت في كتب اخرى. وقد ذكرها ابن الكلبي نفسه في بعض مؤلفاته. ومن هذه الأصنام: الأسحم، والأشهل، وأوال، والبجة، وبلج، والجبهة، وجريش، وجهار، والدار ، وذو الرجل، والشارق، وصدا، وصمودا، والضمار، والضيزن، والعبعب، وعوض، وعوف، وكثرى ، والكسعة والمدان، ومرحب، ومنهب، والهبا، وذات الودع، وياليل(292)، وذريح(293) ، وباجر، والجد ، وحلال ، والحمام، وذو الليل ، والسعيدة، وغنم، وفراص ، وقزح، وقيس ، والمطبق، ونهيك(294).
أما اوال ، فانه ايال، وهو صنم بكر وتغلب(295).
وأما جهار، فقد كان من أًنام هوزان، وموضعه بعكاظ، ومدنته آل عوف النصريون، ومعهم محارب فيه. وكان في أسفل أقطع (296). وكانت تلبية من نسك لجهار: لبيك، اللهم لبيك، لبيك، اجعل ذنوبنا جبار، وأهدنا لأوضح المنار. ومتعنا وملنا جهار(297).
واما الدار، فصنم سمي به عبد الدار بن قصى بن كلاب (298).
وأما الدوار، فصنم كانت العرب تنصيه ، يجعلون موضعاً حوله، يدورون به. واسم ذلك الصنم والموضع الدوار. ومنه قول أمرئ القيس:
فعنّ لنا سرب كأن نعاجه عذارى دوار في ملاء مذيل (299).
وقد ذكر ابن الكلبي ان العرب تسمى الطواف حول الأصنام والاوثان الدوار(300). وعرف بعض أهل الأخبار الدوار بأنه نسك للجاهلين يدورون فيه لصنم أو غيره(301).
ويظهر من دراسة ما ورد في كتب اهل الأخبار وفي كتب اللغة عن الدوار أن الدوار لم يكن صنماً، وانما هو طواف حول صنم من الأصنام، أي عبادة من العبادات لا تختص بصنم معين. أي عبادة من العبادات لا تختص بصنم معين. وقد كان من عادة الجاهليين الطواف حول الأصنام. فظن بعض أهل الأخبار أن الدوار صنم معين، أو أنه صنم ينصب، فيدور الناس حوله.
واما ذو الرجل، فهو صنم من أصنام أهل الحجاز (302). ويظهر أن هذا الصنم، وكذلك الصنم ذو الكفين، هما من الأصنام التي تغلبت صفاتها على اسمائها، فنعت بهذه النعوت، كان تكون لرجل احد الصنمين، ولكفي الصنم الآخر ميزة خاصة وعلامة فارقة مثل كسر او دقة صنعة، جعلت الناس يدعون الصنمين بالنعتين البارزين، ويرى نولدكه احتمال كون هذين الصنمين حجرين في الأصل من الأحجار المقدسة "fetish" التي كان يعبدها الناس في القديم، ثم تحولت إلى صنمين يعبدها الناس في القديم، ثم تحولت إلى صنمين بعد أن رسمت عليها بعض التصاوير صيرتهما على شكل إنسانين(303).
وسمي بالصنم "الشارق" جملة رجال عرقوا بعبد الشارق (304). ولكلمة الشارق علاقة بالشروق. وقد ذهب ولهوزن إلى أن المراد به الشمس لشروقها (305). والشرق اسم صنم أيضاً(306). وعندي ان الشارق وشريفاً نعتان للآلهة. وليسا اسمين لصنمين ، وأنهما في معنى "شرقن" الواردة في نصوص المسند، وتعني الشارق، أي اللفظة المذكورة تماماً. وقد وردت نعتاً في نصوص عربية جنوبية كثيرة، مثل جملة: "عثتر شرقن"، أي عثتر الشارق. فالشارق اذن نعت من نعوت الآلهة، أو اسم من اسماء الله الحسنى، بالتعبير الإسلامي. فالشارق اذن نعت من نعوت الآلهة، او اسم من اسماء الله الحسنى، بالتعبير الإسلامي. وقد يقابل لفظة نور، الذي هو نعت من نعوت الله في الإسلام، كما ورد في القرآن الكريم : {الله نور السموات والأرض}(307).
واما صدا وصمودا والهبا، فأنها من أصنام قوم عاد على رواية الإخباريين (308). واما الضمار، فكان صنماً عبده العباس بن مراداس السلمي (309) وبنو سليم(310). ولما حضرت مرداس الوفاة، اوصى به إلى ابنه العباس، وطلب منه العناية به، لأن يضر وينفع. فلما ظهر الإسلام، أحرق العباس ضماراً، وأتى النبي فأسلم(311).
ونجد في خبر وفد سليم، الذي جاء إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) عام الفتح، والتقى به بــ قديد، اشارة إلى صنم لبني سليم، كان يسدنه رجل اسمه غاوى بن عبد العزى، رأى يوماً ثعلبين يبولان عليه، فقال:
أرب يبول الثعلبان برأسه قلد ذل من بالت عليه الثعالب.
ثم شد عليه فكسره، واتى النبي (صلى الله عليه وآله)، وأسلم فسماه راشد بن عبد ربه (312). ويظهر أن الصنم الذي لم يشر الخبر إلى اسمه هو هذا الصنم ضمار.
والعبعب، هو صنم كان لقضاعة ومن المهم. وقد يقال بالغين المعجمة، فيخلط بينه وبين الغبغب (313). ورأيي أن الكلمتين أصلهما كلمة واحدة، حرفها النساخ فصارت كلمتين.
اما عوض، فهو صنم كان من أصنام بكر بن وائل. وقد ذكر مع الصنم سعير في بيت شعر نسب إلى الأعشى، او إلى رشيد بن رميض العنزي (314). والسعير اسم صنم كان لعنزة خاصة (315).
وكان جد الجد صنماً معروفاً عند عدد من الشعوب السامية، وليس من المستعبد ان يكون لاسم القبيلة الإسرائيلية جد جاد علاقة باسم هذا الصنم. وقد ورد في النبطية جداً. وورد في الأسماء العربية عبد جد وعبد الجد (316).
وكثرى من الأصنام المنسوبة إلى طسم جديس، ظل باقياً معروفاً إلى أيام الرسول، فكسره نهشل بن عرعرة ولحق بالنبي (317). وقد ورد بين أسماء الجاهليين من دعي بـ "عبد كثرى"(318). ويرى نولدكه في عدم ورود أداة التعريف ال مع كثرى في عبد كثرى، دلالة على أن هذا الصنم هو من الأصنام القديمة. ويرى أيضاً أن كلمة كثرى هي مجرد لقب من القاب العزى نسى فظن أنه اسم صنم مستقل (319).
واما المدان، فصنم يظهر أنه كان من أصنام اهل الحجاز. وقد سمي به جملة رجال عرفوا بـ "عبد المدان"(320).
واما مرحب، فصنم من أصنام حضرموت، وبه سمي "ذو مرحب" سادن هذا الصنم(321). وكانت تلبية من نسك له: لبيك، اننا لديك، حبينا إليك (322).
وللإخباريين جملة آراء في معنى ذات الودع، وهي أنثى . وقد ورد أسمها في الشعر، وكانت العرب تقسم بها، قيل أنها وثن بعينه، وقيل هي مكة لأنه كان يعلق الودع تقسم بها، فتقول بذات الودع، قال عدي بن زيد العبادي:
كلا يميناً بذات الودع لو حدثت فيكم وقابل قبر الماجد الزارا(323).
وبالليل، اسم صنم كذلك، أضيف إليه فقيل عبد باليل ، كما قيل عبد يغوث وعبد مناة وعبد ود (324).
واما ذريح ذرح، فكان لكندة بالنجير من اليمن ناحية حضرموت. يظهر أنها كانت تحج إليه، وان له بيتاً يقصد بدليل ورود تلبية من نسك إليه ، وهي: لبيك، اللهم لبيك، لبيك، كلنا كنود، وكلنا لنعمة جحود. فاكفنا كل حية رصود. ويظن ولهوزن أنه يمثل الشمس. وذرح اسم من الأسماء، ويرد في الاعلام العربية الجنوبية المركبة، مثل ذرح ايل.
وذهب نولدكه إلى ان ذرح هو مثل الشارق ومحرق صنم يمثل الشمس. والظاهر أن وعبادة هذا الصنم لم تكن منتشرة خارج حدود العربية الجنوبية (325).
وأما باجر، فانه من أصنام الأزد ومن داناهم من طيء، وقد سمي به رجال عرفوا بـ "عبد باجر"(326).
وحلال، هو صنم فزارة، اما الحمام، فأنه صنم بنو هند من بني عذرة.
وكان في المشقر صنم لبنى عبد القيس يسمى ذا البا، سندته بنو عمرو (327). وكانت تلبية من نسك له: لبيك اللهم لبيك، لبيك، رب فاصرفن عنا مضر. وسلمن لنا هذا السفر. ان عما فيهم لمزدجر، واكفنا اللهم أرباب حجر (328).
وكان المنطبق صنماً، للسلف وعك والاشعرين، وهو من نحاس، يكلمون من جوفه كلاماً لم يسمع بمثله. فلما كسرت الأصنام، وجدوا فيه سيفاً، فاصطفاه الرسول، وسماه مخدماً(329). وذكر ابن حبيب ان تلبية من نسك لمنطبق: لبيك اللهم لبيك (330). ويلاحظ أن الإخباريين ذكروا ان السيف مخدم كان سبقا على الصنم الفلس صنم طيء، كما ذكروا أنه كان من رسوب على الصنم مناة.
وأما الصنم نهيك، فقد كان من الأصنام الموضوع في مكة، وذكر الأزرقي ، أن عمروا بن لحي نصب هذا عند الصفا، وأنه كان يعرب بـ "مجاود الريح"، وأنه نصب الصنم: مطعم المطير عند المروة (331)، فكان الناس في موسم الحج يحجون إلى الصنمين.
ولعل هذين الصنمين كانا من الأصنام التي خصصت بالسماء، وأن الناس كانوا يضعون الحبوب عندها لتأكلها الطيور. ولذلك قبل لنهيك مجاور الريح، ولصنم المروة مطعم الطير.
وغنم، ذكر أنه كان في جملة الأصنام، الموضوعة بمكة. وقد ورد أسم رجال واسم أسر (332).
وفراض، صنم كان بأرض سعد العشيرة (333). وقد حطمه رجل منهم اسمه ذباب، وهو من بني أنس بن سعد العشيرة. حطمه، ثم وفد إلى النبي فأسلم، وقال شعراً في ذلك، أشار فيه إلى هدمه ذلك الصنم(334).
أما قزح فزاح، فالظاهر أنه صنم، كان الناس يتصورون أنه يبعث الرعد والعواطف. وقد نسى على ما يظن، لابد أن يكون لقوس قزح علاقة ما بهذا الصنم القديم. وقد يكون لاسم قزح، وهو من مواضع الحرم بمكة، علاقة باسم هذا الوثن العتيق. وقد تعبد بنو أدوم لصنم اسمه قزح، مما يدل على أنه هو الصنم العربي الذي نتحدث عنه. والظاهر انه كان من الأصنام القديمة المعروفة، غير انه فقد منزلته وقلت أهميته، فلم يكن من الأصنام الكبرى عند ظهور الإسلام (335). ويخالف نولدكه رأي بعض المستشرقين الذي ذهبوا إلى أن المراد بقزح الشيطان، لا صنم من الأصنام (336).
وقيس اسم صنم قديم، نسيت عبادته، وصار اسم أشخاص . ودليل كونه صنم قديم وروده في الأعلام المركبة، مثل عبد القيس ، فإن في هذه التسمية دلالة على أن قساً اسم إله. ولقيس علاقة بـ "قوس" "Guas"، وهو إله من آلهة أدوم(337).
وأما عوف، فقد استدل من التسمية بـ "عبد عوف" على أنه اسم صنم، غير اننا لا نعرف من أمر عبادته شيئاً، فلعله من الأصنام التي ذهب ذكرها قبل الإسلام بزمن طويل (338).
ويتبين من بعض الأعلام المركبة، مثل: عبد الثريا وعبد نجم، أن الثريا ونجماً، كانا صنمين معبودين في الجاهلية (339). وفي عبادتهما دلالة على عبادة الكواكب والنجوم عند الجاهليين.
ويظهر من الآية: {وأنه هو رب الشعرى}(340) أن الجاهليين كانوا يعبدون الشعرى. وأن القرآن الكريم أراد افهام القوم بهذه الآية أن الشعرى ليست رباً، وانما هي جرم مخلوق، وأن الله هو رب الشعرى، كما هو رب سائر المخلوقات(341). وقد ذكر أهل الأخبار ان ممن تعبد إلى الشعرى الحارث، وهو غبشان بن عمرو بن بؤي بن ملكان، المكنى بـ "أبي كبشة"(342). وجاء في رواية أن اسمه جزء بن غالب بن خزاعة، وكان أول من عبد الشعري. وذكر الطبري ان حياً من العرب كانوا يعبدون الشعرى، الذي هو خلف الجوزاء(343). وعدها البيضاوي بـ "الشعري العبور" (344). والسعيدة، صنم أنثى وعلامة تأنيثه وجود تاء التأنيث بآخره، وكان لسعد هذيم وسائر قضاعة إلا بني وبرة، وعبدته الازد ايضاً، وكان سدنته بنو عجلان، وموضعه بأحد (345). وورود أن السعيدة بيت كان يحجه ربيعة في الجاهلية (346).
وورد في جملة أسماء أل الجاهلية اسم سعد العشيرة. وقد ذهب أهل الأخبار إلى أن مذحجاً كان يعرف بذلك الاسم (347). والعشيرة اسم صنم من الأصنام القديمة، وله علاقة بعبادة السامين. فقد كان الكنعانيون يضعون وثناص في محلات العبادة يسمونه العشيرة كما كانوا يتعبدون له لأن من آلهتم القديمة. وهو الهة، أي انثى عند الكنعانيين. ويظهر أن العشيرة من الآلهة السامية القديمة التي كانت تعبد بصورة خاصة عند الساميين الغربيين، كما عبر لفظة العشيرة عن المذبح المزبح (348). واسم عبد عشيرة مرتبط بالطبع باسم هذا الإله.
ومن دلائل عبادة الأشهل، ورود الاشهل في الأعلام المركبة، مثل عبد الاشهل وقد ذكر أبن دريد أن ان الاشهل صنم (349).
وأشار محمد بن حبيب إلى صنم قال له: زائدة، لم يذكر من كان يتعبد له(350)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأصنام (6).
(2) الأصنام (6).
(3) تاجر العروس 9-358, 8-371, اللسان 15 – 241, 17-333، القاموس 4-274، الأصنام 53، الاشتقاق 302، المفردات 289.
(4) الروض الأنف 1-62.
(5) الأصنام 21 روزا.
(6) الأعراب، الآية 137.
(7) سورة الأنعام، الآية: 74، سورة الشعراء، الآية: 72.
(8) سورة إبراهيم، الآية: 35.
(9) سورة الأنبياء، الآية: 57.
(10) القاموس 4-141، تاج العروس 8-371، اللسان 15-241.
(11) غرائب اللغة 193.
(12) Grimme, S. 23.
(13) المختصر 18 سطر 8.
(14) الأصنام 33، روزا.
(15) تاج العروس 9-358، اللسان 17-333، القاموس 4-141، 274.
(16) الروض الأنف 1-62.
(17) سورة النجم، الآيتان 20-21.
(18) البلدان 7-310 اللات، الأصنام 16، اللسان 2-388 ، تاج العروس 1- 580، المحبر 315، الواقدي 384 وما بعدها، سبائك الذهب 104 – بلوغ الإرب 2-203، قاموس المحيط 1- Reste, s. 31... 156.
(19) تفسير ابن كثير، 4-253 وما بعدها.
(20) العرب في سوريا قبل الإسلام 111 وما بعدها.
(21) الطبري 3-99 وما بعدها، دار المعارف. Reste, s. 31.
(22) Das gotzenbuch, s, 82. 74 -1.
(23) الأصنام 16.
(24) الأصنام 109، الملحق، الأزرقي، Grohmann, arabien, s, 82, 74-1.
(25) العرب في سوريا قبل الإسلام 112.
(26) الأصنام 16 وما بعدها، البلدان 7-310، اللات النقائض 141، تاج العروس 1-580 وما بعدها، اللسان 2-388، روح المعاني 27-47 وما بعدها، الارزقي، أخبار مكة 79 وما بعدها طبعة لا يبزك تفسير الخازن 4-194 وما بعدها.
(27) تفسير أبي سعود 5-112.
(28) تفسير الطبري 27-35.
(29) كان النهي عن ذلك في أول ظهور الإسلام، ثم أذن به، بدلالة الحديث: كنت نهيتكم عن زيارة القبور، إلا فزوروها ، فإنها تذكركم الآخر.
(30) تفسير البيضاوي 1-99 سورة النجم.
(31) روح المعاني 27-47 وما بعدها.
(32) اللسان 2-83 بيروت 1955.
(33) تفسير ابن كثير 4-253 وما بعدها.
(34) تفسير الطبري 27-34، تفسير الطبرسي 27-48 وما بعدها.
(35) روح المعاني 27-47 وما بعدها، تفسير ابن كثير 4-253 وما بعدها، تفسير أبي السعود 5-112 سورة النجم.
(36) الخازن 4-194 وما بعدها.
(37) ربنه ديسو: العرب في سوريا قبل الإسلام 114.
(38) Robertson, p, 209.
(39) الخازن 4-194 وما بعدها، البيضاوي، سورة النجم 1-99، روح المعاني 27-47، وما بعدها.
(40) تفسير الطبري 27-35.
(41) تفسير الطبري 27-35.
(42) Reste, S, 32, vogue, 6, 8, euring, 3, Waddington, 2203, dussaud – macler, mission, p, 55.
(43) Ency, Religi, I, p, 661.
(44) العرب في سوريا قبل الإسلام، 111.
(45) R, Smith, p, 56, Reste, S, 33.
(46) Grohmann, Arabien, s, 82.
(47) Smith, P, 56, Das gotzenbuch s, 91.
(48) Herdotes, 181, I I I , g, groh – mann , Arabien, s. 82.
(49) Grohmann, Arabien, s, 82.
(50) Ency, Religi, I, p, 661.
(51) العرب في سوريا قبل الإسلام 115.
(52) الأصنام 18، المحبر 213، 327, 350، 453.
(53) الأصنام 11 روزا.
(54) الطبري 3-99 وما بعدها، البلدان 7-310، البداية والنهاية 1-149، نهاية الإرب 18-59 وما بعدها، ابن سيد الناس عيون الأثر 2-229 وما بعدها، ابن هشام 2-326، الروض الأنف 2-326.
(55) الاصنام 11 روزا.
(56) ابن هشام 1-63 هامش روض الأنف.
(57) Jamrs Hamelton, Sinai, the jegaz and Soudan London, 1857, p, 159, Das gotzenbuch, s, 83.
(58) Das gotzenbuch, s, 83.
(59) صموئيل الأول، الإصحاح الرابع، الآية 5 وما بعدها، صموئيل الثاني، الإصحاح الخامس، الآية 21، الإصحاح 11، الآية 11 Das gotzenbuch, S, 83.
(60) الأصنام 17 وما بعدها، البلدان 6-165، العزى، سبائك الذهب 104، بلوغ الإرب 2-203 وما بعدها، تفسير الطبري 27-35، المحبر 124، 311، 315 ، Das gotzenbuch, s, 49, 315, 311, 124.
(61) تفسير الطبري 27-35
(62) الأزرقي، ص78 وما بعدها.
(63) أخبار مكة، اللأزرقي، 2-74 Adolf grohmann arabien, s, 82. 74-2
(64) تفسير الطبري 27-35
(65) المحبر 315، تفسير الطبري 27-48 وما بعدها، تفسير البيضاوي 1-199.
(66) الأصنام 16 وما بعدها.
(67) الأصنام 13 روزا.
(68) الأصنام 18.
(69) الاشتقاق 348 الفهرست.
(70) الأصنام 14 روزا.
(71) الأزرقي، أخبار مكة 1-74، باب ما جاء ف اللات والعزى.
(72) الأزرقي 1-74 وما بعدها.
(73) العرب في سوريا قبل الإسلام 125.
(74) Reste, S, 40, ency, iv, p, 1059, Procopius, de bello persi, I I , 28, roth – stein, S, 81, 141, Shorter ency, of islam, p, 617.
(75) Grohmann, s, 82.
(76) Grohmann, s, 28, f.
(77) Grohmann ,s , 82, f, reste, s, 40, ryckmans, 15.
(78) ارميا، الإصحاح السابع، الآية 18 وما بعدها.
(79) Hasting, p, 778, das gotzen buch, s, 95.
(80) Das gotzenbuch, s, 94.
(81) Malalas, I, 166, nolldeke, Sassa – niden, s, 171, ghass, II, anm, 3, theo phanes, 273, land, anecd, syr, 111, 247 rothstein, s, 81, paulys – wissawa, Eater balband, 1893, s, 1281.
(82) Isaac von antiochiam operam I, 220, ed, bickell, 1 lreste, s, 40, das go tzenbuch, s, 96.
(83) هذا كلام مصنوع موضوع . . . كشف عنه القاضي عياض في شرح الشفا، وبسطه العلامة الشيخ محمد عبده في مقال أفرده له.
(84) الأصنام 18 وما بعدها، 12 طبعة روزا كلينكه روزنبركر بمدينة 1941م.
(85) الأصنام 27.
(86) الأصنام 16 روزاً.
(87) الأصنام 17 روزاً.
(88) الأصنام 18 وما بعدها، 12 طبعة روزا روزنبركر.
(89) الأزرقي، أخبار مكة 78 وما بعدها.
(90) تفسير الطبري، مجمع البيان 5-364.
(91) البلدان 6-166، 4-116، صادر.
(92) Shorter ency, of Islam, p, 617, Rohmann, S, 83.
(93) Grohmann, , 83, doughty, do – cuments epigraphiquesm 35 travels in Arabia, II, p, 511, 515.
(94)Grohmann, s, 83.
(95) البلدان 5-91و 6-166.
(96) الأصنام 12 روزا.
(97) الأغاني 21-63، تاج العروس 4-109، البلدان 2-179، اللسان 7-327.
(98) الأغاني 21-63.
(99) الطبري 3-65 دار المعارف.
(100) البلدان 6-167 وما بعدها، بلوغ الإرب 2-205، ابن هشام 1-65، هامش الروض الأنف، الطبري 3-123، 3-65، دار المعارف، الاصنام 15 روزا.
(101) اخبار مكة، للازرقي 1-76.
(102) الأصنام 23.
(103) الأصنام 14 وما بعدها، روزا.
(104) السمر: شجر صغار الورق قصار الشوك وله برمة صفراء يأكلها الناس، وليس في العضاة شيء أجود خشباً من السمر، بلوغ الإرب 2-204 تاج العروس 4-109.
(105) الطبري 3-65، دار المعارف روح المعاني 27-48 وما بعدها.
(106) المحبر 123.
(107) الأزرقي، اخبار مكة 1-75. باب ما جاء في اللات والعزى.
(108) النجم، الآية 19 وما بعدها.
(109) تاج العروس 10-351، تفسير الطبري 27-32 وما بعدها، تفسير ابن كثير 4-253 وما بعدها، تفسير الخازن 4-194 وما بعدها، تفسير أبي السعود 5-112، اللسان 20-167.
(110) مجمع البيان 9-176.
(111) البلدان 8-167 وما بعدها.
(112) اليعقوبي 1-212.
(113) ابن هشام 1-87، الأصنام 13 وما بعدها، الروض الأنف 1-65، اخبار مكة 1-73 وما بعدها، البداية والنهاية 2-192.
(114) المحبر 316.
(115) المحبر 313.
(116) تفسير الطبري 27-35.
(117) تفسير الطبري 27-35.
(118) تفسير الطبري 27-32 وما بعدها.
(119) تفسير الطبرسي، مجمع البيان 9-176، البلدان 8-167 وما بعدها.
(120) مجمع البيان 9-176.
(121) تفسير الطبري 27-32 وما بعدها، الكشاف 3-144 وما بعدها، تفسير البيضاوي، 1-199.
(122) وكان منصوباً على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد، بين المدينة ومكة وما قرب ذلك من المواضع، البلدان 8-167 وما بعدها.
(123) الأصنام 14، البلدان 8-169، مناة الأزرقي، 1-73.
(124) الأصنام 13، 15، البلدان 8-169.
(125) البلدان 8-169، اللسان ن20-167.
(126) الكشاف 3-144 وما بعدها. 5 الأصنام 13 وما بعدها.
(127) المحبر 316، البلدان 8-167 وما بعدها.
(128) تفسير ابن كثير 4-253، اللسان 20-167.
(129) الأصنام 13 وما بعدها.
(130) أخبار مكة 1-73 وما بعدها.
(131) الأصنام 15.
(132) الأصنام 15، البلدان 8-168.
(133) الطبري 3-123، روح البيان لإسماعيل حقي افندي، 4-551، تاريخ الخميس، للديابكري 2-107 وما بعدها، امتاع الإسماع 1-398.
(134) البداية والنهاية 2-192، الروض الأنف 1-65، ابن هشام 1-87.
(135) أبن هشام 1-90.
(136) تاج العروس Reste, s, 29. 351 – 10.
(137) Reste, s 28, ency, religi, I, p, 231, 661.
(138) Das gotzenbuch, s, 87.
(139) Hasting, p, 275, 604.
(140) الأصنام 27- وما بعدها، تحقيق احمد زكي باشا سبائك الذهب 104، الأزرقي 1-68 وما بعدها، ابن هشام 1-64.
(141) طبقات ابن سعد 1-39.
(142) الأصنام روزا.
(143) الطبرسي، مجمع البيان 29-68 وما بعدها بيروت 1954م.
(144) أخبار مكة، اللازرقي 1-27، 68 وما بعدها الروض الأنف 1-65.
(145) سيرة ابن هشام 1-62، وقد طبعت في هامش كتاب الروض الأنف للسهيلي، ديوان حسان (P. I I) هرشفلد، سيرة ابن هشام 1-82، البداية والنهاية 1-187 وما بعدها، اليعقوبي 1-211، مروج الذهب 2-238.
(146) اللسان 11- 686، تاج العروس 8-168.
(147) البلدات 11-686، تاج العروس 8-168.
(148) المحبر ص315.
(149) أخبار مكة 1-66 وما بعدها.
(150) البلدان 7-442 وما بعدها.
(151) المحبر 318.
(153) Ency, I I , p, 327, Cis, I, nr, 189, juassen, et savignac, mission archooll, I, p, 169, f, reste, s, 75, 221, I, Kreb , uber die religion der voislamischem are – ber, s, 90, osiander, in asmg vi I, s, 493.
(154) Ency, Religi, I, p, 664.
(155) كتاب المعمرين ص29، هبل.
(156) الأصنام ص28، اللسان 11-686، 14-212، تاج العروس 8-162 الاشتقاق 2-316.
(157) الأصنام 8 روزا.
(158) سورة نوح، الآية: 21 وما بعدها.
(159) الاصنام 33 وما بعدها روزا.
(160) روح المعاني 29-77 وما بعدها.
(161) الأصنام 34 روزا اللسان 4-468، بولاق روح المعاني 29-77 وما بعدها.
(162) اللسان 4-468 تفسير أبي السعود 5-198، تفسير الخازن 4-314، تفسير ابن كثير 4-426، وما بعدها، الروض الأنف 1-63، ابن هشام 1-63، هامش على الروض الأنف.
(163) اللسان 4-468.
(164) البلدان 8-410، نهاية مادة ود.
(165) المحبر 316، البلدان 8-407، ود.
(166) Reste, s, 17, ency, religi, I, p, 662.
(167) الأصنام 56، 35 روزا سبائك الذهب 104، البلدان 8-904 رد.
(168) الأصنام 55.
(169) الأصنام 55.
(170) Reste, s, 17, ency, religi, viii, p, 180.
(171) Ency, religi, I, p, 662.
(172) الأصنام 57، البكري 2-697، رهاط، اللسان 10-34، بولاق.
(173) المحبر 316، البكري 2-679Reste s, 19.
(174) الأصنام 6 روزا، البلدان 3-341، رهاط، تاج العروس 5-290.
(175) الأصنام 57، الطبرسي، مجمع البيان 5-364، الكشاف 4-143، مجمع البيضاوي 1-239، روح المعاني 29-77 وما بعدها، تفسير ابن كثير 4-426 وما بعدها تفسير الخازن 4-314، تفسير أبي السعود 5 – 168.
(176) Ency, religi, I, p, 663.
(177) الطبري 3-66 دار المعارف. حوادث السنة الثامنة، امتاع الإسماع 1-398.
(178) الأصنام 10، 57، اللسان 2-480، غوث تاج العروس 1-337 غوث، قال الشاعر: وسار بنا يغوث إلى مراد فناجزناهم قبل الصباح البلدان 8-511، يغوث الروض الانف 1-63، سبائك الذهب 104، بلوغ الإرب 2-201 وما بعدها، القاموس 1-171، روح المعاني 29-77 وما بعدها ، تفسير البيضاوي 1-239.
(179) المحبر 317.
(180) الطبرسي 5-364، الكشاف 4-143، تفسير أبن السعود 5-198 ، تفسير الخازن 314، تفسير ابن كثير 4-426.
(181) البلدان 8-511.
Reste, s, 20, ency, religi, I, p, 663, a, ficher, in der zdmg, 40, 161, 168, das got zenbuch, s, 28.
(182) الطبرسي 5-364.
(183) Reste, s, 21, a, fischer, der gotz jagut, in zdmg, bd, 58, s, 869, Leipzig 1904.
(184) البلدان 8-511.
(185) Wellhausen, reste, s, 20, f, das gotzenbuch, s, 83.
(186) الملوك الثاني، الإصحاح الثامن عشر الآية 4.
(187) Das dotznbuch, s, 82, smithm the religion of the semites, London, 1927, p, 226, journal of phil, ix, 99.
(188) المحبر 251، عبد يغوث بن الحارث بن وقاص، قتل يوم الكلاب وكان على مذحج يومئذ، الاشتقاق 239.
(189) الاشتقاق 95.
(190) Ency, religi, I, p, 663.
(191) Ency, religi, I, p, 663.
(192) التكوين، الإصحاح 36، الآية 5، 14، 18، وأخبار اليوم الأول، الإصحاح الأول، الآية 25.
(193) Robertson, p, 43.
(194) الأصنام 57 القاموس 3-270، الطبرسي 5-364، سبائل الذهب 104، الإكليل 10، 56، الكشاف 4-134، الاشتقاق 253، البلدان 5 – 438، روح المعاني 29-77 وما بعدها، تفسير ابن كثير 4 – 426 وما بعدها، تفسير الخازن 4-314 تفسير ابي السعود 5-198.
(195) البلدان 8 – 510، يعوق Reste, s, 22, ency, religi, I, p, 663.
(196) الطبرسي 5-364.
(197) اللسان 10-281 صادر تاج العروس 7-29 ، اللسان 12-154 بولاق.
(198) الأصنام 7 روزا البلدان 4-1022 Das gotzenbuch, s, 84 reste, s, 1.
(199) الروض الانف 1-63، ابن هشام 1-63، هامش الروض.
(200) الأصنام 57 وما بعدها، البلدان 8-286، نسر ابن هشام 1-63، هامش الروض، سبائك الذهب 104، الكشاف 4-143، بلوغ الإرب 2-201، القاموس 2-142.
(201) الطبرسي 5-364، تاج العروس 3-563، اللسان 7-60 وما بعدها Reste, s, 23.
(202) المحبر 317.
(203) Hasting, p. 200.
(204) Hasting, I, s, 44.
(205) Encyll, religi, I, p, 663.
(206) Robertson, P, 226, Nolldeke, in zdmg, 1886, s, xxix, s, 600.
(207) الطبرسي 5-364.
(208) سورة الأنعام، الآية: 137.
(209) الأصنام 44.
(210) نهاية الإرب 18-82، ابن سعد 1-324، صادر.
(211) عيون الأثر 2-253.
(212) عيون الأثر 2-253 وما بعدها.
(213) المصدر نفسه.
(214) الأصنام 18 روزا الروض الأنف 1-64، سبائك الذهب 104، ابن هشام 1-86، الطبري 2-284، المحبر 311، 318.
(215) الطبرسي 5-364
(216) الروض الأنف 1-65، ابن هشام. 1-64، هامش الروض.
(217) تاج العروس 6-40، وما بعدها اللسان 10-348، الروض الأنف 1-64، بلوغ الإرب 2-205، ابن هشام 1-64.
(218) الازرقي، أخبار مكة 1-70.
(219) الأصنام 6 روزا.
(220) المحبر 311.
(221) المحبر 311.
(222) ديوان بشر بن ابي خازم، ملحق الديوان رقم 11، صفحة 233.
(223) الروض الأنف 1-65.
(224) الأصنام 1930 روزا الروض الأنف 1-67 تاج العروس 10-151 رضو.
(225) الأغاني 7-147، 9-16، 47 Reste, s, 58, Ency, religi, I, p, 662.
(226) Hubert, grimme, die losung des sin, s, 431. 44
(227) Vogue, 6, 84, Reste, s, 59.
(228) العرب في سوريا قبل الإسلام 135 وما بعدها Ency, Religi, I, p, 662.
(229) الأصنام 19 روزا 30 أحمد زكي، الروض الأنف 1-67، فتركتها قفرا بقاع اسحما، سبائك الذهب، بن هشام 1-66 حاشية على الروض، تاج العروس 10-151.
(230) الأصنام 32، 20 روزا.
(231) Reste s, 57.
(232) تاج العروس 6-263، الأصنام. البلدان 166-8، النقائض 141، بيفان ، بلوغ الإرب 2-206.
(233) المشرف السنة الرابعة والعشرون، العدد 3، آذار 1933، ص198 وما بعدها.
(234) المشرق السنة 24، العدد 3، آذار 1933، ص198، وما بعدها.
Ency, Religi, I, p, 662. Ephem, Ephem, Epigr, I I, 390, no, 22, Bordthmann, in zdmg, xxix, 1875, s, 106.
(235) الأصنام 35 ، 47، 22 روزا، ابن هشام 1-30 ، الأزرقي 1-256، الروض الأنف 1-66، بلوغ الإرب 2-207.
Ency, religi, I, p, 663.
(236) المحبر 317.
(237) الأصنام 22 روزا.
(238) الأصنام 22 روزا 34 أحمد زكي.
(239) المحبر 317 بلوغ الإرب 2-207.
(240) الأزرقي، أخبار مكة 1-73، باب ما جاء في الأصنام التي كانت على الصفا والمروة، تاج العروس 4-389.
(241) ابن هشام 1-30، الأغاني 9-7، الأكليل 8-84، بلوغ الإرب 2-229، وقد أجمل السيد رشدي الصالح ملحس الروايات الواردة عن ذي الخلصة في نهاية الجزء الاول من تاريخ مكة للأزرقي، وهو يرى ان البجلي لم يهدم بنيان بيت ذي الخلصة تهديماً تاماً، وإنه بقى إلى أيام الملك عبد العزيز آل سعود، فأزاله، وأحرقت الشجرة التي كانت بجانب البيت وهي شجرة العبلاء. وذهب أيضاً أن ذلك البيت لم يكن بتبالة، إنما كان في ثروق وقد عرف البيت بالرملية كذلك. الأزرقي 1-256 وما بعدها، ابن هشام 1-64 ، حاشية على الروض الأنف، تاج العروس 2-378، الروض الأنف 1-65 وما بعدها.
(242) اللسان 7-29 خلص، صادر.
(243) الأصنام 22 ، 29، روزا.
(244) الأصنام 35، 22 روزا الروض الأنف 1-65، ابن هشام 1-65 هامش على الروض الأنف بلوغ الأرب 2-307.
(245) الأصنام 29 روزا.
(246) الأصنام (23) "روزا" ، الطبري (3- 158) "دار المعارف".
(247) الروض الأنف (1 – 66).
(248) الأصنام (23) "روزا".
(249) الأزرقي (1-73)، تاج العروس (4-389).
(250) قال خداش بن زهير العامري: وبالمروة البيضاء يوم تبالة ومحبسة النعمان حيث تنصراً الاصنام (22) "روزا".
(251) الأصنام (36 وما بعدها) "23" "روزا" ابن هشام (1-64) "حاشية على الروض" تاج العروس (2-378).
(252) الأصنام (37) ، (23) "روزا" ابن هشام (1-64) "حاشية على الروض الأنف (1-64)، تاج العروس (2- 378)، اللسان (4-202) "سعد" بلوغ الأدب (2-208) ، اللسان (3-218) "صادر".
(253) الاشتقاق (35).
(254)O, Eissfeldt , 150, Grohmann, s, 85, Handbuch, I, s, 234.
(255) Ency, religi, I, p, 662.
(256) الأصنام 37 ، 23، روزا الازرقي 1-78، 269، تاريخ الخميس 2-109، تاج العروس 6-235. Reste, s, 64.
(257) امتاع الاسماع 1-398.
(258) الاصنام 38، 24، روزا بلوغ الإرب 2-209.
(259) تاج العروس 10-197.
(260) Ency, religi, I, p, 663, reste, s, 48, f.
(261) واشراء الحرم، نواحيه، والواحد شرى، اللسان 14-428، صادر.
(262) Reste, s, 51.
(263) نهاية الإرب 18-14 وما بعدها.
(264) الأصنام 38، وما بعدها، 24 روزا، تاج العروس 3-497، اللسان 6-416، الأغاني 21-141.
(265) البلدان 1-341 وما بعدها، الاقيصر الاصنام Reste, s, 62, ff.
(266) الأصنام 30 روزا.
(267) الأصنام 24 روزا تاج العروس. (3 – 497) اللسان 6-416، الأغاني 21-141.
(268) وان امراً اجار عمرا ورهطه علي، وأثواب الاقيصر، بعنف.
الأصنام 25، روزا.
(269) البلدان 1-340 Restr, s, 62, Das gotzenbuch, s, 119.
(270) البلدان 1-340 Reste, s, 62, Das gotzenbuch, s, 119.
(271) وكان سادن نهم يسمى خزاعي بن عبد نهم، من مزينة ثم من بنى عداء. فلما سمع بالنبي (ص)، ثار إلى الصنم فكسره. وأنشأ يقول:
ذهبت إلى نهم لأذبح عنده عتيرة نشك كالتي كنت افعل
فقلت لنفسي حين راجعت عقلها اهذا اله ابكم ليس بعقل؟
أبيت فديني اليوم دين محمد اله السماء الماجد المتفضل
الأصنام 39 وما بعدها 25 روزا، معجم الشعراء 328، بلوغ الإرب 2-210.
(272) الأصنام 40، 25 روزا الأغاني 16-57، بلوغ الإرب 2-210.
(273) الاصنام 41، 35ن روزا بلوغ الإرب 2-210.
(274) الأصنام 25 روزا 41 أحمد زكي باشا.
(275) Reste, s, 61.
(276) الأصنام 59 وما بعدها، 37 روزا الروض الأنف 1-65 نهاية الإرب 18-77، البلدان 3-911، جمهرة 3-38.
(277) المحبر 316.
Das gotzenbuch, s, 90, f, Keral, Religion der vorislamiscen araber, Leipzig, 1863.
(278) الأصنام 37 وما بعدها، روزا، نهاية الإرب 18-77 Reste. S. 51 fi, f.
(279) Das gotzenbuch, s, 140.
(280) الأصنام 39 روزا، 63 أحمد زكي باشا.
(281 ) الاصنام 63، 39 روزا.
(282) البلدان 3-122.
(283) البلدان 3-122 وما بعدها Reste,s,53, ff.
(284) التكوين، الإصحاح الخامس والثلاثون، الآية 2.
(285) الأصنام 111 تكملة الأصنام البلدان 7-393، المحرق.
(286) Reste, s, 57, ency, religi, I, p, 660
(287) المحبر 317.
(288) المحبر 316، البلدان 5-293، شمس.
(289) شمس العلوم ح – 1ق1 ص94.
(290) Ency, religi, I, p, 660.
(291) الأغاني 18-168، كتاب المعمرين. 31 . Reste, s, 64. 31
(292) الأصنام 107، وما بعدها تكملة.
(293) المحبر 314، 318.
(294) Reste, c, 64.
(295) الأصنام 107. Reste, s, 64
(296) المحبر 315 Reste, s, 64.
(297) المحبر 312.
(298) الأصنام 108، تاج العروس 2-216، الاشتقاق 56، 97.
(299) اللسان 5-384.
(300) الأصنام 21 روزا.
(301) تركت ديوان لبيد ص 44، المعاني الكبير 1-105.
(302) الأصنام 109 Reste, s, 65.
(303) Ency, Religi, I, p, 663.
(304) الأصنام 109، تاج العروس 6-392، القاموس 3- 348.
(305) Reste, s, 65.
(306) اللسان 11-46.
(307) سورة النور، السورة رقم 24، الآية 35.
(308) الأصنام 110، وصمود كزبور: اسم صنم كان لعاد يعبدونه. قال يزيد بن سعد، وكان آمن بهود (عليه السلام).
عصت عاد رسولهم فأمـــوا عطاشا لا تمسهم السمــــاء
لهم صنم يقال له صمــــــود يقابله صداء والهبـــــــــاء
وان اله هود هو الهـــــــــي على الله التوكل والرجـــاء
وهو مذكور في كتب السير تاج العروس 2-402.
(309) الاصنام 110، وضمار: صنم عبده العباس بن مرداس ورهطه، تاج العروس 3-353.
(310) البكري 881 ضمار.
(311) البلدان 5-440، ابن هشام 832، ضماد الاغاني 13-62، أخبار العباس بن مرداس.
(312) نهاية الإرب 18-24.
(313) الأصنام 110، تاج العروس 1-393، اللسان 2-64.
(314) الأصنام 110.
(315) وبه فسر ابن الكلبي قول الأعشى:
حلفت بماثرات حول عوض وانصاب تركن لدى السعير
قال: والسعير: اسم صنم كان لعنزة خاصة، كما في الصحاح، قال الصاغاني، ليس البيت للأعشى، وانما هو لرشيد بن رميض العنزي، تاج العروس 5-595، اللسان 9-56 Reste, s, 66.
Robreston, p, 43, Kiniship, p, 261, nr, deke, in zdmg xxxl, 86, cis, IV, p, 20, ency, rtligi, I, p, 661.
(316) Ency, religi, I, , 662.
(317) الأصنام 110، وكثرى كسكري، صم كان لجديس وطسم، كسره نهشل بن الربيس بن عرعرة ولحق بالنبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، وكتب هل كتابا. قال عمرو بن صخر بن أشنع:
حلفت بكثرى حلف غير برة لتستلين أثواب قيس بن عازب.
تاج العروس 3-513.
(318) ابن دريد 235 Reste, s, 67.
(319) Ency, Religi, I, 660.
(320) الأصنام 111، تاج العروس 9-342 وما بعدها، اللسان 17-289Reste, s, 67.
(321) الاصنام 111، تاج العروس 1-269، المحبر 318 Reste, s, 67.
(322) المحبر 314.
(323) الأصنام 111، اللسان 10-267، ودع، تاج العروس 5-534.
(324) الأصنام 111.
(325) Reste , s, 65, ency, religi, I, p, 660.
(326) Eeste, s, 64.
(327) Eeste, s, 64.
(328) المحبر 314،
(329) البلدان 8-179، المنطبق المحبر 318.
(330) المحبر 313.
(331) الأزرقي 1-31، 78 Reste, s, 288.
(332) ابن هشام 145، بنو غنم ، المحبر 288Reste, s,
(333) في نهاية الإرب فراص، نهاية الإرب 18-18 Reste, s, 67, tuch, im zdmg, 1849, s, 200.
(334) تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى وخلقت فراضا بدار هـــــــوان
شددت عليـــــــــــه شدة فتركتــــــه كأنه لم يكن والدهر ذو حــدثان
نهاية الإرب 18- 18.
(335) Josephus, anti, xv, 253.
(336) Ency, Religi, I, p, 661.
(337) Reste, s, 67.
(338) Ency, Religi, I, p, 663.
(339) Ency, Religi, I, p, 663.
(340) سورة النجم، الآية: 49.
(341) Ency, Religi, I, p, 660.
(342) المحبر 129.
(343) تفسير الطبري 27-45، والشعري النجم الذي الجوزاء . وهو أحد كوكبي ذراع الأسد وقسم المرزم، وكانوا يعبدونها في الجاهلية ، تفسير الطبرسي، الجزء التاسع ص182.
(344) تفسير البيضاوي 2-295.
(345) المحبر 316 وما بعدها.
(346) اللسان 3-215 صادر.
(347) الاشتقاق 2-237.
(348) Encylopadia, beblica, by , cheyen, vol 1, 330.
(349) الاشتقاق 263.
(350) الاشتقاق ص13.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|