أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2017
3329
إن من الثابت عدم جواز النسخ عقلاً وعدم وقوعه شرعاً وبالتالي فان بين الآيات المنسوخات والناسخات تناقض
التاريخ: 16-1-2019
820
التاريخ: 20-11-2016
1440
التاريخ: 12-1-2017
784
|
[جواب الشبهة] :
[ادلة جواز السجود على الارض عديدة] ونبدأ أولاً بكلام رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أ) الحديث النبوي المعروف المرتبط بالسجود على الأرض :
هذا الحديث نقله الشيعة والسنّة عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) يقول: «جُعِلِتْ لِي الأرْضُ مَسْجِدَاً وَطَهُورَاً»(1).
وظنّ بعضهم أنّ معنى الحديث هو أنّ الأرض وما عليها مكان لعبادة الله والتعبد، ولا يوجد مكان خاص ومعين للعبادة، كما يقول به اليهود والنصارى: من أنّ العبادة لابدّ أن تكون في الكنيسة أو المعابد الخاصّة. ولكن مع أدنى تأمل يتضح أنّ هذا التفسير لا ينسجم مع المعنى الواقعي للحديث; لأن النبي(صلى الله عليه وآله) قال: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً» ونعلم أنّ ما هو طهور يمكن التيمم منه، كالتراب والحصى من الأرض، وعلى هذا لابدّ أن يكون مكان السجود من نفس التراب والحصى.
ولو كان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يريد بيان المعنى الذي استفاده بعض فقهاء أهل السنّة من الحديث لقال: «جعلت لي الأرض مسجداً وترابها طهوراً» ولكنه لم يقل ذلك.
والنتيجة: أنّه لا يوجد شك أنّ معنى (مسجد) هنا هو بمعنى مكان السجود، ومكان السجود لابدّ أن يكون من نفس الشيء الذي يجوز منه التيمم.
فعمل الشيعة ليس خطأ إذا تقيَّدوا بالسجود على الأرض ولم يجيزوا السجود على السجاد وغيرها; لأنّهم يعملون بأوامر رسول الله(صلى الله عليه وآله).
ب) سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) :
كان النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) يسجد على الأرض أيضاً، وليس على السجاد أو اللباس وغيرهما; وذلك بالاستفادة من مجموع الروايات المتعددة :
حيث نقرأ الحديث الذي ينقله أبو هريرة يقول: «سجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم مطير حتّى أنّي لأنظر إلى أثر ذلك في جبهته وأرنبته»(2).
فإذا كان السجود على السِّجاد والثياب جائزاً، فلا ضرورة أن يسجد النبي (صلى الله عليه وآله) على الأرض في يوم ممطر.
تقول عائشة أيضاً: «مَا رَأيتُ رَسُولَ اللهِ مُتَّقِيَاً وَجْهَهُ بِشَيء»(3) أي وقت السجود.
يقول ابن حجر في شرحه للحديث: «هذا الحديث يشير بأنّ الأصل في السجود هو ملامسة الجبهة للأرض، ولكن مع عدم التمكن لا يجب تحقيق ذلك»(4).
وجاء في رواية أخرى عن ميمونة (إحدى زوجات رسول الله(صلى الله عليه وآله)): «ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي على الخُمرة فيسجد»(5) أي قطعة من الحصير.
والواضح من معنى الحديث أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قد سجد على الحصير.
وجاءت روايات كثيرة ومتعددة في المصادر المعروفة لدى أهل السنّة أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان يصلي على الحصير.
والعجيب في الأمر أنّه إذا قام الشيعة بوضع الحصير للصلاة، كما فعل النبي يتهمون بالبدعة من قبل مجموعة من المتعصبين، وينظرون إليهم نظرة غضب، في الوقت الذي تذكر هذه الأحاديث أنّ النبي هو الذي سنّ هذا العمل. وكم هو مؤلم أن تعتبر هذه السنن بدعة!
ولا أنسى ذلك الموقف الذي حدث في إحدى زياراتي لبيت الله الحرام، عندما كنت في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) وأردت الصلاة على قطعة حصير، أقبل حينها أحد الأشخاص المتعصبين من علماء الوهابية وأخذ الحصير ـ ووجهه مكفهر ـ وألقاه جانباً، والظاهر أنّه كان يعتبر هذه السنّة بدعةً.
ج) سيرة الصحابة والتابعين :
من الموضوعات الملفتة للنظر في هذا البحث هو التدقيق في حالات الصحابة والمجموعة التي جاءت بعدها والمعروفة باسم (التابعين) تشير إلى أنّهم كانوا يسجدون على الأرض، ونذكر على سبيل المثال:
1. يقول جابر بن عبدالله الأنصاري: «كُنْتُ أصَلِّي مَعَ النّبي(صلى الله عليه وآله) الظّهْرَ فَآخَذَ قَبْضَةً مِنَ الحَصَى فَأجْعَلَها فِي كَفِّي ثُمَّ أحَوِلُهَا إلى الكَفِّ الأُخْرَى حَتَّى تَبْرُدَ ثُمَّ أضَعُهَا لِجَبِينِي حَتَّى أسْجُدَ عَلَيْها مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ»(6).
هذا الحديث يشير بشكل واضح إلى أنّ صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) كانوا متقيدين بالسجود على الأرض، حتى المواضع شديدة الحرارة، فإذا لم يكن السجود على الأرض لازماً فلا داعي لتحمل كل هذه المشقّة.
2. يقول أنس بن مالك: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) فِي شِدّةِ الحَرِّ فَيَأخُذُ أحَدُنَا الحَصْبَاءَ فِي يَدِهِ فإذَا بَردَ وَضَعَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ»(7).
هذا التعبير يشير أيضاً بأنّ هذا العمل كان رائجاً بين الصحابة.
3. ينقل أبو عبيدة: «أنّ ابنَ مَسْعُود لا يَسْجُدَ ـ أو قال: لا يصلي ـ إلاّ عَلَى الأرْضِ»(8).
فإذا كان المقصود من الأرض السجاد فلا حاجة لهذا البيان، وعليه فالمقصود من الأرض هو التراب والحصى والرمل وما شابهها.
4. جاء في ذكر حالات مسروق بن جدعان من أتباع ابن مسعود أنّه: «كان لا يرخّص في السجود على غير الأرض حتى في السفينة، وكان يحمل في السفينة شيئاً يسجد عليه»(9).
5. كتب علي بن عبدالله بن عباس إلى «رزين»: «ابعث إليّ بلوح من أحجار المروة عليه أسجد»(10).
6. وجاء في كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري: «كان عمر بن عبد العزيز لا يكتفي بالخمرة بل يضع عليها التراب ويسجد عليه»(11).
فماذا نفهم من مجموع هذه الأخبار؟ لا نفهم إلاّ أنّ سيرة الصحابة وما بعد الصحابة كانت قائمة على السجود على الأرض أي على التراب والحصى والرمل في القرون الأولى.
فإذا أراد شخص من المسلمين في عصرنا أن يحيي هذه السنّة، فهل يجب أن نعتبرها بدعة؟
ألا يجب على فقهاء أهل السنّة أن يتقدموا لإحياء هذه السنّة النبوية، هذا العمل الذي يحكي عن كمال الخضوع في حضرة الله، ويتناسب مع حقيقة السجود. نأمل أن يأتي ذلك اليوم.
________________
1. صحيح البخاري، ج 1، ص 91; وسنن البيهقي، ج 2، ص 433، وهناك كتب أخرى كثيرة نقلت هذا الحديث.
2. المعجم الأوسط للطبراني، ج 1، ص 36; ومجمع الزوائد، ج 2، ص 126 .
3. مصنف ابن أبي شيبة، ج 1، ص 397 .
4. فتح الباري، ج 1، ص 404 .
5. مسند أحمد، ج 6، ص 331 .
6. مسند أحمد، ج 3، ص 327; سنن الكبرى للبيهقي، ج 1، ص 439 .
7. السنن الكبرى للبيهقي، ج 2، ص 106 .
8. مصنف ابن أبي شيبة، ج 1، ص 397 .
9. الطبقات الكبرى لابن سعد، ج 6، ص 53 .
10. أخبار مكة للأزرقي، ج 2، ص 151 .
11. فتح الباري، ج 1، ص 410 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|