أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-20
451
التاريخ: 2024-07-20
486
التاريخ: 11-10-2014
1341
التاريخ: 1-12-2020
6167
|
قال تعالى : {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } [يوسف : 36].
دخل يوسف الطهر السجن ، وبقيت امرأة العزيز الرجس في قصرها طليقة تأمر وتنهى ، ولكن يوسف دخل السجن طيب النفس ، وهو الذي أحبه وآثره لأن فيه راحة الضمير ، والنجاة من المعصية ، والفوز بمرضاة اللَّه ، أما امرأة العزيز فهي في سجن من العذاب الأليم ، عذاب الضمير والحرمان والفضيحة .
ودخل مع يوسف (عليه السلام) السجن فيمن دخل اثنان من حاشية الملك : ساقيه ، وخازن طعامه لتهمة ألصقت بهما ، قال الساقي : رأيت فيما يرى النائم اني أعصر خمرا - أي عنبا لأنه يؤول إلى الخمر - وقال الخازن : أما أنا فرأيت على رأسي خبزا يخطفه سرب من الطير ، ويذهب به ( نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ ) خبرنا بتفسير ما رأينا ( إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) في سيرتك مع أهل السجن .
( قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ) . ذكر في تفسيره ستة أقوال ، ويتلخص أقربها إلى ظاهر اللفظ بأن يوسف قال للسائلين :
انا وأنتما محجوبان في هذا المكان لا يعلم أحدنا ما ذا يجري في خارجه ، ومع هذا فأنا اعلم أي طعام يرسل إليكما ، ما هو نوعه ، وما هي الغاية من إرساله قبل أن يرسل .
وتسأل : لقد سألاه عن تعبير ما رأيا فأجابهما بأنه يخبر عن الغيب فيما يأتيهما من طعام ، وهذا لا يمت إلى السؤال بصلة ؟ .
أجل ، ليس هذا تعبيرا للرؤيا ، ولكنه تمهيد له ، فلقد أراد يوسف ان يغتنم هذه الفرصة ليثبت لأهل السجن انه نبي مرسل من عند اللَّه ، واستدل على نبوته بالإخبار عن الغيب ، تماما كما استدل عيسى (عليه السلام) على صدقه بقوله :
« وأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لَكُمْ - 49 آل عمران » . وبديهة ان الغرض الأول ليوسف (عليه السلام) ان يبث بين السجناء عقيدة التوحيد والاعتراف باليوم الآخر ، كما هو شأن الأنبياء ، ويظهر ذلك من أقواله التالية :
( ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) . ذا إشارة إلى الاخبار بالغيب و ( كما ) حرف خطاب للسائلين عن تعبير الرؤيا ، والمعنى ان ما أخبركم به من الغيب ليس كهانة ولا سحرا أو عرافة ، وإنما هو وحي أوحاه اللَّه إليّ كما أوحى إلى الأنبياء من آبائي ( إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ ) . أي برئت من قوم لا يؤمنون باللَّه واليوم الآخر . . وفي هذا تعريض - ولكن بلطف ورفق - بالسجناء وغيرهم من المشركين ، لتكون دعوته أوقع في نفوسهم ، وفي التاريخ ان المصريين كانوا يومذاك يعبدون آلهة ، منها الشمس ، ويسمونها ( رع ) ، ومنها عجلهم ( ابيس ) .
{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} [يوسف : 38] . لقد كان هؤلاء مشهورين مكرمين عند الجميع وبالخصوص إبراهيم الخليل (عليه السلام) ، ولذلك أضاف يوسف نفسه إليهم نسبا ودينا ، قال الرازي :
« لما ادعى يوسف النبوة وتحدى بالمعجزة ، وهي علم الغيب قرن به كونه من أهل بيت النبوة ، وان أباه وجده وجد أبيه كانوا أنبياء ، فإن الإنسان متى ادعى حرفة آبائه لم يستبعد ذلك منه ، وأيضا ان درجة إبراهيم وإسحاق ويعقوب كانت معروفة عند الناس ، فإذا ظهر انه ولدهم عظموه ، وكان انقيادهم له أتمّ ، وتأثير كلامه في قلوبهم أكمل » .
( ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنا وعَلَى النَّاسِ ) . أي ان اختصاصنا بالنبوة فضل من اللَّه حيث رآنا أكفاء لرسالته ، وأيضا فضل على الناس لأنهم بنا اهتدوا إلى سواء السبيل ( ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ) بل يشركون ويجحدون : وكلما زادوا غنى ازدادوا كفرا وطغيانا .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|