محدودية عمل الإنسان في مجال السيطرة على المناخ Limitation of Human work on Climate Control |
24
09:42 صباحاً
التاريخ: 2024-11-27
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/11/2022
1098
التاريخ: 2024-09-30
228
التاريخ: 2024-11-12
138
التاريخ: 16-3-2022
887
|
حاول الإنسان منذ البداية أن يسيطر على بعض الظواهر الجوية، أما لتلافي أخطارها، أو للاستفادة منها بأكبر قدر ممكن. وقد حقق بعض النجاحات، كما أخفق في البعض منها. ويعود الإخفاق إلى عدم استطاعة الإنسان الكشف عن الأسرار الكاملة لبعض هذه الظواهر. فقد عبد الإنسان بعض هذه الظواهر في القدم ظناً منه انه بهذه الطريقة يستطيع أن يقلل من أخطارها أو يمنع حدوثها. أما حديثاً، فان الإنسان سلك طريقين: الأول محاولة التعديل من الظاهرة Modification لتقليل الآثار السلبية الناتجة عنها، والثاني هو محاولة التنبؤ بالظاهرة Forecasting قبل حدوثها وذلك في محاولة لتقليل الخسائر البشرية التي قد تنجم عنها. وقد ناقشنا جهود الإنسان في التنبؤ، لذلك سيقتصر موضوعنا هنا على محاولات الإنسان في التعديل أو السيطرة. فقد بذل الإنسان جهداً كبيراً لتعديل المناخ أو السيطرة علية، إلا انه حقق نجاحات محدودة في هذا المجال، لان ظاهرة المناخ أكبر من أن يستطيع السيطرة عليها. وفيما يأتي عرض لهذه المحاولات: ــ
1- تعديل المناخ Climate modification
تعود المحاولات في هذا الجانب إلى قدم الإنسان نفسه. فالبحث عن مسكن يقي الإنسان تقلبات الجو ومن ثم التطور إلى اختيار التصميم الملائم للمسكن لكي يتلاءم مع معطيات مناخ المنطقة حتى يوفر له أكبر قدر من الراحة، من محاولات الإنسان الأولى. كما استخدم الإنسان الملابس لتقية تقلبات الجو، ثم تطورت إلى تنوعها لتلاؤم اختلاف الفصول، واختلاف المناخات واستطاع الإنسان إن يحقق نجاحات كبيرة لتعديل المناخ في المجال الزراعي والصناعي، وبخصوص شعور الإنسان بالراحة. كل هذه المحاولات استخدمت طريقة توازن الفعل مع الظاهرة لتجنب أضرارها. وفيما يلي استعراض لمحاولات الإنسان في هذا المجال:
2 ـ السكن والملابس Housing & Clothing
استخدم الإنسان الكهوف لتقيه تقلبات الجو والحيوانات المفترسة، كما استخدم جلود الحيوانات تطورت هذه العملية إلى بناء البيوت والاستعاضة عن جلود الحيوانات بالأقمشة. عندما بدأ الإنسان بالانتشار والتعرف على مناخات جديدة عمل جاهداً على إيجاد مسكن يتلاءم والظروف المناخية الجديدة، ويوفر له أكبر قدر ممكن من الراحة. لذلك نجد إن تصميم هذه المساكن اختلف بين مكان وأخر، وهذا تعبير عن محاولات الإنسان التكيف مع المناخ الذي يعيش فيه. فاستخدام القش من قبل سكان المناطق المدارية والطين من قبل سكان المناطق الصحراوية، والبيوت المغلقة من قبل سكان المناطق الباردة كلها تعبير عن التلاؤم الجيد مع مناخ المنطقة. فقد وجد أن بيت الاسكيمو المبني من الثلج والمغلف بجلود الحيوانات من الداخل يجعل هذا البيت ترتفع فيه الحرارة 26م الماء الموجود فيه، فان كمية الحرارة الكامنة التي تطلق إلى الهواء ستساعد على استمرار تصاعد الهواء إلى الأعلى مما يؤدي إلى استمرار عملية تصاعد الهواء من سطح الماء واستمرار عملية التكاثف. إن الهواء الذي يدخل إلى هذه المنظومة من الأعلى ونتيجة دوران الأرض حول نفسها، سيأخذ شكلاً دائرياً من الأعلى إلى الأسفل يشبه عملية تصريف الماء في مغسلة أو حمام سباحة. عندما يصل الهواء إلى سطح الماء في الأسفل، فأنه سوف يستعيد التحمل بكميات كبيرة من بخار الماء ويسخن وبذلك يعود إلى المنظومة من جديد لتستمر عملية تصاعد الهواء إلى الأعلى. تغطي العملية منطقة واسعة تمتد على دائرة قطرها يتراوح بين 100-160كم. كما تقدر طاقة الإعصار بعدة آلاف ميكا طن من الطاقة النووية. يصاحب الإعصار رياح شديدة السرعة بسبب منحدر الضغط الشديد بين المركز وخارجة وتصاحب الإعصار أمطار غزيرة وأمواج عالية واحتمال ظهور عواصف التورنادو على جوانب الإعصار.
عمل الإنسان على تعديل شدة الإعصار وذلك بنشر يوديد الفضة في فترات كل 9 ساعات على الغيوم التي تحيط بعين الإعصار. الغاية من ذلك هو محاولة تقليل منحدر الضغط الشديد بين مركز الإعصار والمناطق المجاورة عن طريق توسيع عين الإعصار وفي حالة نجاح ذلك فان الرياح المصاحبة للإعصار والتي هي مصدر التدمير ستخف سرعتها. في السبعينات من القرن الماضي تم تحقيق نتيجة خفض سرعة الرياح بنسبة 30٪ فقط. ومازالت المحاولات جارية لتحقيق نتائج أفضل. وهناك طرائق أخرى مقترحة لتخفيف شدة الإعصار مثل رش سطح المياه بطبقة من الزيت تقلل كثيراً من نسبة التبخر. التفكير بخلط الماء السطحي الدافئ بالماء السفلي الأبرد نسبيا مما يمنع الماء السطحي من الوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة 27م كما يقترح البعض بخفض درجة حرارة الماء عن طريق تقليل الإشعاع الشمسي الواصل إلى سطح الماء بإيجاد طبقة غيوم السمحاق الرقيقة. ومازالت الجهود مستمرة بهذا الصدد.
يتم التركيز في الوقت الحاضر على تتبع نشوء الإعصار عن طريق الأقمار الاصطناعية، ومن خلال معرفة سير الإعصار اتجاهه وسرعته عندها يمكن تقليل الخسائر البشرية التي يمكن إن تنتج عن الإعصار بإعطاء تحذير قبل وقت كاف.
إن الطرائق السالف ذكرها تعمل على تعديل مناخ منطقة صغيرة. هناك مقترحات أخرى لم ترى النور بعد تعمل على تعديل مناخ مناطق كبيرة نسبياً. هذه المقترحات إما مكلفة اقتصادياً، أو غير ممكنة فنياً. كما إن هذه المقترحات لا تعرف نتائجها الجانبية على المناخ العام بعد، وذلك لعدم معرفة التغذية الاسترجاعية للمناخ بهذا الخصوص. فهناك اقتراح مثلاً سواحل الصحاري الساحلية الباردة بالإسفلت هذه الطريقة ستؤدي إلى تسخين الهواء على طول الساحل مما يساعد على تصاعد الهواء المشبع ببخار الماء. تصاعد الهواء سيعمل على ظهور الغيوم التراكمية المزنية التي قد تساعد على سقوط الأمطار الأمر الذي يخفف من جفاف هذه المناطق الساحلية. كما هناك اقتراح برش مادة داكنة اللون فوق ثلوج المناطق القطبية، مما سيؤدي إلى رفع درجة حرارة المنطقة إن عدم معرفة النتائج المترتبة على هذه المقترحات فضلاً عن تكاليفها العالية جعلها غير قابلة للتنفيذ. كما إن علماء البيئة حذروا بشدة من تنفيذ هذه المقترحات وذلك لاعتقادهم بأنها ستؤثر على الدورة العامة للرياح .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|