أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-10
1145
التاريخ: 1-6-2021
2676
التاريخ: 2023-03-23
1612
التاريخ: 2023-06-06
1247
|
خلال تلك الشهور التي تلت عمرة القضاء، وقعت بين المسلمين والمشركين مناوشات قامت بها بعض السرايا التي أرسلها النبي [صلى الله عليه وآله] إلى جماعة من المشركين مثل سرية الأخرم بن أبي العوجاء إلى بني سليم في خمسين رجلا من المسلمين، فاستعان بنو سليم بأحلافهم من العرب وأحاطوا بالمسلمين فقاتلوا حتى قتلوا، ولم ينج منهم إلا قائد السرية واثنان معه. وسرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكديد في جماعة من المسلمين، وكانت نتيجتها لمصلحة المسلمين حيث إنهم قتلوا من بني الملوح جماعة واستولوا على نعمهم ومواشيهم ورجعوا سالمين. وسرية شجاع بن وهب الأسدي في ربيع الأول من السنة الثامنة ومعه أربعة وعشرون من المسلمين إلى جماعة من هوازن، وكان يسير الليل ويكمن النهار حتى بلغ منازلهم في السحر، فاستولى على نعمهم وأغنامهم ورجع إلى المدينة. وسرية كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا إلى ذات اطلاح من أرض الشام، ولما انتهوا إليها وجدوا جمعا كبيرا من الناس فدعاهم كعب بن عمير إلى الإسلام فأجابوه بالنبال والسيوف، فقاتلهم المسلمون أشد قتال حتى استشهدوا عن آخرهم ولم ينج منهم سوى رجل واحد.
غزوة مؤتة:
تلك هي صورة عن الحوادث التي وقعت خلال الأشهر الخمسة أو الستة بين عمرة القضاء وغزوة مؤتة التي جهز إليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جيشا من ثلاثة آلاف مقاتل وأمرهم بالخروج إلى بلاد الشام لدعوة أهلها إلى الإسلام، وقتالهم إذا هم رفضوا ولم يقبلوا بشروط المسلمين، وكان ذلك في الشهر الخامس، جمادى الأولى من السنة الثامنة. وقد اختلف المؤرخون في الدوافع إلى هذه الغزوة، فقال بعضهم: إن الدافع إليها هو الانتقام للحرث بن عمير الأزدي، وكان قد وجهه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكتاب إلى ملك بصرى، فلما نزل مؤتة تعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني قال له: أين تريد؟ فقال: الشام، قال: لعلك من رسل محمد قال: نعم، فأوثقه رباطا ثم قدمه وضرب عنقه، ولم يقتل غيره من الرسل الذين وجههم النبي[صلى الله عليه وآله] إلى الملوك والرؤساء خارج الحجاز، فكان لهذه الحادثة وقع شديد على النبي[صلى الله عليه وآله] والمسلمين، فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الجيش المؤلف من ثلاثة آلاف للاقتصاص من ذلك الوالي وأتباعه. ومهما كانت الدوافع، فلا شك أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) كان حكيما يستمد حكمته من حكيم خبير، وتتسع نظراته لما وراء زمانه بزمن طويل، ومسددا من السماء، فلقد جهز هذا الجيش البالغ أكثر من ثلاثة آلاف مسلم مقاتل، وعين ثلاثة من صفوة أصحابه يتولون قيادته على التعاقب.
تجمع مصادر أهل البيت: إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) جعل القيادة لجعفر بن أبي طالب، ومن بعده لزيد بن حارثة، ومن بعدهما لعبد الله بن رواحة، وترك للجيش أن يختار لقيادته من يراه صالحا إذا أصيب الثلاثة. ولما انتهى المسلمون إلى معان بلغتهم أخبار تلك الحشود التي حشدها هرقل، وقيل: إن أخبارها بلغتهم وهم في وادي القرى، فأقاموا ليلتين يتداولون الرأي بينهم في الرجوع أو المضي، فارتأى فريق منهم أن يكتبوا إلى النبي [صلى الله عليه وآله] ويخبروه باستعداد القوم وعدد جيوشهم، فإما أن يمدهم بالرجال ويأمرهم بالمضي، أو يأمرهم بالرجوع، وكاد هذا الرأي أن يتغلب لولا أن عبد الله بن رواحة وقف في القوم يشجعهم ويقول: يا قوم والله إنا لم نكن نقاتل الناس بعدد وكثرة بل نقاتل بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور على العدو، وإما الشهادة.
فكان لهذه الكلمات أثرها الطيب على تلك النفوس المؤمنة، فصمموا على المضي والقتال مهما كانت النتائج، ومضوا في طريقهم، فلما بلغوا أرض البلقاء بلغهم أن جيش الروم يرابط في قرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف، فانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، وعبأ جيوشهم بها، ولما التقى الجمعان ثلاثة آلاف مسلم من جهة، ومائتا ألف من جيوش الروم في مقابلتهم في الجهة الثانية، أخذ الراية زيد بن حارثة وحمل على القوم بمن معه من المسلمين بسيوفهم ورماحهم يقاتلون قتال المستميت الذي لا يطمع في الحياة أبدا، وظل يقاتل لفترة من الزمن حتى قتل فأخذ الراية جعفر بن أبي طالب ومضى بها يقاتل ويشد على القوم بسيفه فينفرجون عنه وهم كالسيل لا يدرك البصر آخرهم. حتى قطعت يمينه فأخذ الراية بيساره، فضربه آخر على يساره فقطعها، واحتضن الراية حتى استشهد، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، وقاتل قتال الأبطال حتى استشهد. وجاء في مجاميع الحديث السنية والشيعية: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لقد أبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة. وجاء في تاريخ ابن كثير: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نعى زيدا، وجعفرا، وعبد الله بن رواحة، وهو في المدينة إلى أصحابه ساعة قتلوا وقال لهم: لقد أخذ الراية زيد وأصيب، ثم جعفر وأصيب، ثم أخذها ابن رواحة وقاتل بها وأصيب. وجاء في كتب السيرة والتاريخ: إنه لما قتل عبد الله بن رواحة انهزم المسلمون فأخذ الراية ثابت بن أرقم وجعل يصيح بالأنصار، فرجع جماعة منهم فقال لخالد ابن الوليد - وكان قد أسلم وخرج مع جيش المسلمين -: يا أبا سليمان خذ الراية، فأخذها خالد وحمل بمن معه على جيش الروم وجعل المشركون يحملون عليه، حتى دهمه منهم عدد كثير فانحاز بالمسلمين وانكشفوا راجعين. وفي شرح النهج عن أبي سعيد الخدري أنه قال: أقبل خالد بالناس منهزمين، فلما سمع أهل المدينة بهم استقبلوهم إلى الجرف وجعلوا يحثون في وجوههم التراب، ويقولون: يا فرار فررتم في سبيل الله، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم: ليسوا بالفرار ولكنهم كرار. مهما كان الحال فقد رجع خالد إلى المدينة منهزما كما تؤكد ذلك أكثر كتب السيرة.
غزوة ذات السلاسل:
بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) } [العاديات: 1 - 5]. (1) - (والعاديات ضبحا) قيل: أقسم الله تعالى بخيل الغزاة تعدو فتضبح ضبحا وهو أصوات أنفاسها عند العدو. (فالموريات قدحا) فالتي توري النار أي تخرجها بحوافرها من حجارة الأرض. (فالمغيرات صبحا) تغير أهلها على العدو في وقت الصبح. (فأثرن به نقعا) فهيجن بذلك غباره، أثارت الغبرة من ركض الخيل. (فوسطن به جمعا) من جموع الأعداء قال القمي: توسط المشركين بجمعهم، كأنه أراد به إحاطتهم بالمشركين، إلى آخر السورة.
نزلت هذه السورة في أهل اليابس، اجتمعوا اثني عشر ألف فارس وتعاقدوا، وتعاهدوا، وتواثقوا، أن لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحد أحدا، ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد أو يقتلوا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام). فنزل جبرئيل (عليه السلام) فأخبره بقصتهم، وما تعاهدوا عليه وما تواثقوا، وأمره أن يبعث أبا بكر إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار، فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر المهاجرين والأنصار، إن جبرئيل قد أخبرني أن أهل وادي اليابس اثنا عشر ألفا، قد استعدوا وتعاهدوا على أن لا يغدر رجل منهم بصاحبه، ولا يفر عنه، ولا يخذله، حتى يقتلوني وأخي علي بن أبي طالب، وأمرني أن أسير الهيم أبا بكر في أربعة آلاف فارس، فخذوا في أمركم، واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله. فأخذ المسلمون عدتهم وتهيأوا، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر بأمره، وكان فيما أمره بأنه إذا رآهم أن يعرض عليهم الإسلام فإن أسلموا تابعوا، وإلا واقعهم فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم، وخرب ضياعهم وديارهم. فمضى أبو بكر ومن معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدة، وأحسن هيئة، يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس، فلما بلغ القوم نزلوا عليهم، ونزل أبو بكر وأصحابه قريبا منهم، وخرج عليهم من أهل وادي اليابس مائتا رجل مدججين بالسلاح، فلما صادفوهم قالوا لهم: من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون؟ ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه. فخرج إليهم أبو بكر، في نفر من أصحابه المسلمين، فقال لهم: أنا أبو بكر، صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قالوا: ما أقدمك علينا؟ قال: أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أن أعرض عليكم الإسلام، وأن تدخلوا فيما دخل فيه الناس المسلمون، ولكم ما لهم وعليكم ما عليهم، وإلا فالحرب بيننا وبينكم، قالوا: له: أما واللات والعزى لولا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع أنت ومن معك، وارتجوا العافية، فإنا نريد صاحبكم بعينه وأخاه علي بن أبي طالب. فقال أبو بكر لأصحابه: يا قوم، القوم أكثر منكم أضعافا، وأعد منكم، وقد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين، فارجعوا نعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحال القوم. فقالوا له جميعا: خالفت يا أبا بكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أمرك به، فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قوله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقال: أنا أعلم ما لا تعلمون، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب. فانصرف، وانصرف الناس أجمعون، فنزل جبرئيل فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمقالة القوم له ومارد عليهم. فقدم أبو بكر فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا بكر خالفت أمري ولم تفعل ما أمرتك به، فكنت لي والله عاصيا فيما أمرتك. فقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا معاشر المسلمين إني أمرت أبا بكر أن يسير إلى أهل اليابس، وأن يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إلى الله، فإن أجابوه وإلا واقعهم، وإنه سار إليهم، وخرج منهم مائتا رجل فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به، انتفخ صدره ودخله الرعب منهم، وترك قولي ولم يطع أمري، وإن جبرئيل (عليه السلام) أمرني عن الله تعالى، أن أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس، فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك، فإنه قد عصى الله وعصاني، وأمره بما أمر به أبا بكر. فخرج عمر والمهاجرون والأنصار الذين كانوا مع أبي بكر، يقصد بهم في مسيرهم حتى شارف القوم، وكان قريبا بحيث يراهم ويرونه، وخرج إليهم مائتا رجل، فقالوا له ولأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر، فانصرف وانصرف الناس معه، وكاد أن يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم، ورجع يهرب منهم، فنزل جبرئيل وأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما صنع عمر، وأنه قد انصرف، وانصرف المسلمون معه. فصعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وأخبر بما صنع عمر وما كان منه وقال إنه قد انصرف، وانصرف المسلمون معه، مخالفا لأمري وعاصيا لي. فقدم عمر عليه فأخبره بمثل ما أخبر به صاحبه، فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولي وعملت برأيك لا برأيي، قبح الله رأيك ثم أرسل عمرو بن العاص فمثل نفس الدور الذي مثله صاحباه، وجرى له كما جرى لهما، وعندها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن جبرئيل قد أمرني أن أبعث علي بن أبي طالب في هؤلاء المسلمين، وأخبرني أن الله يفتح عليه وعلى أصحابه. فدعا عليا (عليه السلام) وأوصاه بما أوصى به أبو بكر وعمر وأصحابه الأربعة آلاف، وأخبره أن الله سيفتح عليه وعلى أصحابه. فخرج علي (عليه السلام) ومعه المهاجرون والأنصار بما فيهم أبو بكر وعمر، وعمرو بن العاص، وسار بهم غير سير أبي بكر وعمر، وذلك أنه أعنف بهم في السير حتى خافوا أن ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم، فقال لهم: لا تخافوا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمرني بأمر وأخبرني أن الله سيفتح علي وعليكم فأبشروا فإنكم على خير وإلى خير.
فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير التعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونه ويراهم، أمر أصحابه أن ينزلوا وسمع أهل وادي اليابس بمقدم علي ابن أبي طالب وأصحابه فاخرجوا إليهم منهم مائتا رجل شاكين بالسلاح، فلما رآهم علي (عليه السلام) خرج إليهم في نفر من أصحابه، فقالوا لهم: من أنتم ومن أين أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، وابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخوه، ورسوله إليكم أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ولكم أن آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين من خير وشر. فقالوا له: إياك أردنا وأنت طلبنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان، واعلم إنا قاتلوك وقاتلوا أصحابك، والموعد فيما بيننا غدا ضحوة وقد اعذرنا فيما بيننا وبينك.
فقال لهم علي (عليه السلام): ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم، فأنا أستعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فانصرفوا إلى مراكزهم، وانصرف علي إلى مركزه، فلما جنه الليل أمر أصحابه أن يحسنوا إلى دوابهم ويقضموا ويسرجوا. فلما انشق عمود الصبح صلى (عليه السلام) بالناس بغلس ثم غار عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى وطأتهم الخيل، فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب ديارهم وأقبل بالأسارى والأموال معه. فنزل جبرئيل وأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما فتح الله على علي (عليه السلام) وجماعة المسلمين، فصعد (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله على المسلمين وأعلمهم أنه لم يصب منهم إلا رجلان، ونزل وخرج يستقبل عليا (عليه السلام) في جميع أهل المدينة من المسلمين، حتى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة، فلما رآه علي (عليه السلام) مقبلا نزل عن دابته، ونزل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى التزمه وقبل ما بين عينيه، فنزل جماعة المسلمين إلى علي (عليه السلام) حيث نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأقبل بالغنيمة والأسارى وما رزقهم الله من أهل وادي اليابس. وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ما غنم المسلمون مثلها قط إلا أن يكون من خيبر فإنه مثل خيبر، وأنزل الله تعالى في ذلك اليوم سورة العاديات، في كتابه المجيد كما أسلفنا. وقال (عليه السلام): وسميت هذه الغزوة بذات السلاسل، لأن من أسر منهم وسبي شدوا بالحبال مكتفين كأنهم في السلاسل. وفي ثواب الأعمال، والمجمع: عن الإمام الصادق (عليه السلام) من قرأ سورة العاديات وأدمن قراءتها، بعثه الله عز وجل مع أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم القيامة خاصة، وفي حجره ورفقائه إن شاء الله تعالى. يقول السيد الحميري بهذه المناسبة:
وفي ذات السلاســل مــن سليم *** غــداة أتــاهم الموت المبير
وقد هزموا أبا حفص وعمروا *** وصاحبه مرارا فاستطيروا
وقد قتلوا من الأنصــار رهطا *** فحـل النـذر أو وجبت نذور
إزار الموت مشيخة ضخــاما *** جحاجحــــة تسد بها الثغور
_______
(1) سورة العاديات الآية: 1 - 5.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|