أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2021
3913
التاريخ: 11-9-2016
2505
التاريخ: 2023-09-07
1187
التاريخ: 5-6-2022
2006
|
يتكون هذا النموذج من أربعة عناصر أساسية مرتبطة ومتصلة مع بعضها البعض بصورة التي لا تسمح لغياب أي عنصر منها لأن عدم وجود أي عنصر من هذه العناصر أو فعاليته يعني فشل عملية الاتصال وعدم تحقيقها للأهداف التي تسعى إليها أو جاءت من أجلها، وهذه العناصر هي:
ـ المرسل- الرسالة- الوسيلة- المستقبل :
يرى صاحب هذا النموذج أننا نقوم بعملية الاتصال مع الآخرين لكي نؤثر عليهم بالموضوع أو المعلومات التي نريدها ونقوم في إرسالها، وأن أية عملية اتصال يجب أن يكون لها هدف التي تعمل وتسعى لتحقيقه، فالناس يسعون ويعلمون بصورة دائمة ومستمرة للتأثير في بعضهم وفي البيئة التي يعشون فيها، وتربطهم فيها علاقات مختلفة مع غيرهم من الأفراد.
لذلك وعلى هذا الأساس يجب على القائم بالاتصال (أي المرسل) أن يعرف معرفة تامة الهدف الذي يهدف ويرغب في تحقيقه وأن يضع هذا الهدف بصورة قائمة أمام عينيه، أي أن على المرسل أن يقوم طوال الوقت في سؤال نفسه، عن ما هو التأثير الذي يريد أن يحققه، بالإضافة إلى نوع هذا التأثير المنشود والاستجابة التي يريد الحصول عليها من الفرد الذي يرسل إليه الارسال؟ وفي حالة اختفاء الهدف، أو أنه اصبح غير معروف للإنسان، فان هذا يعني أن عملية الاتصال لا تؤدي إلى فقدان الإحساس بالهدف أو عدم الكفاءة أو سوء الفهم أو عدم الإدراك في بعض الأحيان يرجع انعدام الكفاءة إلى فقدان الهدف وعم تحديده من قبل المرسل الذي يقوم في إعداد الرسالة وتحديد الأهداف التي تسعى لتحقيقها. والقائم بالاتصال يفقد الإحساس بالهدف إذا اصبح الاتصال مجرد عادة أو سلوك متكرر، وفي الحالات التي يدرك فيها القائم بالاتصال هدفه، هذا يؤدي به إلى البحث والتكيف إلى وسائل اتصال أفضل وأساليب اكثر نجاحا في بلوغ الهدف والغاية المقصودة.
والأهداف التي يحاول القائم بالاتصال الوصول إليها أو بلوغها من الممكن أن تكون قصيرة المدى، أو بعيدة، أي أنها تبقى لمدة قصيرة وتنتهي أو تدوم فترة طويلة من الزمن، وقد تكون الأهداف ذاتية وذلك عندما يكون الاتصال مقصد لذاته، كالفنان أو.. الذي يسعى لإسعاد الناس ويجد هو نفسه متعة في ذلك ومن الممكن أن يكون الهدف من الاتصال هو محاولة تحقيق أهداف أخرى مثلما يحدث في الاتصالات الاقتصادية الاجتماعية التي نحاول فيها تحقيق الأرباح المادية من الاتصالات التي نجريها مع الأفراد الآخرين أو المؤسسات والمنظمات الأخرى.
بالإضافة إلى ما ذكر يتوقف نجاح الاتصال على مهارة المرسل واتجاهاته نحو نفسه ونحو رسالته، ونحو الوسيلة التي يقوم في استخدامها، كذلك نحو الجمهور، أو الجماهير التي يريد التأثير عليها، بالإضافة إلى أن ثقافة المرسل ومكانته الاجتماعية في عملية البناء الاجتماعي والثقافي وآراءه ومعتقداته تلعب دورا عاما في عملية الاتصال ونجاحها ووصولها إلى تحقيق أهدافها.
ولقد حدد صاحب هذا النموذج أغراض الاتصال في ثلاثة جوانب.
1ـ الإعلام information :
2ـ الإقناع persuasion :
3ـ الترفيه entertainment :
وهذه الأهداف الثلاثة المذكورة متداخلة في بعضها البعض لدرجة أنه لا يمكن الفصل بينهما.
هذا النموذج ينظر إلى الموقف الاتصالي نظرة شاملة وعامة، حيث الرسالة وحدها لا تؤخذ مقياسا للموقف الاتصالي، بل على أساس ما ترمي وتهدف إلى تحقيقه، وما يسعى إلى الوصول إليه من خلال القائم بالاتصال وما يجب أن يتوفر من مهارات وإدراك للأهداف والغايات التي يسعى لتحقيقها.
أولا: المصدر القائم بالاتصال، ويتوقف نجاحه في العملية الاتصالية على:
1ـ مهاراته الاتصالية: والتي تقوم وتعتمد على وجود خمس مهارات أساسية، حيث اثنان منها متعلقتان بوضع وفكرة الرموز، وهما الكتابة والحديث، أي ما يقوم في كتابته وإعداده وما يتحدث فيه بصورة شفوية إلى المستقبلين. وعلمية الكتابة تعتبر عملية فنية بحد ذاتها وتحتاج إلى معرفة وخبرات خاصة كذلك الأمر بالنسبة للحديث الذي يتطلب مقدرة على صياغة الموضوع وفكرته والكلمات التي تستعمل فيه.
واثنتان من المهارات المتطلبة من المرسل متعلقتان بعملية فك الرموز وهما المقدرة على القراءة وفهمها، والاستماع وهما مهارات مهمة جدا وغير متواجدة لدى الجميع ولا يستطيع الجميع الاتصاف بهما.
أما المهارة الاتصالية الخاصة فهي القدرة على التفكير، ووزن الأمور وزنا صحيحا؛ لان هذه المهارات الاتصالية تؤدي إلى التعبير الصحيح وتؤثر في كفاءة نقل الأفكار والمعلومات إلى الأفراد أو الجماهير المستهدفين في عملية الاتصال.
2ـ اتجاهات المصدر: الاتجاهات الخاصة الموجودة لدى المصدر من الممكن أن تؤثر على عملية قيامه بالاتصال تأثيرا مباشرا، لذا يجب أن تحد اتجاهات القائم بالاتصال نحو نفسه، أو نحو الرسالة أو الجمهور، إذا كانت سلبية ام ايجابية، وذلك لكي نخفض مقدار تأثير الاتجاهات الشخصية لدى القائم بالاتصال.
3ـ مستوى معرفة المصدر: من الطبيعي أن يكون لمدى أو مقدار معرفة المصدر (المرسل) بالموضوع الذي يريد التحدث عنه أو القيام في إرساله، يؤثر على الرسالة ومضمونها؛ لأن الفرد لا يستطيع أن يقوم في عملية النقل بفاعلية، لمعاني ومحتويات لا يفهمها، من جانب آخر إذا كانت معرفة المرسل اكثر مما يجب أي لدرجة التخصص، من الممكن أن لا ينجح في نقل المعاني المطلوبة بسبب عدم مقدرته على القيام بالتبسيط للمعاني والمعلومات التي هو بصدد القيام في ايصالها للآخرين، أيضا عملية استخدامه لمصطلحات فنية مهنية التي لا يستطيع المستقبل لها أن يفهمها.
4ـ النظام الاجتماعي والثقافي الذي يعمل فيه المرسل: يتأثر المرسل بمكانته في النظام الاجتماعي والثقافي الذي يقوم بالاتصال في إطاره، ولكي يحدث التأثير المطلوب من العملية الاتصالية التي يقوم بها، يجب أن نتعرف على أنواع النظم الاجتماعية التي يعمل هذا المرسل من خلالها، وما هي مكانته في هذا النظام الاجتماعي، والأدوار التي يقوم في ادائها، والمهام التي يطلب منه إنجازها، والأوضاع التي يراه الناس فيها، والمعتقدات السياسية والقيم المسيطرة عليه، بالإضافة إلى أنواع السلوك المقبول أو غير المقبول، أي أن مكانة المرسل الذي يقوم بالعملية الاتصالية تلعب الدور الأساسي والهام في عملية الاتصال.
ولكي نعرف مدى نجاح المرسل في تحقيق أهدافه من العملية الاتصالية التي قام بها هذا يتطلب منا أن نأخذ جميع ما ذكر في عين الاعتبار ونعطيه الأهمية الكافية والمكانة الملائمة.
ثانيا : الرسالة :
تعتبر الرسالة الناتج المادي والفعلي للمرسل، الذي يقوم بوضع فكرة معينة في رموز وعملية القيام بالاتصال هي الكلام الذي يقوله المرسل والذي يعتبر الرسالة التي يريد إرسالها إلى الجانب المعني بذلك، وحينما يقوم بالكتابة، الكتابة تعتبر الرسالة أو حينما تصدر منه حركات معينة أو تعتبر هي الرسالة، أي أن الرسالة من الممكن أن تكون أي موضوع أو أي شيء يصدر عن المرسل بهدف الوصول إلى نتيجة معينة أو تحقيق هدف خاص محدد من الأساس، وهناك اعتبارات يجب أن تؤخذ في الاعتبار لكي يحقق الاتصال الفاعلية والأهداف المطلوبة وهي:
1- رموز الرسالة :
هي مجموعة الرموز التي يضعها القائم بالاتصال في ترتيب معين حتى يصبح لها معنى عند المستقبل ويستطيع فهمها وحل هذه الرموز، وتعتبر اللغة كرمز له مجموعة من العناصر (مفردات اللغة) ومجموعة من الأساليب لجمع هذه العناصر في تكوين معين الذي يكون له معنى.
2- مضمون الرسالة :
والمقصود في المضمون المادة التي تتكون منها الرسالة، والتي يقوم في اختيارها المرسل وتكون مناسبة لتحقيق الأهداف المقصودة منها وتعبر عنها بصورة جيدة ومباشرة أي أن المضمون هو العبارات والاشارات التي تقدم بها المعلومات والاستنتاجات التي يخرج بها المستقبل للرسالة والمضمون، أيضاً له عناصر وتكوين، فالقيام في ترتيب عبارات المضمون في نسق معين يعتبر هو تكوينها، كما أن الطريقة التي يختار بها ترتيب هذه العبارات هي التي تقرر إلى حد معين تكوين أو بناء المضمون.
3ـ معالجة الرسالة :
يقصد بها القرارات التي يتخذها المرسل أو المصدر والتي تتعلق في كيفية تقديمها أو الاسلوب الذي سيقدم به الرموز أو المضمون ؛ لأنه من الممكن أن يقوم القائم بالاتصال في اختيار معلومة معينة، ويتجاهل معلومة أخرى، كما وأنه من الممكن تكرار أو تأكيد الجوانب التي تدعم ما يقوله.
أي أن معالجة الرسالة تعتبر بمثابة القرارات التي يتخذها القائم بالاتصال عندما يقوم بالاختيار، وعملية ترتيبه للرموز والمضمون، بالإضافة إلى أن معالجة الرسالة عند المرسل ترتبط دائما في ذهنه بالمستقبل الذي يحاول أن يصل اليه عن طريق الرسالة، وهو يحاول دائما اختيار الرموز التي يفهمها المستقبل ويستطيع القيام بفكها، وبعد قيامه بهذه العملية تستطيع أن تفسر الرسالة.
ثالثا: الوسيلة :
هي القناة التي تحمل الرسالة إلى المستقبل، والوسائل عديدة ومتنوعة ولكل منها خصائصها
المميزة لها والتي تجعلها أكثر مناسبة ومحققه للأهداف أو الغاية المنشودة، وعندما يريد المرسل القيام بالأعمال يجب عليه أن يتخذ قرارات بشأن الوسيلة التي سوف يستخدمها وعملية اختيار الوسيلة تتوقف على قدرات المستقبل والمرسل معا والظروف الخاصة التي تحيط بكل منهما.
فمثلا قيام المرسل بعملية اختيار الوسيلة مكتوبة بهدف نقل رسالته إلى جمهور أو مجموعة من الأفراد الذين لا يقرأون أو نسبة الأمية عالية بينهم فان عملية الاتصال التي يحاول المرسل القيام بها لا تنجح ولا تحقق أهدافها، لأن الرسالة ومضمونها لا يمكن أن تصل إلى الجمهور المقصود والتي أرسلت الرسالة إليه.
رابعا: المستقبل المستهدف :
ينطبق على المستقبل ما ذكر عن المرسل الذي يقوم بالاتصال، لأن الفرد في بداية عملية الاتصال والفرد في نهاية العملية متماثلان إلى حد كبير، وفي بعض الأحيان يكون القائم بالاتصال والمستقبل واحد، مثلما يحدث في حالات الاتصال الذاتي الذي يعتبر نوع من أنواع الاتصال، ومن المحتمل أن يتحول القائم بالاتصال فيصبح مستقبل أو العكس تماما، كما يحدث في حالات الاتصال الشخصي (وجها لوجه)، وعلى سبيل المثال ما يحدث من اتصال بين المعلم والطلاب، داخل غرفة الصف، الذي يتحول فيه المستقبل إلى مرسل والاعتبارات المؤثرة على المستقبل من نفسها المؤثر على نجاح المرسل في تحقيق أهدافه الاتصالية، أي أنه من الممكن تطبيق ما ذكر عن المرسل على المستقبل بالنسبة للمهارات الاتصالية، ومستوى المعرفة والاتجاهات نحو نفسه ونحو المرسل ونحو الرسالة ومضمونها.
والحقيقة أن المستقبل إذا لم يستطع أو إذا تصعب في عملية فك رموز الرسالة فأنه لن يستطيع ولن يتمكن أن يفهمها، كذلك عدم معرفة جزء منها يؤدي إلى عدم المقدرة على إدراكها، وهذا بدوره يجعل من إمكانية تحريفها بصورة لا شعورية أثناء، محاولة إدراكها واردة، إن لم تكن أكيدة، وفي نهاية الأمر نقول إن المستقبل يخضع في تأثره بالرسالة للظروف الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها.
والمستقبل يعتبر أهم حلقة في عملية الاتصال؛ لأنه إذا لم يستطع القائم بالاتصال الوصول إليه برسالته، ينظر إليه وكأنه يتحدث لنفسه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|