أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-07-2015
1188
التاريخ: 22-11-2016
985
التاريخ: 7-08-2015
971
التاريخ: 27-11-2018
1117
|
...لا ينبغي الشكّ في العصمة الثبوتية بمعنى عدم المفارقة عن طريق العدل والطاعة ، وعدم السلوك في طريق القبيح والمعصية في ذرّيتهم الطاهرة المنتجبة (1) مثل سيّدنا أبي الفضل العبّاس ، وعقيلتنا زينب الكبرى ، وسيّدنا علي الأكبر وكريمة أهل البيت فاطمة المعصومة وأمثالهم سلام الله عليهم كسيّدنا حمزة ابن عبدالمطّلب ، بل بعض خُلّص الأصحاب مثل سلمان المحمّدي ممّن أدركوا الدرجة العليا في معرفة الله تعالى ولزموا طريق رضاه ومرضاته .. غير أنّ العصمة في الحجج المعصومين (عليهم السلام) إستكفائية ، أي غير محتاجة إلى الغير ، بينما العصمة في هؤلاء الكرام غير إستكفائية ، أي محتاجة إلى الحجّة كما سمّي بذلك .
ويشهد لعصمة سيّدنا العبّاس بن أمير المؤمنين بهذا المعنى يعني ملازمة الطاعة وعدم سلوك المعصية اُمور عديدة :
أوّلا : قول الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته الشريفة :
« لعن الله اُمّة إستحلّت منك المحارم وإنتهكت في قتلك حرمة الإسلام »(2).
فإنّ حرمة دين الإسلام لا تنهتك بقتل أي مسلم مهما كان عظيماً إلاّ أن يكون سيّداً للدين الإسلامي وإماماً معصوماً أو تالياً للمعصوم .
ثانياً : قول الإمام السجّاد (عليه السلام) في الحديث :
« وإنّ لعمّي العبّاس منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء والصدّيقين يوم القيامة »(3).
فإنّ قوله (عليه السلام) : جميع الشهداء والصدّيقين خصوصاً بأداة التأكيد الجمعي يشمل كلّ شهيد وكلّ صدّيق حتّى المعصومين من الشهداء والصدّيقين كالأنبياء الكرام والشهداء من الأنبياء .
ولو لم يكن العبّاس معصوماً لم يتمّ غبطة المعصوم لدرجته ، لأنّ المعصوم أعظم درجة من الجميع فلا يغبط غير المعصوم ، فلابدّ وأن يكون العبّاس معصوماً حتّى يغبطه الشهداء والصدّيقون والمعصومون على درجاته العالية ومقاماته الرفيعة .
وثالثاً : تصدّي دفنه من قِبل الإمام السجّاد (عليه السلام) كدفن الإمام الحسين (عليه السلام)وهو من خصوصيات المعصومين (عليهم السلام) ، فانّ المعصوم لا يدفنه إلاّ المعصوم ، مع قول الإمام السجّاد (عليه السلام) عند ذلك : « انّ معي من يُعينني» في حديث الإيقاد الذي نقله السيّد المقرّم (قدس سره) في كتاب العبّاس (عليه السلام)(4).
مضافاً إلى قول الإمام الحسين (عليه السلام) له لمّا زَحَف الأعداء على مخيّمه عشيّة التاسع من المحرّم :
« اِركب بنفسي أنت يا أخي »(5).
الذي يفيد تفدية نفسه المطهّرة له ، ولا يناسب تفدية المعصوم إلاّ للمعصوم .
مع ما ذكر في بعض المقاتل من تقبيل الإمام الحسين (عليه السلام) يديه الطاهرتين بعد إنقطاعهما .
بل تقبيل أمير المؤمنين (عليه السلام) لهما حين أجلس أبا الفضل على فخذه وشَمَّر عن ساعديه وقبّلهما(6) ممّا يكشف عن نزاهة تلك الأيدي الطاهرة وترفّعها عن المعاصي والقبائح .
ولنعم ما أفاد الشيخ العلم الشيخ محمّد طه نجف (قدس سره) في رجاله حين ذكر العبّاس (عليه السلام) حيث قال : « هو أجلّ من أن يُذكر في المقام ، بل المناسب أن يذكر عند ذكر أهل بيته المعصومين عليه وعليهم أفضل التحيّة والسلام »(7).
كما وأنّه يشهد لعصمة سيّدتنا زينب الكبرى سلام الله عليها بالمعنى المتقدّم :
أوّلا : أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) حمّلها مقداراً من ثقل الإمامة أيّام مرض الإمام السجّاد (عليه السلام) ، وأوصى إليها بجملة من وصاياه ، وأنابها الإمام السجّاد (عليه السلام)نيابة خاصّة لبيان أحكام الدين وآثار الولاية ، كما تلاحظه في حديث إكمال الدين للصدوق(8)، والغيبة للشيخ الطوسي(9)، الذي جاء فيه : « إنّ الحسين بن علي أوصى إلى اُخته زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الظاهر وكان ما يخرج من علي بن الحسين يُنسب إلى زينب بنت علي تستّراً على علي بن الحسين (عليهما السلام) »(10).
وثانياً : قول الإمام السجّاد (عليه السلام) لها بعد خطبة الكوفة في حديث حزيم بن شريك الأسدي في الإحتجاج :
« أنتِ بحمد الله عالمة غير معلّمة وفَهِمة غير مفهّمة » .
فإنّ هذا العلم غير المحتاج إلى التعليم هو من شأن المعصوم فيكشف علمها عن عصمتها(11).
كما وأنّه يشهد لعصمة سيّدتنا فاطمة المعصومة سلام الله عليها بالمعنى المتقدّم أيضاً :
أوّلا : الحديث الوارد في ناسخ التواريخ عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال : « من زار المعصومة بقم [ كان ] كمن زارني »(12).
ومن المعلوم أنّ إسمها سلام الله عليها هي فاطمة فتوصيفها بالمعصومة على لسان المعصوم في هذا الحديث يدلّ على عصمتها .. بناءً على هذه النسخة في الحديث .
وثانياً : علمها في صغر سنّها مع تصديق أبيها وتفدّيه إيّاها ، كما تلاحظه في القضيّة المنقولة عن كشف اللئالي لابن العرندس أعلى الله مقامه على التفصيل الذي جاء في كتاب كريمه اهل بيت (عليهم السلام)(13) فراجع للإطّلاع .
كما وأنّه يشهد لمقام سيّدنا حمزة في العصمة خلقته من الطينة المرحومة التي خلق منها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأنّه سيّد الشهداء في الجنّة كما في حديثي الخصال(14).
كما يشهد لرفيع مقام سلمان المحمّدي كونه من أهل البيت (عليهم السلام) ومن الأبواب إلى الله تعالى كما في حديثي الرجال(15) فلاحظ .
__________________
(1) غير خفي أنّ المراد بعصمتهم هو هذا المعنى لا العصمة الإثباتية أو العصمة الكبرى فتنبّه.
(2) المزار للشيخ المفيد : (ص124) ، وكذا في زيارته في يوم عرفة .
(3) الخصال للشيخ الصدوق : (ص68 ح101) .
(4) العبّاس بن الإمام أمير المؤمنين (عليهما السلام) : (ص129) .
(5) العبّاس بن الإمام أمير المؤمنين (عليهما السلام) : (ص127) .
(6) كتاب قمر بني هاشم : (ص21) .
(7) إتقان المقال : (ص75) .
(8) إكمال الدين : (ص45 ح27) .
(9) الغيبة : (ص138) .
(10) تنقيح المقال : (ج3 ص79) .
(11) الخصائص الزينبية : (ص25) .
(12) ناسخ التواريخ : (ج7 الإمام الكاظم (عليه السلام) ص337) .
(13) كريمة اهل بيت (عليهم السلام) : (ص63) ، ولاحظ ترجمة ابن العرندس وجلالة قدره في الغدير : (ج7 ص13) .
(14) الخصال : (ص204 ح20 ، وص575 ح1) .
(15) رجال الكشي : (ص18 و20) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|