المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

أجهزة الرقابة جمهورية السودان الديمقراطية
30-10-2016
Antimatter
2024-07-16
مفهوم الخدمات الصحية
2023-02-14
زياد بن أبي المنقري التميمي
5-9-2017
وقفة مع حديث ووصايا النبي (صلى الله عليه واله)
9-5-2016
تقسيم الواجب إلى النفسي والتهيئي
3-8-2016


ما جزاء من قطع رحمه ؟  
  
5829   12:51 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص313- 315
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9/10/2022 1426
التاريخ: 5-9-2021 2247
التاريخ: 2023-03-18 1045
التاريخ: 22/12/2022 1330

كثيرة هي الروايات التي تحدثت عن جزاء من يقطع رحمه ولكنني رعاية للاختصار قدر الإمكان سأعرض لنماذج منها تشكل عينة عن ما فرضه الله سبحانه وتعالى لقاطع الرحم وهي على الشكل التالي :

أ‌- لا يدخل الجنة :

أكبر ما يمكن أن يعاقب الله سبحانه وتعالى الإنسان على ذنب ارتكبه هو أن يدخله جهنم ويحرمه من دخول الجنة , وفي موضوع قطيعة الرحم فإن الله سبحانه وتعالى حرم الجنة على أشخاص منهم قاطع الرحم فقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه واله) قوله:(ثلاثة لا يدخلون الجنة, مدمن خمر, ومؤمن سحر, وقاطع رحم)(1) ، ويكفي أن تكون جهنم جزاء لفعل ليتحرز المؤمن عن القيام به , بل حتى الاقتراب منه .

ب‌- تعجل الفناء :

لا يقف الأمر عند حدود الآخر بل أن له انعكاسا على الدنيا لأن قطع الرحم يؤدي الى نقصان العمر وتعجيل الفناء, وحيث إن الأعمار كما قلنا بيد الله عز وجل فهو الذي يقدرها فيمدها ويقصرها بأحد الأسباب الموجبة لذلك, فإن من قطع رحمه فإنه يعجل موته ويقصر عمره فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله:(الذنوب التي تعجل الفناء قطعية الرحم)(2) فحتى الذي قد لا يخفيه ما بعد الموت فإن تعجيل الموت يكفي لأن يخيفه فيبادر الى صلة رحمه وعدم قطعها كي لا يعجل في فنائه .

ج- تمنع نزول رحمة الله سبحانه وتعالى :

من الأمور التي يوجبها قطع الرحم مسألة أن يقطع الله سبحانه وتعالى رحمته عمن يفعل ذلك  بل إن الأمر قد يعم قومه إذا ما تركوه يقطع رحمه ولم ينهوه عن ذلك يأمروه بأن يصل رحمه فقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه واله) قوله:(إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم)(3) ، ولعل المقصود من ذلك أكثر من مسألة التدخل المباشر لله عز جل في الموضوع بأن يكون الأمر من خلال إن صلة الرحم لا تكون إلا من قوم رحماء في حين أن قاطعها إنسان لا رحمة في قلبه , ونفس القطيعة سببها البغضاء ما يؤدي الى كون المجتمع الذي فيه قاطع الرحم أن يكون مجتمع التشاحن والبغضاء .هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن العداوة عندما تكون في الدائرة الرحمية أي ألصق دائرة للإنسان فكيف ستكون في الدائرة الأوسع مع الغرباء, إن المجتمعات القديمة والبسيطة والبدوية كانت تقيم وزنا للعائلة بل للعشيرة مهما اتسعت , فمن يقوم بمعاداة ومقاطعة رحمه هو إنسان لم تصل الحضارة إليه وعليه وبسبب هذه الظروف مجتمعه سيكون هذا المجتمع مجتمع قتال وخصام وهذا معنى أن الرحمة لا تنزل عليه , بما ظلموا أنفسهم لا بظلم من الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله .

________________

1ـ بحار الأنوار الجزء 71 ص 90 .

2- بحار الأنوار الجزء 71 ص 94 .

3- كنز العمال 3 ص 367 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.