صناعات المنتجات الفوتوغرافية

‏عبارة " التصوير الضوئي Photography " مشتقة من كلمتين يونانيتين تعنيان " الرسم بالضوء drawing by light " . والرؤية هي الطريقة الاكثر شيوعا التي عرفها الانسان في تنظيمه لاستقبال ونقل الانطباعات عن العالم الذي يعيش فيه ء وهذا دليل كاف على اهمية التصوير الفوتوغرافي بالنسبة للحضارة الحديثة . ولا يكاد يخلو حقل من حقول النشاط الانساني في الوقت الحاضر ، سواء في الصناعة ، او العلم ، او الاستجمام ، او نقل الاخبار ، او الطباعة ، او حتى تسجيل تواريخ الاسرة من لمسة من لمسات العملية الفوتوغرافية . ومع انها من احدث الطرق في الصناعة الكيميائية ، فإنها تحظى بإعجاب عالمي .

‏تاريخياً : يعود اول استخدام مسجل عدسة من اجل تشكيل صورة الى اواخر القرن السادس عشر . وكان تأثير الضوء على املاح الفضة معروفاً لدى الكيميائيين القدامى ، ولكن ويدوود Wedgwood ، وهو ابن خزاف انكليزي ، كان اول من استخرج بنجاح في مطلع القرن التاسع عشر صورا سلبية على ورق مشرب بأملاح الفضة. وفي عام 1819 ‏، اكتشف هيرشل Herschel خواص التثبيت التي تحملها ثيوسلفات الصوديوم ‏ Sodium thiosulfate ، وبالتالي فتح الطريق لنسخ الصور الدائمة وتحقيق اول عرض لما يدعى بـ " الصور الفوتوغرافية " ، وكان ذلك في عام  ‏. في العام ننسه ، بين الفرنسي داغير Daguerre للناس وصفته الخاصة بتصنيع التصوير الدغري daguerreotype المعروف ، ويحتمل ان يكون الامريكي دريبر Draper هو اول من انتج صورة فوتوغرافية . تسبب الإعلان عن هذه الطرق بالمطالبة بتحسين العدسات ، وقد تم ذلك بسرعة . فقد قام آركر Archer ‏، عام 1851 ، بتحسين واكمال طريقة الـ " كولوديون الرطب " ، ‏ولكن كافة طرق ‏الكولوديون المعروفة من قبل الناس استبدلت باللوح الجيلاتيني الجاف الاكثر تفوقا والذي اكتشفه مادوكس Madox . وفي عام 1873 ، اكتشف فوجل Vogel في جامعة برلين ان الجزيئات الصبغية الممتزة على بلورات هاليد الفضة تزيد الى حد كبير من حساسية هذه البلورات للضوء ( التحسس الطيفي Spectral Sensitization ‏) . وادخل جورج ايستمان George Eastman ، في عام 1889 الفلم الملفوف الشفاف وعمم كاميرا التصوير بالخطف (Snapshot‏) التي نعرفها اليوم . وبعد ذلك ، سرعان ما ابتكرت الطرق العملية لإنتاج اشرطة سينمائية . واستخدمت شركة المانية Works of Germany Hoechst Dye قبل عام 1904  مستحلبات تتحمس بالألوان ، وادخلت ألواح راتين Wratten البانوكروماتية عام 1906 في الوقت نفسه ، اعلن في امريكا عن ورق فيلوكس Velox للتظهير ، نتيجة لاكتشافات Leo H. Baekeland . وادخل فيلم التصوير حوالي عام 1920 ‏، وفي الوقت نفسه تقريبا ، تعمم استخدام طبع العروض .

‏ومنذ مطلع العشرينات ، حدثت تطورات اساسية وسريعة في كل اطوار هذه الفن ، حيث بلغت تلك التطورات ذروتها في عام 1928 ‏بإدخال فيلم الالوان الطبيعية والصور العملية الملونة للهواة في عام 1941 . وهذا الحقل الاخير ، حقل التصوير الملون ، هو الذي يبشر بالنجاح في المستقبل . نشأ الوضع المتقدم الذي يحظى به التصوير الفوتوغرافي حاليا من خلال البحث عن الاساسيات في هذا الحقل واستخداماتها