البعد التاريخـي لمفهوم التسويق الريادي : 

من الصعوبة بمكان تحديد تاريخ دقيق لظهور مفهوم التسويق الريادي و اعتماده كمفهوم اكاديمي. ولكن المعلومات تشير الى ان المصطلح قد ظهر في اعقاب الحلقة الدراسية التي اقامتها جمعية التسويق الامريكية    Marketing AssociationAmerican  ( (AMA و المجلس الدولي للاعمال الصغيرة (International Council for Small Business (ICSB وذلك عام 1983.

وبعد فجوة زمنية قصيرة امتدت الى عام 1987 تم تنظيم عدد من الندوات وورش العمل امتدت لعام 1989 وبشكل دوري، وقد اسهمت هذه الملتقيات في تقديم عدد من الاوراق البحثية والمسارات التطبيقية في العمل التسويقي بهذا الخصوص.

وقد امتد الأمر في البحث والدراسة حتى عام 2006 عندما عقدت لقاءات مشتركة ما بين جمعية التسويق الامريكية واكاديمية التسويق في المملكة المتحدة والمعنيين في الموضوع التسويقي في كل من استراليا ، نيوزلندا، والمانيا، والتي تركزت على  توضيح مفهوم التسويق الريادي بشكل اكثر وضوحاً مما هو عليه في مرحلته السابقة. وقد تم نشر عدد من الكتب المهمة في هذا المجال وبالفترة التي سبقت انعقاد هذه اللقاءات المشتركة ومن ابرزها هو الاتي : (2006) ,Gerald & Claes 

• Marketing and Entrepreneurship - Research Ideas and Opportunities (Hills, 1994)

• Marketing and Entrepreneurship in SMEs, An Innovative Approach (Carson et al., 1995)

• Entrepreneurial Marketing was launched at a course offered at Wharton Business School (Lodish et al., 2001)

• Entrepreneurial Marketing: Successfully Challenging Market Convention (Chaston, 2000) .

• Small Business Marketing Management (Chaston and Mangles, 2002).

• Entrepreneurial Marketing - the Growth of Small Firms in the New Economic Era (Bjerke and Hultman, 2002)

الاختلاف ما بين التسويق التقليدي والتسويق الريادي

يكون من المناسب ان نشير الى تعريف التسويق الريادي الذي أورداه 2006 ,Back & Nystrom على انه " تلك السمات المشتركة ما بين الريادة والتسويق وهي تعبير عن سلوك الافراد و/او المنظمات للترويج الى افكار جديدة في السوق من شأنها ان تحقق قيمة ". وهذا التعريف يعطي الدلالة الواضحة بان الريادة والتسويق هي حالة مشتركة تنصب نحو هدف يتعلق بالوصول الى السوق وتقديم المنتجات الجديدة. ولكن هذا لا يعني التطابق ما بين التسويق التقليدي والتسويق الريادي، اذ هنالك بعض الاختلافات الجوهرية التي قادت لتمايز التسويق الريادي عما هو عليه بالمفهوم التقليدي والتي يمكن توضيحها بالجدول (1) وهي:-

يتضح من الجدول ان الاختلافات تكمن في الاتي :   

1 ـ التوجه الستراتيجي: - يلاحظ ان التسويق التقليدي يركز على التوجه نحو الزبون وهذا ما يتطلب من تقييم لحاجات السوق قبل تطوير المنتج. بينما التسويق الريادي يركز على التوجه نحو الابداع وهذا يعني البحث في الافكار الجديدة لايجاد الاسواق المتوافقة معها.

2 ـ الستراتيجية : - يتطلب التخطيط للستراتيجية على وفق منظور التسويق التقليدي أن يتم من الاعلى الى الأسفل، وعبر سلسلة من الانشطة المتعلقة بتجزئة السوق، تحديد السوق المستهدف، والتموضع لمواجهة المنافسين. بينما يكون الأمر في التسويق الريادي على شكل معكوس تقريباً لغرض التخطيط الستراتيجي، حيث يكون اتجاه التخطيط من الاسفل الى الاعلى. على اعتبار أن تحديد الفرص ياتي من خلال احتكاك الأطراف المباشرة في المنظمة مع السوق المستهدف والزبائن بشكل فعلي. على اعتبار ان العاملون في الخطوط الامامية للنشاط التسويقي هم الأكثر قدرة على تحديد الفرص المناسبة التي يمكن ان تبنى عليها الستراتيجية الملائمة من قبل ادارة الشركة.

3- الاساليب : - ينتهج التسويق التقليدي المزيج التسويقي PS, 4PS 7 كاساس في الاساليب المعتمدة لتنفيذ الستراتيجية التسويقية وبلوغ الأهداف الموضوعة. بينما التسويق الريادي فانه يعتمد على تبني النظرة التسويقي التفاعلية مع الزبائن عبر الاتصال المباشر والشخصي معهم، إذ يتم اعتماد الكلمة المنطوقة word of mouth كاساس في تحفيز الزبائن لتحقيق التفاعل والتعامل مع الشركة. وبطبيعة الحال هذا يتم من خلال اعتماد المزيج التسويقي الخاص بالشركة لانه الاساس في التواصل والاتصال مع الجمهور المستهدف.  

4- المعلومات : ـ يعتمد التسويق التقليدي على بحوث التسويق والاستخبارات التسويقية كمنهج رئيسي في استحصال المعلومات عن السوق المستهدف. بينما يرى القائمون على التسويق الريادي اهمية المعلومات ومراقبة البيئة التسويقية في صياغة سلسلة الاعمال والانشطة التي يقومون بها. فضلاً عن القيام بأنشطة الملاحظة الشخصية او جمع المعلومات من خلال شبكة الاتصالات لرسم مسار العمل الذي يقومون به.