أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
232
التاريخ: 17-10-2016
211
التاريخ: 17-10-2016
280
التاريخ: 17-10-2016
223
|
لم يشيد الفرثيون، على ما جاءنا لحد الآن مدناً جديدة كثيرة. فمن المدن التي أسست في عهدهم خارج إيران نذكر طيسفون (طاق كسرى) التي اتسعت كثيراً في العهد الساساني الذي أعقب العصر الفرثي والحضر وأولغاشية (Vologesia) نسبة إلى الملك الفرثي "أولغاش الأول" (78 – 51م)(1) وأسسوا في إيران المدينة المسماة "درب جرد" (Derbagard) و "جور فيروز آباد"، جنوب شيراز، التي شيدها أول الملوك الساسانيين يوم كان حاكماً تابعاً لآخر الملوك الفرثيين. والغالب على مثل هذه المدن الجديدة أنها كانت مدورة او شبه مدورة وأنها كانت بالأصل معسكرات للجيوش.
ونختتم كلامنا على العراق في العصر الفرثي بذكر نبذة عن مدينة الحضر التي شيدت في هذا العصر في حدود القرن الثاني أو الثالث ق.م على ما يرجح، وظلت مزدهرة إلى منتصف القرن الثاني الميلادي، حيث دمرها الملك الساساني "سابور" الأول في عام 239 أو 250م. وتقع بقايا الحضر في البادية الواسعة ما بين النهرين، على بعد نحو 3 كم عن الضفة الغربية من وادي الثرثار، وعلى بعد نحو 125 كم شمال غربي بلدة بيجي و 58 كم شمال غربي بلدة الشرقاط، موضع مدينة آشور القديمة. ولا يعرف بالضبط مؤسس هذه المدينة، على أن مما لا شك فيه أنها كانت بالأصل مستوطناً لعرب البادية، ولعاها كانت مركزاً مقدساً للقبائل المنتشرة في المنطقة شيد فيه موضع لعبادة بعض الآلهة حول مجموعة من آبار المياه، ولا سيما عبادة الإله الشمي، ثم ازدهرت وحكمت فيها سلالة عربية أصل ملوكها على ما يرجح من الكهنة، وشيدت فيها المعابد الضخمة والمباني والقصور، ودامت في الحكم زهاء أربعة قرون. ولعل أول ملوكها المشهورين الملك المسمى "سنطروق" الذي يلقب نفسه في الكتابة المكتشفة في المدينة في عام 1961 "ملك العرب"، وجاء اسم ابيه "نصر" الكاهن الاعلى، ويرجح أن هذا الملك هو الشيد شيد معابد الحضر الكبيرة. وازدهرت المدين كثيراً بسبب وقوعها على طرق البادية المهمة الموصلة ما بين وادي الرافدين وأعالي ما بين النهرين إلى سورية والبحر المتوسط. واشتهرت المدينة بمناعة أسوارها وشجاعة أهلها، وقد مر بنا كيف فشل الإمبراطوران الرومانيان تراجان وسبتيموس سويروس في فتحها. واشتهرت كذلك في أخبار المؤرخين والبلدانيين العرب الذي نسبوا أبنيتها إلى ملك اسمه الساطرون الذي يرجح أنه محرف عن سنطروق السالف الذكر.
ومدينة الحضر شبه مدورة ومحاطة بسورين أحدهما خارجي واطئ من التراب أو الطين يبلغ قطره نحو 3 كم، وسور داخلي مشيد من الحجارة المحلية على مسافة (500) من السور الخارجي. وللسور الداخلي أربعة أبواب في الاتجاهات الأربعة على وجه التقريب. وتمتاز هذه الأبواب بمناعتها وطريقة بنائها، فقد صممت لجعل اقتحامها والدخول منها يعرض المهاجمين إلى الهلاك. ويقوم في وسط المدينة المعبد الكبر الذي خصص لعبادة الإله الشمس، كما شيدت عدة معابد أخرى لآلهة التي عبدها أهل الحضر، وتكثر فيها القبور البرجية. وكانت اولى تحريات أثرية فيها ما أجرته بعثة التنقيبات الألمانية التي كانت في مدينة آشور في عام 1912. ثم شرعت مديرية الآثار العراقية تنقب فيها منذ عام 1951 واستمرت إلى حال التأريخ، وقامت بأعمال صيانة مهمة. أسفرت هذه التنقيبات الكشف عن بقايا مهمة من معابد المدينة ومعرفة أبوابها كما وجدت مجموعات نفيسة من التماثيل الكبيرة والصغيرة مما يزين المتاحف العراقية وسجلت فيها مجاميع مهمة من النصوص الآرامية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نحيل القارئ إلى مجلة سومر منذ عام 1952 حول نتائج هذه التنقيبات.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
اللجنتان العلمية والتحضيرية تناقش ملخصات الأبحاث المقدمة لمؤتمر العميد العالمي السابع
|
|
|