أنتم أيها المسلمون أمة طوت مسافات من الإنسانية، لتصلوا إلى عالم المعنى، من خلال ما تمارسون من أعمال تدل على آدميتكم، وعلى علمي أنكم لستم من طلاب الراحة ولستم انتهازيين، بل إنكم قوم مجاهدون عاملون ترومون رحمة من الله ورضوان؛ وأما الذي سكن وطلب الراحة والدعة فهو ليس منكم.

ولن يتأتى له بلوغ رضوان الله وجنانه : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران : 142].

فالوصول إلى الجنة ليس بمسألة هينة، فبدون الصبر والمشقة والتعب والعناء والإيثار والتضحية لن تبلغوا مرامكم؛ والشكر لله وحده على توفيقه لهذه الأمة الصابرة المجاهدة والتي بلغت بصبرها وجهادها الحد الذي لم تبلغه الأمم السالفة من قبلها .