تعرف بقايا المدينة القديمة "دير" أو ("دور ــ ايلو" (Dur – An) أي حصن أو مدينة الإله آتو) باسم تلول العقر في ضواحي بلدة بدرة الحالية (التي يرجح أن لاسمها صلة باسم المدينة القديمة" على بعد نحو100  ميل شمالي شرقي بابل (شرقي دجلة) وزهاء 65 ميلاً شرق تل أسمر (اشنونا القديمة) وهي تلول واسعة ومرتفعة، ولموقعها أهمية استراتيجية فهي على الحدود العيلامية (الحدود العراقية ــ الإيرانية الآن)، وكانت من المواقع الرئيسية في الطريق التجاري والحربي إلى بلاد عيلام، وجرت عندها عدة معارك حربية في عصور التاريخ المختلفة، وتتألف المنطقة الأثرية من تل واسع مرتفع ما زال ينتظر التنقيب والتحري فيه. ومع أنه لم يتجر في بقايا هذه المدينة تنقيبات لحال التاريخ، بيد أن الاخبار التي يمكن استخلاصها من النصوص المسمارية، ولا سيما من العصر البابلي القديم، تشير إلى أنه قامت فيها في ذلك العصر سلالة حاكمة بلغت من القوة والبأس في الفترة من حكمها القصير درجة بحيث إنها هاجمت  مملكة "اشنونا" في زمن ملكها المسمى "بلالاما" ومع أنه لا يمكن ضبط ترتيب الحكام الذين وردت أسماؤهم من النصوص المعاصرة على انهم حكموا في هذه الدويلة، إلا أن المرجح أن أقدمهم الحاكم المسمى "ندنوشا" (Nidnusha) الذي جاءنا منه نص قصير باللغة البابلية يذكر ألقابه وطرقاً من أعماله. وقد كتب اسمه وهو مسبوق بالعلامة الدالة على التالية، كما ذكر اسم إله المدينة "ستران"(1).وجاء منه أيضاً نص يدعي فيه أنه دحر جيوش "انشان" (أحد أقاليم بلاد عيلام)، وأنه غزا مملكة اشنونا. وانتهى استقلال مملكة دير على يد ملك (أيسن) المسمى ادن ــ دكان (1954 – 1974 ق.م).

_____________________

(1) راجع النص الخاص بهذا الحاكم في:

Yale Oriental Seres, 191 5ff. Vol. Ix, no. 62