يمكن القول إن أول من استخدم أسلوب تسويق خدمات المكتبات والمعلومات هي المكتبات الأمريكية التي استفادت كثيرًا من نظريات وعلوم التسويق وخصوصًا تلك المستخدمة أو الموجهة نحو المؤسسات العامة التي لا تهدف إلى الربح، مثل المؤسسات الاجتماعية والتي تعد المكتبات واحدة منها :

علي الرغم من أن خدمات المكتبات المختلفة كانت تقدم مجانًا للمستفيد ، وهو الأمر الذي لا يزال تقوم به المكتبات في الدول النامية .

استطاعت المكتبات الأمريكية خلال البرامج والأنشطة التسويقية المبرمجة وخاصة خلال فترة العجز في ميزانيتها الحصول علي تأييد معنوي من المستفيدين تم تأييدهم ودعمهم المادي مما مكنها من تعويض النقص علمًا بأن تقاضي أجرًا مقابل الخدمات التي تقدمها المكتبات ومراكز المعلومات كان أمرًا يرفضه العاملين في المكتبات وجمهور المستفيدين(1).

وقد رأى بعضهم مع بداية الربع الأخير من القرن العشرين بدأت مؤسسات تجارية ذات علاقة بتسويق وبيع المعلومات والخدمات المتعلقة بها بالظهور وخصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا ، وبعد ذلك بدأت تظهر

مؤسسات أخرى أو فروع لها في بعض دول العالم الأخرى.

وهي تهدف إلى تحقيق الربح المادي من خلال التعامل مع المعلومات تصنيعًا وإنتاجًا وتجارة ، لكن عند انتشار هذه المؤسسات في بداية الأمر تهديدًا للمكتبات ومراكز المعلومات إنه من الممكن أن تحل محل مستقبلا أو تصبح أسواقًا كبرى للمعلومات. (Information Supermarkets)

ويرى البعض أنها لا تشكل أي خطر على المكتبات ومراكز المستفيدين الذين لا تستطيع هذه المكتبات إشباع حاجاتهم وبالتالي يجب أن تقدم خدماتها لهذه المؤسسات مجانًا.

______________________________________________________________________

1- هشام عباس ، تسويق خدمات المكتبات العامة . عالم الكتب – مج ( ١٣ ( ع(6) ١٩٩٢ . ص ٦٠٢