المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4821 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28

العوامل البشرية المؤثرة على السياحة - النقل والمواصلات
3/11/2022
في معنى الأحوال الشخصية
7-5-2017
وجوب التيمم لخائف البرد
27-12-2015
قاعدة لا حرج
12-10-2014
موقع الحضر
10-11-2016
المهارات التي لابد أن يلم بها رجل العلاقات العامة
27-7-2022


انه سبحانه اراد الطاعات  
  
548   08:25 صباحاً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 87-89
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / الارادة /

اعتقاد الإمامية والعدلية أن اللّه تعالى قد أراد الطاعات وأحبها ورضيها واختارها، ولم يكرهها ولم يسخطها، و أنه كره المعاصي و الفواحش، ولم يحبها و لم يرضها و لم ‌يخترها. و جمهور المخالفين على أن اللّه تعالى مريد لجميع ذلك، وأنه تعالى أراد من‌ الكافر أن يسبه و يعصيه، واختار ذلك وكره أن يمدحه. و قالت الإمامية قد أراد النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلّم من الطاعات ما أراده اللّه تعالى، وكره من‌ المعاصي ما كرهه اللّه.

وقال الأشاعرة بل قد أراد النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلّم كثيرا مما كرهه اللّه تعالى، وكره كثيرا مما أراده اللّه تعالى، لأن اللّه تعالى أراد كفر الكافر، والنبي أراد إيمانه و طاعته. وقالت الإمامية قد أراد اللّه تعالى من الطاعات ما أراده أنبياؤه، وكره ما كرهوه، وأراد ما كره الشياطين من الطاعات، وكره ما أرادوه من الفواحش، و يلزم الأشاعرة والمخالفين أن يكون اللّه قد أراد ما أرادته الشياطين من الفواحش، وكره ما كرهوه من ‌كثير من الطاعات، و لم يرد ما أرادته الأنبياء من كثير من الطاعات، بل كره ما أرادوه ‌منها. وقالت الإمامية قد أمر اللّه عز وجل بما أراده، و نهى عما كرهه. وقالت الأشاعرة قد أمر اللّه بكثير مما كره، ونهى عما أراد.

و قالت الإمامية إن اللّه تعالى أراد الطاعات، سواء وقعت أم لا، ولم يرد المعاصي، سواء وقعت أم لا. وخالف الأشاعرة مقتضى العقل و النقل في ذلك، فذهبوا إلى أن اللّه تعالى يريد كل‌ ما وقع في الوجود، سواء كان طاعة أم لا، وسواء أمر به أم لا، وكره كل ما لم يقع سواء كان طاعة أم لا، وسواء أمر به أم نهى عنه، فجعلوا كل المعاصي الواقعة في الوجود من ‌الشرك و الظلم والجور و العدوان و أنواع الشرور مرادة للّه تعالى، و أنه تعالى راض بها. وقال بعضهم إنه محب لها. وكل الطاعات التي لم تصدر عن الكفار مكروهة للّه تعالى غير مريد لها، وإنه تعالى أمر بما لا يريد، و نهى عما لا يكره، وإن الكافر فعل في كفره ما هو مراد للّه تعالى، وترك ما كرهه اللّه من الإيمان و الطاعة منه. وهذا القول يلزم منه محالات منها : نسبة القبيح إلى اللّه تعالى، لأن إرادة القبيح قبيحة، وقد عرفت أنه تعالى منزه عن‌ القبائح.

ومنها: كون العاصي مطيعا بعصيانه، حيث أوجد مراد اللّه تعالى، و فعل وفق‌ مراده.

ومنها: كونه تعالى يأمر بما يكره، لأنه أمر الكافر بالإيمان وكره من حيث لم‌ يوجد، ونهى عما يريده، لأنه نهاه عن الكفر و أراده منه، وكل من فعل ذلك من البشر ينسبه ‌كل عاقل إلى السفه والحمق تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا. ومنها مخالفة النصوص القرآنية الشاهدة بأنه تعالى يكره المعاصي و يريد الطاعات ، كقوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر: 31] . {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: 38] ، {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]. {اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [البقرة: 190]. إلى غير ذلك من الآيات .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.