المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الفوائد وما في حكمها
11-4-2016
electrokymograph (n.)
2023-08-21
تحضير المعقد [In(L)3]
2024-05-24
هل يجوز التمسّك بالعامّ قبل الفحص عن المخصّص‏؟
11-7-2020
التعدين في العالم
28-1-2023
أدلة نفي سهو النبي صلى الله عليه وآله من الكتاب
25-12-2018


العينية من هاشميات الكميت الاسدي  
  
3112   05:10 مساءاً   التاريخ: 11-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص347-350.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

هذه رائعة أخرى من هاشمياته وقد وفد على الامام أبي جعفر (عليه السلام) ليتلوها عليه فقال له : إني قد قلت شعرا ان اظهرته خفت القتل وان كتمته خفت الله تعالى ثم انشد الامام (عليه السلام) هذه الرائعة :

نفى عن عينك الارق الهجوعا    وهم يمتري منها الدموعا

دخيل في الفؤاد يهيج سقما      وحزنا كان من جذل منوعا

لفقدان الخضارم من قريش       وخير الشافعين معا شفيعا 

ووصف في هذه الابيات ما حل به من هم مقيم وآلام عميقة جعلته دائما ارقا لا يألف إلا الحزن والاسى وذلك لما حل باسياده العلويين من الرزايا والخطوب فقد كوت قلبه وجعلته هائما في تيارات مذهلة من الاسى والشجون , ويقول الكميت في عينيته يصف سيده الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) :

لدى الرحمن يصدع بالمثاني     وكان له أبو حسن قريعا

حطوطا في مسرته ومولى       الى مرضاة خالقه سريعا

وأصفاه النبي على اختيار        بما أعيى الرفوض له المذيعا

ويوم الدوح دوح غدير خم       أبان له الولاية لو اطيعا

ولكن الرجال تبايعوها             فلم ار مثلها خطرا مبيعا

فلم ابلغ بها لعنا ولكن             أساء بذاك أولهم صنيعا

فصار بذاك أقربهم لعدل          الى جور واحفظهم مضيعا

اضاعوا أمر قائدهم فضلوا       واقومهم لدى الحدثان ريعا

تناسوا حقه وبغوا عليه           بلا ترة وكان لهم قريعا

وعرض الكميت في هذه القطعة من قصيدته الى الامام امير المؤمنين (عليه السلام) فذكر مناصرته للنبي (صلى الله عليه واله) حينما فجر دعوته المشرقة ، فقد كان الامام الى جانبه يحميه ويذب عنه ويرد عنه كيد المعتدين والظالمين وكان الامام (عليه السلام) في جهاده ودفاعه لا يبتغي إلا وجه الله ولا يلتمس إلا الدار الآخرة ونظرا لما يتمتع به الامام (عليه السلام) من الطاقات الروحية الهائلة فقد اصطفاه النبي (صلى الله عليه واله) وجعله وزيرا وخليفة من بعده اعلن ذلك في مؤتمره العام الذي عقده في غدير خم فقلده وسام الخلافة والامامة وقال فيه : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله ومن المؤسف ان هذه البيعة التي عقدها الله ورسوله للامام امير المؤمنين القائد الاول للمسيرة الاسلامية لم تتفق مع رغبات القوم وميولهم فعقدوا مؤتمر السقيفة وتجاهلوا بيعتهم للإمام وتناسوا مقامه وقد حفلت مصادر التأريخ بذكر الحادث المؤلم وتفصيل شؤونه ومضى الكميت في رائعته يقول :

فقل لبني أمية حيث حلوا         وإن خفت المهند والقطيعا

إلا اف لدهر كنت فيه              هدانا طائعا لكم مطيعا

اجاع الله من اشبعتموه            واشبع من بجوركم اجيعا

ويلعن فذ أمته جهارا              اذا ساس البرية والخليعا

بمرضي السياسة هاشمي                  يكون حيا لأمته مريعا

وليثا في المشاهد غير نكس      لتقويم البرية مستطيعا

يقيم أمورها ويذب عنها         ويترك جدبها أبدا مريعا

وعرض الكميت في هذه الابيات لبني أمية فدعا بالجوع والحرمان على عملائهم واذنابهم الذين اتخمت بطونهم من أموال الامويين وهباتهم كما دعا لمن حرمتهم السلطة الأموية من العطاء بالثراء وسعة العيش كما عرض لبني هاشم وانهم ساسة الأمة وانها في ظلال حكمهم تجد الرفاهية والعيش الرغيد.

ويقول المؤرخون إن الامام أبا جعفر (عليه السلام) : لما سمع هذه القصيدة العصماء اخذ منه الاعجاب مأخذا عظيما وانطلق يقول : اللهم اكف الكميت .

وكرر الامام هذا الدعاء ثلاث مرات وقد انجاه الله ببركة دعائه فتخلص من سجن الامويين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.