أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2016
2889
التاريخ: 14-8-2016
3211
التاريخ: 11-8-2016
7539
التاريخ: 22-8-2016
2933
|
كان الامام زين العابدين من رهبان هذه الامة في عبادته وتقواه , وقد لقب بذي الثفنات لكثرة سجوده كما لقب بالمتهجد وزين العابدين وسيد العابدين والسجاد وهي تشير الى كثرة عبادته وعظيم اقباله على الله وقد روى المؤرخون أنه إذا توضأ اصفر لونه فيقول له أهله : ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟ فيقول لهم : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟ وقد دخل عليه ولده الباقر فرآه قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فقد اصفر لونه من السهر ورمصت عيناه من البكاء ودبرت جبهته من كثرة السجود وورمت ساقاه من القيام في الصلاة فلم يملك ولده نفسه من البكاء وكان الامام زين العابدين في شغل عنه فلما بصر بولده أمره ان يناوله بعض الصحف التي فيها عبادة جده الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) فناوله تلك الصحف فجعل يتأمل فيها ثم تركها ضجرا وراح يقول : من يقوى على عبادة علي ابن أبي طالب وكان (عليه السلام) إذا قام للصلاة بين يدي الله توجه بقلبه ومشاعره نحو الخالق العظيم فلا يشغله أي شأن من هذه الحياة ويقول الامام الباقر (عليه السلام) : كان أبي اذا وقف للصلاة لم يشتغل بغيرها ولم يسمع شيئا لشغله بها وقد سقط بعض ولده فانكسرت يده فصاح أهله وجيء بالمجبر فجبر يده والصبي يصرخ من شدة الالم والامام لم يسمع فلما اصبح ورأى الصبي قد شدت يده فسأل عن ذلك فأخبره أهله بذلك , وقد أجهدته العبادة أي اجهاد فقد حمل نفسه من أمرها رهقا وقد خاف عليه أهله فراحوا يتوسلون إليه ليخفف من عبادته وهو يأبى ذلك يقول الامام الباقر (عليه السلام) : لما رأت فاطمة بنت الامام أمير المؤمنين ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة اقبلت الى جابر بن عبد الله الانصاري فقالت له : يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا ومن حقنا عليكم ان إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه الى البقيا على نفسه وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه ونقبت جبهته وركبتاه وراحتاه مما دأب على نفسه في العبادة , وانطلق جابر الى الامام زين العابدين فوجده في محرابه قد أضنّته العبادة واجهدته الطاعة ونهض الامام فاستقبل جابر واجلسه إلى جنبه وسأله سؤالا حفيا عن حاله واقبل جابر عليه قائلا : يا ابن رسول الله أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟
فاجابه الامام بلطف وحنان قائلا : يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له وتعبد حتى انتفخ ساقه وورم قدمه وقد قيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا .
ولما نظر جابر الى الامام لا يغنى معه قول يميل به من الجهد والتعب طفق يقول له : يا ابن رسول الله البقيا على نفسك فانك من أسرة بهم يستدفع البلاء وبهم تستكشف الادواء وبهم تستمطر السماء .
فاجابه الامام بصوت خافت : لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما حتى القاهما .
وبهر جابر وأقبل على من حوله قائلا : ما رؤي من أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب والله لذرية الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب!! إن منهم لمن يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا .
لقد كان الامام زين العابدين امام المتقين والمنيبين فقد اجتهد في عبادته وأخلص في طاعته ولم يؤثر عن القديسين مثل ما أثر عنه من الاقبال على الله.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|