المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



منزلة النبي عند ربه وشئنية الاذان  
  
3084   10:01 صباحاً   التاريخ: 1-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏،ص237-238.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

بأسناد الامام الرضا قال: حدثني الحسين بن علي (عليهما السّلام) قال: وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن مكتوب فيه أنا اللّه لا إله إلّا أنا و محمد نبيي عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟!! و عجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئن إليها؟!! و عجبت لمن ايقن بالحساب كيف يذنب؟!!.

و حوى هذا اللوح موعظة جليلة لو تأملها الانسان لابتعد عن كل ذنب و عمل كل ما يقربه الى اللّه زلفى.

و بإسناده قال (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول لك: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا قال: فرفع رأسه الى السماء فقال: يا رب أشبع يوما فأحمدك و اجوع يوما فأسألك ....

لقد زهد النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في الدنيا و أعرض عن زخارفها و اتجه صوب اللّه تعالى و كان ذلك من خصائصه التي امتاز بها على سائر النبيين.

و بإسناده قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام): لما بدأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بتعليم الأذان أتى جبريل بالبراق فاستصعب عليه ثم أتاه بدابة يقال لها براقة فاستصعبت عليه فقال لها جبريل اسكني فما ركبك أحد أكرم على اللّه منه فسكنت فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فركبتها حتى انتهت الى الحجاب الذي يلي الرحمن تبارك و تعالى فخرج ملك من وراء الحجاب فقال: اللّه اكبر اللّه اكبر قال: فقلت: يا جبريل من هذا الملك قال: و اللّه الذي اكرمك بالنبوة ما رأيت هذا الملك قبل ساعتي هذه فقال: اللّه اكبر اللّه اكبر فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أكبر أنا اكبر قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): فقال الملك أشهد أن لا إله إلّا اللّه اشهد أن لا إله إلّا اللّه فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي أنا اللّه لا إله إلّا أنا قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): فقال الملك: أشهد أن محمدا رسول اللّه أشهد أن محمدا رسول اللّه فنودي من وراء الحجاب‏ صدق عبدي أنا أرسلت محمدا رسولا قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): فقال الملك: حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي و دعا الى عبادتي قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال الملك: حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح فنودي من وراء الحجاب صدق عبدي و دعا الى عبادتي و قد افلح من واظب عليها قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أكمل اللّه لي الشرف على الأولين و الآخرين ....

لقد أجمعت الشيعة على أن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) هو الذي شرع الأذان بهذه الكيفية التي ذكرت في هذا الحديث أو بما يقرب منها في حين أن ابناء السنة و الجماعة ذكروا أن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لما قدم المدينة صعب على الناس معرفة أوقات صلاته فتشاوروا في أن ينصبوا علامة يعرفون وقت صلاة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) كيلا تفوتهم الجماعة فأشار بعضهم بالناقوس فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): هو للنصارى و أشار بعضهم بالبوق فقال: هو لليهود و أشار بعضهم بالدف فقال: هو للروم و أشار بعضهم بايقاد النار فقال: ذلك للمجوس و أشار بعضهم بنصب راية فاذا رآها الناس أعلم بعضهم بعضا فلم يعجبه (صلّى اللّه عليه و آله) ذلك فقام (صلّى اللّه عليه و آله) مهتما فبات عبد اللّه بن زيد مهتما باهتمام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فرأى في نومه ملكا علمه الأذان و الاقامة فأخبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بذلك و قد وافقت الرؤيا الوحي فامر بهما النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و هذا بعيد جدا لأن الأذان و الاقامة من مقدمات الصلاة شأنهما شأن بقية المقدمات من الطهارة و استقبال القبلة و اباحة المكان و جميع هذه المقدمات مع بيان الصلاة قد نزل بها الوحي ثم لماذا رأى عبد اللّه بن زيد الملك و لم يره بقية الصحابة ممن هم أجلّ شأنا منه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.