المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اخبار الحسن للأعرابي عن سبب المجيء
7-03-2015
Clamp Connection
9-11-2017
عثة الخروبة (الخرنوب). Ephestia calidella Gn
2-2-2016
آلهة السماء على جبل أوليمبوس
2023-10-14
نبات الكالا
2024-08-11
مجفف
1-12-2019


أحوال الانسان ودورة حياته  
  
3154   10:58 صباحاً   التاريخ: 30-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص220.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-7-2016 4135
التاريخ: 3-8-2016 3023
التاريخ: 30-7-2016 3156
التاريخ: 3-8-2016 2896

قال  الامام الرضا : و اعلم يا أمير المؤمنين إنّ أحوال الانسان التي بناها اللّه تعالى عليها و جعله متصرفا بها أربعة أحوال:

الحالة الأولى: خمس عشرة سنة و فيها شبابه و حسنه و بهاؤه و سلطان الدم في جسمه ثم الحالة الثانية من خمس عشرة سنة الى خمس و ثلاثين سنة و فيها سلطان المرة الصفراء و قوة غلبتها على الشخص و هي أقوى ما يكون و لا يزال كذلك حتى يستوفي المدة المذكورة و هي خمس و ثلاثون سنة ثم يدخل في الحالة الثالثة الى ان تتكامل مدة العمر ستون سنة فيكون في سلطان المرة السوداء و هي سن الحكمة و المعرفة و الدراية و انتظام الأمور و صحة في العواقب و صدق الرأي و ثبات الجأش في التصرفات ثم يدخل في الحالة الرابعة و هي سلطان البلغم و هي الحالة التي يتحول عنها ما بقي الى الهرم و نكد العيش و ذبول و نقص في القوة و فساد في تكونه و استنكار كل شي‏ء كان يعرف من نفسه حتى صار ينام عند القوم و يسهر عند النوم و يتذكر ما تقدم و ينسى ما يحدث في الأوقات و يذبل عوده و يتغير معهوده و يجف ماء رونقه و بهاؤه و يقل نبت شعره و اظفاره و لا يزال جسمه في انعكاس و ادبار ما عاش لأنه في سلطان البلغم و هو بارد و جامد فجموده و برده يكون فناء كل جسم تستولي عليه في الأخير القوة البلغمية ....

حكى هذا المقطع الأدوار من عمر الانسان و هي أربعة أدوار الدور الأول يبدأ من ولادته و ينتهي ببلوغه الخامسة عشرة و هو دور الصبا و بداية الشباب الذي هو من اروع ادوار العمر و من أكثرها حيوية.

الدور الثاني: و يبدأ من الخامسة عشر و ينتهي بالخامسة و الثلاثين و هو من اروع فترات العمر ففيه تتكامل قوة الانسان و نشاطه و بهاؤه.

الدور الثالث: و يبدأ من الخامسة و الثلاثين و ينتهي بالستين و في هذا الدور تتكامل معرفة الانسان و تنظم فيه أموره و ذلك من خلال تجاربه للأمور و معرفته بالأحداث ففي هذا السن يكمل نشاطه الفكري الا ان قواه الجسمية تضعف.

الدور الرابع: و يبدأ من الستين حتى يوافيه الأجل المحتوم ففي هذا السن تضعف جميع أجهزته و خلاياه و تنحل قواه و يكون عالة على غيره خصوصا اذا أخذ الثمانين عاما فتكثر شكواه و أنينه يقول الشاعر:

ان الثمانين و بلغتها               قد احوجت سمعي الى ترجمان‏

و في المثل ان الشيخوخة سحابة تمطر بالأمراض ان الجسم في هذه السن – كما يقول الامام- يذبل عوده و يجف ماء رونقه و هو دور فنائه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.