المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

يزيد يتولى الحكم
27-5-2017
{اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين}
2024-06-05
أساليب التنبؤ
1-6-2016
تفاعل سلسلة البوليميرز Polymerase Chain Reaction PCR
5-1-2016
الكتان Linum catharticum L
3-2-2021
سلوك النحل في اغلاق العيون السداسية
19-11-2017


دعاء الشدة والفزع  
  
3123   10:07 صباحاً   التاريخ: 1-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص50-52.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

من ادعيته هذا الدعاء الشريف و قد علمه لصاحبه و تلميذه موسى بن بكير و قال له: احفظ ما اكتبه لك و ادع به في كل شدة تخاف منها و قد جاء فيه بعد البسملة:

اللهم ان ذنوبي و كثرتها قد اخلقت وجهي عندك و حجبتني عن استيهال رحمتك و باعدتني عن استيجاب مغفرتك و لو لا تعلقي بآلائك و تمسكي بالدعاء و ما وعدت امثالي من المسرفين و اشباهي من الخاطئين و اوعدت القانطين من رحمتك بقولك: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] ‏ و حذرت القانطين من رحمتك فقلت: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56] ‏ ثم ندبتنا برأفتك الى دعائك فقلت: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] ..

الهي اليأس علي مشتملا و القنوط من رحمتك علي ملتحفا الهي لقد وعدت المحسن ظنه بك ثوابا و أوعدت المسي‏ء ظنه بك عقابا اللهم و قد امسك رمقي حسن الظن بك في عتق رقبتي من النار و تغمد زلتي و اقالة عثرتي اللهم قولك الحق الذي لا خلف له و لا تبديل: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71]  و ذلك يوم النشور اذا نفخ في الصور و بعثر ما في القبور اللهم فاني اومن و اشهد و أقر و لا انكر و لا أجحد و أسر و اعلن و أظهر و أبطن بأنك أنت اللّه لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك و ان محمدا عبدك و رسولك (صلّى اللّه عليه و آله) و ان عليا أمير المؤمنين سيد الأوصياء و وارث علم الأنبياء علم الدين و مبير المنافقين و مجاهد المارقين امامي و حجتي و عروتي و صراطي و دليلي و حجتي و لا اثق بأعمالي و لو زكت و لا اراها منجية لي و لو صلحت إلّا بولايته و الائتمام به و الاقرار بفضائله و القبول من حملتها و التسليم لرواتها و اقر بأوصيائه من ابنائه أئمة و حججا و ادلة و سرجا و أعلاما و منارا و سادة و ابرارا و أومن بسرهم و جهرهم و ظاهرهم و باطنهم و شاهدهم و غائبهم و حيهم و ميتهم لا شك في ذلك و لا ارتياب عند تحولك و لا انقلاب.

اللهم فادعني يوم حشري و نشري بإمامتهم و انقذني بهم يا مولاي من حر النيران و إن لم ترزقني روح الجنان فانك ان اعتقتني من النار كنت من الفائزين اللهم و قد اصبحت يومي هذا لا ثقة لي و لا رجاء و لا ملجأ و لا مفزع و لا منجى غير من توسلت بهم إليك متقربا الى رسولك محمد (صلّى اللّه عليه و آله) ثم علي امير المؤمنين و الزهراء سيدة نساء العالمين و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و من بعدهم يقيم المحجة الى الحجة المستورة من ولده المرجو للأمة من بعده.

اللهم فاجعلهم في هذا اليوم و ما بعده حصنى من المكاره و معقلي من المخاوف و نجني بهم من كل عدو و طاغ و باغ و فاسق و من شر ما أعرف و ما أنكر و ما استتر عني و ما ابصر و من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها انك على صراط مستقيم.

اللهم بتوسلي بهم إليك و تقربي بمحبتهم و تحصني بإمامتهم افتح علي في هذا اليوم ابواب رزقك و انشر علي رحمتك و حببني الى خلقك و جنبني بغضهم و عداوتهم انك على كل شي‏ء قدير ..

اللهم و لكل متوسل ثواب و لكل ذي شفاعة حق فأسألك بمن جعلته وليك و قدمته أمام طلبتي أن تعرفني بركة يومي هذا و شهري هذا و عامي هذا اللهم و هم مفزعي و معونتي في شدتي و رخائي و عافيتي و بلائي و نومي و يقظتي و ظعني و اقامتي و عسري و يسري و علانيتي و سري و اصباحي و امسائي و تقلبي و مثواي و سري و جهري اللهم فلا تخيبني بهم من نائلك و لا تقطع رجائي من رحمتك و لا تؤيسني من روحك و لا تبتلني بانغلاق ابواب الارزاق و انسداد مسالكها و ارتياح مذاهبها و افتح لي من لدنك فتحا يسيرا و اجعل لي من كل ضنك مخرجا و الى كل سعة منهجا إنك ارحم الراحمين و صلّى اللّه على محمد و آله الطاهرين أمين رب العالمين و حكى هذا الدعاء مدى اعتصام الامام (عليه السّلام) باللّه تعالى و عبوديته المطلقة له كما حكى فضل الأئمة الطاهرين (عليهم السّلام) الذين هم اعلام الدين و سدنة حكمة سيد المرسلين.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.