المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



انتقاء الزوج  
  
2172   12:48 مساءاً   التاريخ: 24-7-2016
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص٣٠ـ٣١
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-10 1062
التاريخ: 2023-12-05 929
التاريخ: 2023-12-03 1306
التاريخ: 14-1-2016 1965

للأب الدور الاكبر في تنشئة الاطفال وإعدادهم نفسياً وروحياً، ولذا أكّد الإسلام في أول المراحل على اختياره طبقاً للموازين الاسلامية التي يراعى فيها الوراثة والمحيط الذي ترعرع فيه وما يتصف به من صفات نبيلة وصالحة، لأنه القدوة الذي يقتدي به الاطفال وتنعكس صفاته وأخلاقه عليهم، اضافة إلى اكتساب الزوجة (الأم) بعض صفاته واخلاقه من خلال المعايشة المستمرة. وقد أكد رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) على اختيار الزوج الكفؤ وعرّفه بقوله (صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله ‌وسلم) : ( الكفؤ أن يكون عفيفاً وعنده يسار) (1).

والكفؤ هو الذي ينحدر من سلالة صالحة وذو دين وخُلق سامٍ .

وحذّر الإمام الصادق (عليه ‌السلام) من تزويج الرجل المريض نفسياً فقال: (تزّوجوا في الشكاك ولا تزوّجوهم، لان المرأة تأخذ من أدب زوجها ويقهرها على دينه) (2).

وجعل الإسلام التديّن مقياساً في اختيار الزوج، قال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌و آله ‌وسلم) : (اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه) (3).

وحرّم الإسلام كما هو مشهور من تزويج غير المسلم حفاظاً على سلامة الاطفال وسلامة العائلة من جميع جوانب السلامة، في العقيدة وفي السلوك وفي الظواهر الروحية والنفسية لتأثر الزوجة والاطفال بمفاهيم الزوج وسلوكه في الحياة.

ونهى الإسلام عن تزويج غير المتديّن والمنحرف في سلوكه عن المنهج الاسلامي في الحياة، لتحصين العائلة والاطفال من الانحراف السلوكي والنفسي، فنهى الإمام الصادق (عليه‌ السلام) عن تزويج الرجل المستعلن بالزنا حيثُ قال (عليه ‌السلام): (لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا، ولا تزوجوا الرجل المستعلن بالزنا إلاّ أن تعرفوا منهما التوبة) (4).

وحذّر الإمام الصادق (عليه‌ السلام) من تزويج شارب الخمر فقال : (من زوّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها) (5).

فالمنحرف يؤثر سلبياً على سلامة الاطفال السلوكية، لانعكاس سلوكه عليهم وعدم حرصه على تربيتهم، اضافة إلى المشاكل التي يخلقها مع الزوجة التي تساعد على اشاعة الاضطراب والقلق النفسي في اجواء العائلة، وجعل الحياة العائلية بعيدة عن الاطمئنان والاستقرار والهدوء الذي يحتاجه الاطفال في نموّهم الجسدي والنفسي والروحي.

وقد كانت سيرة رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله‌ وسلم) وسيرة أهل البيت (عليهم ‌السلام) قائمة على أساس اختيار الاكفاء لأبنائهم وبناتهم، فرسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) لم يزوّج فاطمة لكبار الصحابة، وكان جوابه لهم انه ينتظر بها نزول القضاء (6) ثم زوّجها بأمر من الله تعالى إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) (7).

وشجّع رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) احدى المسلمات وهي الذلفاء المعروفة بانتسابها إلى أُسرة عريقة، والمتصفة بالجمال الفائق من الاقتران بأحد المسلمين وهو جويبر الذي لا يملك مالاً ولا جمالاً إلاّ التديّن (8).

__________________

 1ـ الكافي ٥ : ٣٤٧ / ١ باب الكفؤ.

2ـ الكافي ٥ : ٣٤٨ / ١ باب مناكحة النصاب والشكاك.

3ـ الكافي ٥ : ٣٤٧ / ٢ ، ٣ باب آخر منه.

4ـ مكارم الاخلاق : ٣٠٥.

5ـ وسائل الشيعة ٢٠ : ٧٩. الكافي ٥ : ٣٤٧ / ١ باب ٢٩.

6ـ مجمع الزوائد ، للهيثمي ٩ : ٢٠٦ ـ دار الكتاب العربي ١٤٠٢ ه‍ ط ٣.

7ـ مجمع الزوائد ٩ : ٢٠٤. المعجم الكبير للطبراني ٢٢ : ٤٠٨. الصواعق المحرقة ، لابن حجر الهيتمي.

8ـ الكافي ٥ : ٣٤٢ / ١ باب ان المؤمن كفؤ المؤمنة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.