أقرأ أيضاً
التاريخ: 2/10/2022
1707
التاريخ: 22-7-2016
1373
التاريخ: 17-1-2022
2072
التاريخ: 22-7-2016
1597
|
العمل على الرجاء أعلى منه على الخوف ، لأن أقرب العباد أحبهم إليه ، و الحب يغلب بالرجاء.
واعتبر ذلك بملكين يخدم أحدهما خوفا من عقابه و الآخر رجاء لعطائه ، و لذلك عير اللّه أقواما يظنون السوء باللّه ، قال : {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ } [فصلت : 23].
وقال : {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح : 12] .
وفي الخبر: «أن اللّه تعالى أوحى إلى داود : أحبني و أحب من يحبني و حببني إلى خلقي ، فقال : يا رب ! كيف أحببك إلى خلقك؟ , قال : اذكرني بالحسن الجميل ، و اذكر آلائي و إحساني و ذكرهم ذلك ، فإنهم لا يعرفون مني إلا الجميل».
ورأى بعض الأكابر في النوم - و كان يكثر ذكر أبواب الرجاء – فقال : «أوقفني اللّه بين يديه فقال : ما الذي حملك على ذلك؟ , فقلت : أردت أن أحببك إلى خلقك , فقال : قد غفرت لك».
هذا مع أن الرجاء أفضل من الخوف للعبد بالنظر إلى مطلعهما ، إذ الرجاء مستقى من بحر الرحمة و الخوف مستقى من بحر الغضب.
و من لاحظ من صفات اللّه ما يقتضي اللطف و الرحمة كانت المحبة عليه أغلب ، و ليس وراء المحبة مقام.
و أما الخوف فمستنده الالتفات إلى الصفات التي تقتضي الغضب فلا تمازجه المحبة كممازجتها للرجاء.
نعم ، لما كانت المعاصي و الاغترار على الخلق أغلب ، (لا) سيما على الموجودين في هذا الزمان ، فالأصلح لهم غلبة الخوف ، بشرط ألا يخرجهم إلى اليأس و قطع العمل ، بل يحثهم على العمل ، و يكدر شهواتهم ، و يزعج قلوبهم عن الركون إلى دار الغرور، و يدعوهم إلى التجافي عن عالم الزور، إذ مع غلبة المعاصي على الطاعات لا ريب في أصلحية الخوف (لا) سيما أن الآفات الخفية : من الشرك الخفي ، و النفاق ، و الرياء و غير ذلك من خفايا الأخلاق الخبيثة في أكثر الناس موجودة ، و محبة الشهوات و الحطام الدنيوي في بواطنهم كامنة ، وأهوال سكرات الموت و اضطراب الاعتقاد عنده ممكنة ، و مناقشات الحساب ورد أعمالهم الصالحة لأسباب خفية محتملة ، فمن عرف حقائق هذه الأمور، فإن كان ضعيف القلب جبانا في نفسه غلب خوفه على رجائه ، و إن كان قوى القلب ثابت الجأش تام المعرفة استوى خوفه و رجاؤه.
وأما أن يغلب رجاؤه فلا ، بل غلبته إنما هو من الاغترار و قلة التدبر، كما في غالب الناس بل الأصلح لهم غلبة الخوف ، و لكن قبل الإشراف على الموت ، و أما عنده فالأصلح لهم غلبة الرجاء و حسن الظن ، لأن الخوف جار مجرى السوط الباعث على العمل ، و قد انقضى وقته و هو لا يطيق هنا أسباب الخوف ، لأنها تقطع نياط قلبه و تعين على تعجيل موته و أما روح الرجاء فيقوي قلبه و يحبب إليه ربه الذي إليه رجاؤه.
و ينبغي أن لا يفارق أحد الدنيا إلا محبا للّه ، ليكون محبا للقائه ، و من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه ، و من أحب اللّه و لقاءه ، و علم أنه تعالى أيضا يحب لقاءه ، اشتقاق إليه تعالى ، و كان فرحانا بالقدوم عليه ، إذ من قدم على محبوبه عظم سروره بقدر محبته ، و من فارق محبوبة اشتد عذابه و محنته ، فمهما كان الغالب على القلب عند الموت حب الأهل و الولد و المال كانت محابة كلها في الدنيا ، فكانت الدنيا جنته ، إذ الجنة هي البقعة الجامعة لجميع المحاب ، فكان موته خروجا عن الجنة و حيلولة بينه و بين ما يشتهيه.
وهذا أول ما يلقاه كل محب للدنيا ، فضلا عما أعد اللّه له من ضرور الخزي و النكال و السلاسل و الأغلال.
وأما إذا لم يكن له محبوب سوى اللّه و سوى معرفته و حبه و أنسه ، فالدنيا و علائقها شاغلة له عن المحبوب ، فالدنيا أول سجنه ، إذ السجن هي البقعة المانعة عن الوصول إلى محابة ، فموته خلاص له من السجن و قدوم على المحبوب ، و لا يخفى حال من خلص من السجن و خلي بينه و بين محبوبه ، و هذا أول ابتهاج يلقاه من كان محبا للّه غير محب للدنيا و ما فيها ، فضلا عما أعده اللّه مما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|