المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ضرورة خلاص العمل لله تعالى  
  
1797   09:52 صباحاً   التاريخ: 20-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج2.ص404-406
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / التفكر والعلم والعمل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-7-2016 1798
التاريخ: 21-7-2016 1756
التاريخ: 2023-03-22 1518
التاريخ: 2023-04-27 1364

المناط في صحة الأعمال و فسادها هو القصد و النية ، تعلم أن كل عمل لم يكن خالصا لوجه اللّه و أريد به غيره سبحانه ينبغي أن يترك و يعرض عنه ، و إن كان خالصا له تعالى مقصودا على قصد صحيح لا ينبغي تركه لمجرد بعض الوساوس و الخواطر الشيطانية.

فان الشيطان يدعو أولا إلى ترك العمل فان لم يجب يدعو إلى الرياء ، فإذا أيس منه يقول : هذا العمل ليس خالصا ، بل هو رياء ، فأي فائدة منه؟!.

ثم الاعمال إما من الطاعات اللازمة التي لا تعلق لها بالغير، كالصلاة و الصوم و الحج و أمثالها ، أو من الطاعات المتعدية التي لها تعلق بالخلق ، كالإمامة والقضاء والحكومة والافتاء والوعظ والتذكير والتعليم والتدريس وإنفاق المال و غير ذلك.

والقسم الأول : إن دخله الرياء قبل الفعل ، بأن يكون باعثه الرياء دون الخلوص و القربة فينبغي أن يترك و لا يشرع فيه ، و إن دخله بعد العقد أو معه ، فلا ينبغي أن يترك ، لأنه وجد له باعث ديني ، و إنما طرأه باعث الرياء ، فليجاهد في دفع الرياء و تحصيل الإخلاص ، و يرد نفسه إليه قهرا بالمعالجات التي نذكرها , و مهما كان في المجاهدة مع نفسه‏ معاتبا لها قاهرا عليها في ميلها إلى الرياء ، و وجد من طبعه كراهية هذا الميل ، فالنجاة في حقه مرجوة ، و لعل اللّه يسامحه بعظيم رحمته , و أما إذا لم يكن في مقام المجاهدة ، و لم يكن كارها مما يجد في نفسه من الميل إلى الرياء بل أعطى زمام الاختيار إلى النفس الامارة ، و هي تراءى في الاعمال ، و هو يتبعها في ذلك من غير قهر عليها و كراهية لفعلها ، فلا ريب في فساد أعماله وأولوية تركها ، و ان كان باعثها ابتداء محض القربة و دخلها الرياء مع العقد أو بعده.

وأما القسم الثاني : المتعلق بالخلق - اعنى امامة الصلاة و القضاء و التدريس و الافتاء و الوعظ و الإرشاد و أمثال ذلك - فاخطارها عظيمة ، و مثوبتها جسيمة , فمن له أهليه ذلك من حيث العلم - ان كان ذا نفس قوية لا يعتني بالناس و لا تزعجها وساوس الخناس و له معرفة تامة بعظمة ربه و قدرته و سائر صفاته الكمالية ، بحيث شغله ذلك عن الالتفات إلى الخلق و ما في أيديهم حتى يرائي لأجلهم او يختار رضاهم على رضا ربه - فالأولى لمثله ألا يترك هذه المناصب ليفوز بمثوبتها العظيمة , و ان كان ذا نفس ضعيفة ، كخيط مرسل في الهواء تفيئها  الريح مرة هكذا و مرة هكذا فهو لا يأمن الرياء و سائر اخطارها , فاللازم لمثله تركها , و لذلك كان أهل اليقين من السلف يتدافعون هذه المناصب ما وجدوا إليه سبيلا , و ورد ما ورد من الأخبار في عظم خطرها و كثرة آفاتها و لزوم التثبت و الاحتياط لمن يزاولها و ما ورد من الوعيد الشديد في حق العلماء السوء يكفي للزوم الحذر عن فتن العلم و غوائله , و مما يقصم ظهور أمثالنا من الذين يقولون ما لا يعلمون و يأمرون بما لا يفعلون ، قول عيسى بن مريم  (عليهما السلام) : «يا علماء السوء! تصومون و تصلون و تتصدقون و لا تفعلون ما تؤمرون!

وتدرسون ما لا تعلمون فيا سوء ما تحكمون! تتوبون بالقول و الاماني ، و تعلمون بالهوى ، و ما يغني عنكم أن تتقوا جلودكم و قلوبكم دنسة! بحق أقول لكم : لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب و تبقى فيه النخالة كذلك أنتم! تخرجون الحكم من أفواهكم و يبقى الغل في صدوركم! يا عبيد الدنيا! كيف يدرك الآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته و لا تنقطع منها رغبته! بحق أقول لكم: إن قلوبكم تبكي من أعمالكم ، جعلتم الدنيا تحت ألسنتكم و العمل تحت أقدامكم بحق أقول لكم: أفسدتم آخرتكم بصلاح دنياكم ، فصلاح الدنيا أحب إليكم من صلاح الآخرة! فاي ناس أخس منكم لو تعلمون! و بلكم! حتى متى تصفون الطريق للمدلجين و تقيمون في محلة المتحيرين كأنكم تدعون أهل الدنيا ليتركوها لكم! مهلا مهلا! ويلكم! ما ذا يغنى عن البيت المظلم أن يوضع السراج فوق ظهره و جوفه وحش مظلم! كذلك لا يغني عنكم أن يكون نور العلم بأفواهكم و اجوافكم منه وحشة معطلة , يا عبيد الدنيا! توشك الدنيا أن تقلعكم عن اصولكم فتلقيكم على وجوهكم ، ثم تكبكم على مناخركم ، ثم تأخذ خطاياكم بنواصيكم! يدفعكم العلم من خلفكم ، ثم يسلمكم إلى الملك الديان حفاة عراة فرادى! فيوقفكم على سوآتكم ، ثم يخزيكم بسوء أعمالكم!!»  هذا و يعرف الصادق المخلص من أهل هذه المناصب بأنه إذا ظهر من هو أعدل و أحسن وعظا وأكثر علما منه وأشد قبولا للناس فرح به و لم يحسده و إذا حضر الأكابر و الأعاظم مجلسه أو اقتدوا به لم يتغير كلامه و لم يتفاوت حاله ، بل يبقى على ما كان عليه ، و ينظر إلى عباد اللّه بعين واحدة.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.