أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-16
![]()
التاريخ: 2024-06-14
![]()
التاريخ: 5-6-2021
![]()
التاريخ: 18-7-2016
![]() |
الإخلاص ، و هو تجريد القصد عن الشوائب كلها.
فمن عمل طاعة رياء فهو مراء مطلق ، و من عملها و انضم إلى قصد القربة قصد غرض دنيوي انضماما غير مستقل فعمله مشوب غير خالص ، كقصد الانتفاع بالحمية من الصوم ، و قصد التخلص من مؤنة العبد أو سوء خلقه من عتقه ، و قصد صحة المزاج أو التخلص من بعض الشرور و الاحزان من الحج ، و قصد العزة بين الناس أو سهولة طلب المال من تعلم العلم ، و قصد النظافة و التبرد و طيب الرائحة من الوضوء و الغسل ، و التخلص عن إبرام السائل من التصدق عليه ، و هكذا.
فمتى كان باعث الطاعة هو التقرب و لكن انضافت إليه خطرة من هذه الخطرات ، خرج عمله من الإخلاص فالإخلاص تخليص العمل عن هذه الشوائب كلها ، كثيرها وقليلها و المخلص من يكون عمله لمحض التقرب إلى اللّه سبحانه ، من دون قصد شيء آخر أصلا.
ثم أعلى مراتب الإخلاص - و هو الإخلاص المطلق و اخلاص الصديقين - إرادته محض وجه اللّه سبحانه من العمل ، دون توقع غرض في الدارين و لا يتحقق إلا لمحب للّه تعالى مستهترا به ، مستغرق الهم بعظمته و جلاله بحيث لم يكن ملتفتا إلى الدنيا مطلقا.
و أدناها - و هو الإخلاص الاضافي - قصد الثواب و الاستخلاص من العذاب ، و قد أشار سيد الرسل (صلى اللّه عليه و آله) الى حقيقة الإخلاص بقوله -: «هو أن تقول ربي اللّه ثم تستقيم كما أمرت تعمل اللّه ، لا تحب أن تحمد عليه! أي لا تعبد هواك و نفسك ، و لا تعبد إلا ربك ، و تستقيم في عبادتك كما أمرت».
وهذا إشارة إلى قطع ما سوى اللّه سبحانه عن مجرى النظر، و هو الإخلاص حقا , و يتوقف تحصيله على كسر حظوظ النفس و قطع الطمع عن الدنيا و التجرد في الآخرة ، بحيث ما يغلب ذلك على القلب و التفكر في صفات اللّه تعالى و افعاله و الاشتغال بمناجاته حتى يغلب على قلبه نور جلاله و عظمته و يستولى عليه حبه و أنسه ، و كم من اعمال يتعب الإنسان فيها و يظن انها خالصة لوجه اللّه تعالى ، و يكون فيها مغرورا لعدم عثوره على وجه الآفة فيها ، كما حكى عن بعضهم أنه قال : «قضيت صلاة ثلاثين سنة كنت صليتها في المسجد جماعة في الصف الأول ، لأني تأخرت يوما لعذر و صليت في الصف الثاني ، فاعترتني خجلة من الناس حيث رأوني في الصف الثاني فعرفت أن نظر الناس إلى في الصف الأول كان يسرني ، و كان سبب استراحة قلبي من ذلك من حيث لا اشعر».
و هذا دقيق غامض ، و قلما تسلم الأعمال من أمثاله ، و قل من يتنبه له ، و الغافلون عنه يرون حسناتهم في الآخرة كلها سيئات ، و هم المرادون بقوله تعالى : {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا} [الجاثية : 33] , {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر : 47] , و بقوله : {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} [الكهف : 103] ؟, { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الكهف : 104] , {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف : 104].
|
|
منها نحت القوام.. ازدياد إقبال الرجال على عمليات التجميل
|
|
|
|
|
دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في مراقبة القلب
|
|
|
|
|
مكتب السيد السيستاني ينشر إمساكيات شهر رمضان المبارك
|
|
|