أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016
15247
التاريخ: 12-7-2016
6964
التاريخ: 12-7-2016
8118
|
سميت هذه النظرية الثالثة باسم نظرية البر – وو Bow waw او نظرية محاكاة اصوات الطبيعة (وقد ادى الى وضع هذه النظرية ورود كلمات عديدة ، في كل لغة لفظها يدل على معناها مثل الرنين والغنة الزقزقة والقهقهة والحفيف والخرير والخشخشة والطقطقة واننا نرى شيئاً من صدق هذه النظرية متمثلا في لفظه cuckoo وهي اسم طائر سمي بالصوت الذي يحدثه . وقل هذا في لفظه (مو) فانها تعني في المصريين والصيينين يرجع الى ان الهرة سميت بالصوت الذي تحدثه)(1) .
وفعل ما رأوه فيما وافق نظريتهم لا يصدق على اللغة جميعاً ، فاذا ما عدنا الى الاف الالفاظ في اللغة غير ما تمثل به اصحاب هذه النظرية لم نجد ما يعين على الأخذ بها اذ لا علاقة بين تلك الالفاظ ومعانيها .
يقول الدكتور عبد الصبور شاهين:(2)
(وقد سخر بعض النقاد من هذه النظرية حيث وصفوها بانها تقف بالفكر الانساني
ص16
عند حدود حظائر الحيوانات ، وتجعل اللغة الانسانية الراقية مقصورة النشأة على تلك الاصوات الفطرية الغريزية) .
ونحن نميل الى الاخذ بهذه النظرية والقول بان اللغة الانسانية في اول نشأتها كان للطبيعة اثر كبير فيها ، وقد عقد ابن جني في (الخصائص) باباً سماه (في اساس الالفاظ اشباه المعاني) اي انه قرن وضع الالفاظ على صورة مناسبة للمعاني ، مما قال بهذا الصدد : (اعلم ان هذا موضع شريف لطيف ، وقد نبه عليه الخليل وسيبويه ، تلقته الجماعة بالقبول ، والاعتراف بصحته)(3) .
قال الخليل : كأنهم توهموا في صوت الجندب استطالة ومداً فقالوا : صر (اي صوت) . وتوهموا في صوت البازي تقطيعاً فقالوا : (صرصر) اي صاح بصوت شديد متقطع .
وقال سيبويه في المصادر التي جاءت على الفعلان : انها تأتي للاضطراب والحركة ، نحو : الغليان ، والغثيان . فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الافعال .
ثم قال :
ومن ذلك انهم جعلوا تكرير العين في المثال (اي بناء الكلمة) دليلاً على تكرير الفعل فقالوا : كسر ، وقطع ، وفتح ، وغلق . وذلك انهم لما جعلوا الالفاظ دليله المعاني فأقوى اللفظ ينبغي ان يقابل به قوة الفعل ، والعين اقوى من الفاء ، واللام ، وذلك انها واسطة لهما ومكنوفة بهما ، فصارا كأنهما سياج لها ، ومبذولان للعوارض دونها . ولذلك نجد الاعلال بالحذف فيهما دونها ...) .
وهذا ما تراه من كون اللغة ظاهرة اجتماعية مال المتحدثون بها في اول امرها الى محاكاة اصوات الطبيعة (لان اللفظ إنما هو تعبير طبيعي لما سمعه الانسان من اصوات الآدميين والحيوانات والاشياء)(4) . وهذا ما يرجح القول بان المناسبة النظرية يكفي لأثبات هذه الصلة او المناسبة .
ص17
_____________________
(1) نظريات في اللغة 17 .
(2) في علم اللغة العام 73 .
(3) الخصائص 2/ 152 وما بعدها .
(4) الخليل بن احمد الفراهيدي 87 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|