المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مـحددات الطبقـة الاجتـماعيـة للمستهلك وقـياسهـا
2024-12-04
الطبقة الاجتماعية والمنزلة الاجتماعية وخصائص الطبقة الاجتماعية
2024-12-04
معطيات الإخلاص
2024-12-04
موانع الإخلاص
2024-12-04
حقيقة الإخلاص
2024-12-04
الإخلاص في الروايات الشريفة
2024-12-04

أنواع الوحي واصنافه
22-4-2017
Occurrence of the group 13 elements
23-1-2018
أهل النّار يعترفون بأنّ الله أتمّ عليهم الحجّة
26-09-2014
العلاقات الشخصية في الزواج قديما
28-5-2022
المدينة بعد مقتل الحسين (عليه السلام)
1-11-2017
Coulomb Blockade
18-10-2016


معنى القوة والحسم  
  
1731   01:39 مساءاً   التاريخ: 17-6-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص256ـ257
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2022 1965
التاريخ: 8-7-2018 1925
التاريخ: 2023-05-01 1332
التاريخ: 28-11-2018 1711

نعني بالقوة والحسم مصدر القدرة في محيط الاسرة، والذي يحسب له الطفل حساباً فيلتزم برأيه القاطع ويأتمر بما أمره وينتهي عما ينهاه ويؤدي تلك الاعمال التي يرتئيها الوالدان وتقتضي بذلك مصلحته ايضا.

يحاول الطفل احيانا القيام ببعض التصرفات خلافا لرغبة الوالدين تعبيرا عن استقلاله. فهو يحاول ان يفسر الامور كما يفهمها ويرغب بها، ومن الطبيعي ان تكون قاصرة ومعارضة لمصلحته.

وهنا لا بد ان يبدي الاب حسمه واقتداره لكي يلتزم الطفل بأوامره ونواهيه ويطبقها. وان يعلم ايضا فيما لو اخطأ متعمدا بوجود اب يقف على راسه لا يسمح له بارتكاب المعاصي.

وهذا الدور في الاسرة يعتبر ضرورياً لتحقيق حالة الانضباط ومنع الفوضى. وما اكثر الانحرافات التي يمكن الوقوف بوجهها ومنعها الا في ظل قدرة الاب وحسمه.

ـ تصورنا للاقتدار :

ان ما نعنيه بالاقتدار هو ان يكون الاب قويا ومقتدرا لا ان يمارس قوته، فالهدف هو ان يخشاه ولده وليس ان يصفي حسابه معه.

اننا ـ ومع الاسف ـ نشاهد بعض الاباء الذين يحملون تصوراً، بانه يجب على الاطفال ان يطيعونهم طاعة عمياء لكونهم اباء ولا يحق لهم ان يبدوا اية وجهة نظر مخالفة. إلا أن هذا الاسلوب خاطئ لانهم يعتقدون بان القوة والحسم لا تعني سوى استخدام العنف والغضب والصراخ.

اننا نعتقد بانه ينبغي ان تتقدم الخطوات باتجاه الطفل لا لمعاقبته بل لتوجيهه وبنائه حتى وان كان منحرفاً. فالأصل هو تأديب الطفل، غير ان هذا لا يعني ان نلحق به الاذى دائما ونستخدم معه القوة، بل لا بد من مد يد العون والمساعدة اليه مع الاحتفاظ بالاقتدار لئلا يلجأ الطفل إلى ممارسة اعماله في السر والخفاء والا ينتهي به الأمر إلى العصيان والتمرد بسبب ممارسة الضغوط عليه.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.