المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

زهد الامام الحسن
7-4-2016
موجة غير مباشرة indirect wave
3-5-2020
الموطن الأصلي للكيوي
1-12-2020
استحباب صوم أربعة أيام في السنة.
18-1-2016
محتوى قائمة الدخل Income Statement وأهدافـها ومحدداتـها
2023-10-17
تحويلات السرعة والمتجه الرباعي للسرعة
26-4-2016


التعاون الاجتماعي  
  
770   12:03 صباحاً   التاريخ: 2024-05-21
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 59 ــ 60
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-21 1504
التاريخ: 24-6-2016 2334
التاريخ: 24-6-2016 35406
التاريخ: 2024-07-23 475

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لو اجتمعتم على البر لتحاببتم) (1).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (رحم الله ولداً أعان والديه على بره، ورحم الله والداً اعان ولده على بره، ورحم الله جاراً أعان جاره على بره، ورحم الله رفيقاً اعان رفيقه على بره، ورحم الله خليطاً اعان خليطه على بره، ورحم الله رجلا أعان سلطانه على بره) (2).

في هذا الحديث الشريف، جاء الوالدان والأبناء، والرفيق والجار، والناس والدولة، أي جميع أعضاء العائلة والمجتمع، جاؤوا في صف واحد، والنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) دعا الجميع إلى عمل الخير، وطلب من الله تبارك وتعالى الرحمة والعناية للجميع.

ينظر الدين الإسلامي إلى مجتمع المسلمين من حيث العلاقات المعنوية وإفشاء المحبة واحترام الشخصية فيما بين أفراده على أنهم عائلة واحدة ولهذا السبب أوصى أئمة الإسلام (عليهم السلام) أتباعهم المسلمين، صغاراً وكباراً، أن يعتبروا المسلمين كأعضاء عائلاتهم يشملونهم بالعطف والخير.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولداً، وأوسطهم أخاً وكبيرهم أباً، فارحم ولدك وصل اخاك وبر أباك) (3).

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام)، يحفظون حقوق وحدود المسلمين قولاً وعملاً وبصورة دائمة، كما كانوا يراعون عزتهم واحترامهم في جميع المواقع ويبتعدون عن أصغر عمل يمكن أن يشم منه الذلة لأي مسلم.

وركب الإمام علي (عليه السلام) يوماً فمشى معه قوم فقال (عليه السلام): (أما علمتم أن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي إنصرفوا) (4).

لم يكن نبي الإسلام والأئمة الطاهرون (عليهم السلام) يحترمون الناس ويكرمونهم فحسب بل إنهم كانوا، ضمن روايات عديدة، يلفتون نظر أتباعهم بالاهتمام لهذا الواجب العائلي والاجتماعي الكبير، ويذكرونهم بلزوم احترام الصغار والرجال والشيوخ.

وهنا نشير كنموذج، إلى رواية حول كل موضوع:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تحقرن احداً من المسلمين فإن صغيرهم عند الله كبير) (5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مجموعة ورام، ج 1، ص 134.

2ـ وسائل الشيعة، ج 4، كتاب الأمر بالمعروف، ص 97.

3ـ مجلة الهادي، السنة الثانية، العدد 1، ص 23.

4ـ تحف العقول، ص 209.

5ـ مجموعة ورام، ج 1، ص 31. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.