المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Antiparallel binding between codon and anticodon
28-12-2021
starred form
2023-11-21
إسلامه (رض).
2023-09-04
التخطيط اليومي بالجريدة
25/10/2022
Hamilton,s Equations
12-6-2018
مؤشرات اقتصاد المعرفة
10-6-2022


دعاؤه (عليه السلام) في يوم الخميس  
  
3426   02:57 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص236-239.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

وكان من أدعيته الجليلة في يوم الخميس هذا الدعاء :

الحمد لله الّذي له في كلّ نفس من الأنفاس وخطرة من الخطرات منّا منن لا تحصى وفي كلّ لحظة من اللّحظات نعم لا تنسى وفي كلّ حال من الحالات عائدة لا تخفى , وسبحان الله الّذي يقهر القويّ وينصر الضّعيف ويجبر الكسير ويغني الفقير ويقبل اليسير ويعطي الكثير وهو على كلّ شيء قدير , ولا إله إلاّ الله السّابغ النّعمة البالغ الحكمة الدّامغ الحجّة الواسع الرّحمة المانح العصمة , والله أكبر ذو السّلطان المنيع والبنيان الرّفيع والإنشاء البديع والحساب السّريع , وصلّى الله على محمّد خير النّبيّين وآله الطّاهرين وسلّم تسليما ؛ اللهمّ إنّي أسألك سؤال الخائف من وقفة الموقف الوجل من العرض المشفق من الخشية لبوائق القيامة المأخوذ على الغرّة النادم على خطيئته المسئول المحاسب المثاب المعاقب الّذي لم يكنّه مكان عنك ولا وجد مفرّا إلاّ إليك متنصّلا ملتجئا من سيّئ عمله مقرّا بعظم ذنوبه قد أحاطت به الهموم وضاقت عليه رحائب التّخوم موقن بالموت مبادر بالتّوبة قبل الفوت إن مننت بها عليه وعفوت فأنت إلهي ورجائي إذا ضاق عنّي الرّجاء وملجئي إذا لم أجد فناء للالتجاء توحّدت يا سيّدي بالعزّ والعلاء وتفرّدت بالوحدانيّة والبقاء وأنت المتعزّز المتفرّد بالمجد فلك ربّي الحمد لا يواري منك مكان ولا يغيّرك دهر ولا زمان ألّفت بلطفك الفرق وفلقت بقدرتك الفلق وأنرت بكرمك دياجي الغسق وأجريت المياه من الصّمّ الصّياخيد عذبا واجاجا وأنهرت من المعصرات ماء ثجّاجا وجعلت الشّمس للبريّة سراجا وهّاجا والقمر والنّجوم أبراجا من غير أن تمارس فيما ابتدأت لغوبا ولا علاجا وأنت إله كلّ شيء وخالقه وجبّار كلّ مخلوق ورازقه فالعزيز من أعززت والذّليل من أذللت والسّعيد من أسعدت والشّقيّ من أشقيت والغنيّ من أغنيت والفقير من أفقرت أنت وليّي ومولاي وعليك رزقي وبيدك ناصيتي فصلّ على محمّد وآل محمّد وافعل بي ما أنت أهله وعد بفضلك على عبد قد غمره جهله واستولى عليه التّسويف حتّى سالم الأيّام فارتكب المحارم والآثام فاجعلني سيّدي عبدا يفزع إلى التّوبة فإنّها مفزع المذنبين وأغنني بجودك الواسع عن المخلوقين ولا تحوجني إلى شرار العالمين وهب لي عفوك في موقف يوم الدّين فإنّك أرحم الرّاحمين وأجود الأجودين وأكرم الأكرمين يا من له الأسماء الحسنى والأمثال العليا وجبّار السّماوات والأرضين إليك قصدت راجيا فلا تردّ يدي عن سنيّ مواهبك صفرا إنّك جواد مفضال يا رءوفا بالعباد ومن هو لهم بالمرصاد أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجزل ثوابي وتحسن مآبي وتستر عيوبي وتغفر ذنوبي وتنقذني مولاي بفضلك من أليم العقاب إنّك جواد كريم وهّاب فقد ألقتني السّيّئات والحسنات بين ثواب وعقاب وقد رجوتك أن تكون بلطفك تتغمّد عبدك المقرّ بفوادح العيوب بجودك وكرمك يا غافر الذّنوب وتصفح عني فليس لي يا سيّدي ربّ أرتجيه غيرك ولا إله أسأله جبر فاقتي ومسكنتي سواك فلا تردّني منك بالخيبة يا مقيل العثرات وكاشف الكربات .

إلهي فسرّني فإنّي لست بأوّل من سررته يا وليّ النّعم وشديد النّقم ودائم المجد والكرم واخصصني منك بمغفرة لا يقارنها شقاء وسعادة لا يدانيها أذى وألهمني تقاك ومحبّتك وجنّبني موبقات معصيتك ولا تجعل للنّار عليّ سلطانا إنّك أهل التّقوى وأهل المغفرة وقد دعوتك وتكفّلت بالإجابة فلا تخيّب سائلك ولا تخذل طالبك ولا تردّ آملك يا خير مأمول وأسألك برأفتك ورحمتك وفردانيّتك وربوبيّتك يا من هو على كلّ شيء قدير وبكلّ شيء محيط فاكفني ما أهمّني من أمر دنياي وآخرتي فإنّك سميع الدّعاء لطيف لما تشاء وأدرجني درج من أوجبت له حلول دار كرامتك مع أصفيائك وأهل اختصاصك بجزيل مواهبك في درجات جنّاتك مع الّذين أنعمت عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن اولئك رفيقا وما افترضت عليّ فاحتمله عنّي إلى من أوجبت حقوقه من الآباء والأمّهات والإخوة والأخوات واغفر لي ولهم مع المؤمنين والمؤمنات إنّك قريب مجيب واسع البركات وذلك عليك يسير يا أرحم الرّاحمين وصلّى الله على محمّد النّبيّ وآله وسلّم تسليما .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.