المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24
ما يجب توفّره في الراوي للحكم بصحّة السند (خلاصة).
2024-11-24



دعاؤه (عليه السلام) عقيب صلاة الفجر  
  
7140   03:44 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص84-86.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2019 2239
التاريخ: 1-5-2022 1691
التاريخ: 13-3-2019 2564
التاريخ: 13-4-2016 3137

كان إمام المتّقين (عليه السلام) يسارع إلى الجامع النبوي قبل الفجر حينما كان في يثرب وإلى الجامع الأعظم حينما كان في الكوفة فيؤدّي صلاة الليل والنوافل ويعقّب بذكر الله تعالى وكان يدعو بهذا الدعاء الجليل عقيب صلاة الصبح كما كان يدعو به في المهمّات وكان يدعو به الأئمّة الطاهرون من أبنائه وهذا نصّه :

اللهمّ إنّي أسألك يا مدرك الهاربين ويا ملجأ الخائفين ويا غياث المستغيثين ؛ اللهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك ومنتهى الرّحمة من كتابك وباسمك العظيم الأعظم الكبير الأكبر الطّاهر المطهّر القدّوس المبارك ولو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إنّ الله عزيز حكيم يا الله ؛ يا ربّاه يا مولاه يا غاية رغبتاه يا هو يا من هو يا من لا يعلم ما هو إلاّ هو ولا كيف هو إلاّ هو يا ذا الجلال والإكرام والإفضال والإنعام يا ذا الملك والملكوت يا ذا العزّ والكبرياء والعظمة والجبروت يا حيّ لا يموت يا من علا فقهر يا من ملك فقدر يا من عبد فشكر يا من عصي فستر يا من لا يحيط به الفكر يا رازق البشر يا مقدّر القدر يا محصي قطر المطر يا دائم الثّبات يا مخرج النّبات يا قاضي الحاجات يا منجح الطّلبات يا جاعل البركات يا محيي الأموات يا رافع الدّرجات يا راحم العبرات يا مقيل العثرات يا كاشف الكربات يا نور الأرض والسّماوات يا صاحب كلّ غريب يا شاهدا لا يغيب يا مؤنس كلّ وحيد يا ملجأ كلّ طريد يا راحم الشّيخ الكبير يا عصمة الخائف المتسجير يا مغني البائس الفقير يا فاكّ العاني الأسير يا من لا يحتاج إلى التّفسير يا من هو بكلّ شيء خبير يا من هو على كلّ شيء قدير يا عالي المكان يا شديد الأركان يا من ليس له ترجمان يا نعم المستعان يا قديم الإحسان يا من هو كلّ يوم في شأن يا من لا يخلو منه مكان يا أجود الأجودين يا أكرم الأكرمين يا أسمع السّامعين يا أبصر النّاظرين يا أسرع الحاسبين يا وليّ المؤمنين يا يد الواثقين يا ظهر اللاّجئين يا غياث المستغيثين وجار المستجيرين يا ربّ الأرباب يا مسبّب الأسباب يا مفتّح الأبواب يا معتق الرّقاب يا منشئ السّحاب يا وهّاب يا توّاب يا من حيث ما دعي أجاب يا فالق الإصباح يا باعث الأرواح يا من بيده كلّ مفتاح يا سابغ النّعم يا دافع النّقم يا بارئ النّسم يا جامع الأمم يا ذا الجود والكرم يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا عزّ من لا عزّ له يا حرز من لا حرز له يا غياث من لا غياث له يا جزيل العطاء يا جميل الثّناء يا حليما لا يعجل يا عليما لا يجهل يا جوادا لا يبخل يا قريبا لا يغفل يا صاحبي في وحدتي يا عدّتي في شدّتي يا كهفي حين تعييني المذاهب وتخذلني الأقارب ويسلمني كلّ صاحب يا رجائي في المضيق يا ركني الشّديد يا إلهي بالتّحقيق يا ربّ البيت العتيق يا شفيق يا رفيق اكفني ما اطيق وما لا اطيق وفكّني من حلق الضّيق إلى فرجك القريب واكفني ما أهمّني وما لا يهمّني من أمر دنياي وآخرتي برحمتك يا أرحم الرّاحمين .

وحكى هذا الدعاء مدى تذلّل الإمام (عليه السلام) أمام الله تعالى وانقطاعه إليه وعبوديّته المطلقة له. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.