المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أحتجاج السيدة الصديقة على سالبي الخلافة  
  
3845   11:07 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص141-147
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

احتجت سيدة نساء العالمين بحجج بالغة على القوم وبينت لهم سوء ما فعلوا وعظيم ما ارتكبوا قالت سلام الله عليها : ويحهم انى زحزحوها أي الخلافة عن رواسي الرسالة؟! وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين الطبن بأمور الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله منه نكير سيفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله وتالله لو تكافئوا على زمام نبذه إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) لاعتقله وسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ولا يتتعتع راكبه ولأوردهم منهلا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه ولا يترنم جانباه ولأصدرهم بطانة ونصح لهم سرا واعلانا غير متحل منهم بطائل الا بغمر الناهل وردعة سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات من السماء والارض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون الا هلمّ فاستمع وما عشت أراك الدهر عجبا!! وإن تعجب فقد اعجبك الحادث الى أي لجأ لجئوا؟! وبأي عروة تمسكوا لبئس المولى ولبئس العشير بئس للظالمين بدلا استبدلوا والله الذنابى بالقوادم والعجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا الا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ويحهم أفمن يهدى الى الحق أحق أن يتبع امن لا يهدّي إلا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون أما لعمر إلهكن لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوها طلاع العقب دما عبيطا وذعافا ممقرا هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما اسس الاولون ثم طيبوا عن انفسكم نفسا وطامنوا للفتنة جأشا وابشروا بسيف صارم وبقرح شامل يدع فيئكم زهيدا وجمعكم حصيدا فيا حسرة لكم انلزمكموها وانتم لها كارهون؛ وشجبت بضعة الرسول (صلى الله عليه واله) في خطابها الرائع البليغ الاعتداء الصارخ على آل البيت : ونددت بمن غصب الخلافة الاسلامية منهم فان القوم قد وضعوها في غير موضعها وضيعوا بذلك عترة نبيهم وهم رواسي الرسالة وقواعد النبوة والامامة وفي بيوتهم هبط الروح الامين وتنزل الذكر الحكيم وقد حفل خطابها القيم بامور بالغة الخطورة وهي :

1 ـ انها ذكرت اهم الاسباب الوثيقة التي من اجلها زهد القوم فى أبي الحسين ونقموا منه :

أ ـ نكير سيف الامام الذي حصد به رؤوس المشركين والملحدين ونافح به عن رسول الله (صلى الله عليه واله) في جميع المواقف والمشاهد ووتر به الاقربين والابعدين فى سبيل اقامة دعائم الدين ومن الطبيعي أن ذلك اولد في نفوس القوم عظيم الحقد والكراهية.

ب ـ شدة وطأته (عليه السلام) فقد كان حتف الكافرين وغيظ المنافقين لم يصانع ولم يحاب ولم تأخذه في الله لومة لائم وهو القائل وأيم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه ولآخذن الظالم بخرامته حتى اورده منهل الحق وان كان كارها.

ج ـ تنمره في ذات الله فقد وهب (عليه السلام) نفسه لله ورصد جميع طاقاته لأحياء دين الله واقامة سننه وقد قذف نفسه فى لهوات الحروب وخاض الغمرات والأهوال ووطأ صماخ المشركين باخمصه حتى استقام امر هذا الدين وقام على سوقه عبل الذراع كل ذلك ببركة جهوده وعظيم جهاده .

ان هذه الاسباب : هي التي أدت الى بغض القوم وحقدهم عليه بالاضافة الى حسدهم على ما منحه الله من المواهب والكمالات والحسد يولد ضغنا وحقدا في النفوس ويلقى الناس في شر عظيم.

2 ـ ان الامة لو قلدت امورها الى أمير المؤمنين وتابعت قول رسول الله (صلى الله عليه واله) فيه لظفرت بما يلي :

1 ـ انه يسير فيهم بسيرة العدل والحق ويحكم بما انزل الله تعالى ولا يضام في ظل حكمه احد ولا تهدر كرامة اي فرد منهم.

2 ـ انه يوردهم منهلا عذبا ويقود ركبهم الى شاطئ الامن والسلامة ويفيض عليهم بالخير والبركات ويغدق عليهم بالنعم فلا يشكو احد في ظل عدله الحرمان والجوع والفقر.

3 ـ انه ينصح لهم في السر والعلانية ويهديهم الى سواء السبيل .

4 ـ ان الامام (سلام الله عليه) لو تقلد زمام الحكم لما تحلى من دنياهم بطائل وما استأثر من اموالهم بشيء ولشاركهم في البأساء والضراء وقد حقق ذلك حينما آلت إليه أمور المسلمين فقد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه وما وضع لبنة على لبنة وواسى الفقراء والمحرومين وقد قال كلمته الخالدة في المواساة : أأقنع من نفسي بان يقال أمير المؤمنين ولا اشاركهم في مكاره الدهر وجشوبة العيش .

ولم يحفل تأريخ المسلمين بحاكم مثله في زهده وورعه وعدله وتجنبه عن اموال الرعية وقد بقيت سيرته من اروع الامثلة التي يعتز بها المسلمون.

5 ـ ان الامام (عليها السلام) لو تولى الخلافة من بعد الرسول (صلى الله عليه واله) لانتشرت الخيرات والبركات وعمت النعم جميع ارجاء البلاد واكل الناس من فوق رؤوسهم ومن تحت ارجلهم ولكن المسلمين حرموا انفسهم السعادة وحرموها للأجيال اللاحقة من بعدهم فقد استبدلوا الذنابى بالقوادم والعجز بالكاهل وتركوا من يهديهم الى الحق ويسير فيهم بسيرة العدل.

3 ـ واستشفت بضعة الرسول (صلى الله عليه واله) من وراء الغيب النتائج الفظيعة التي تترتب على ما ارتكبه القوم وهي كما يلي :

أ - انتشار الفتن بين المسلمين وانشقاق صفوفهم وتفلل وحدتهم.

ب - تنكيلهم وارهاقهم من قبل السلطات الجائرة.

ج - استبداد الظالمين بشئونهم.

وقد تحققت هذه النتائج الخطيرة على مسرح الحياة حينما استولى الأمويون على زمام الحكم فقد حكم معاوية رقاب المسلمين وولى عليهم جلاوزته الجلادين امثال سمرة بن جندب وبسر بن ارطاة وزياد بن أبيه فامعنوا فى ارهاق المسلمين والتنكيل بهم واذاعوا الخوف بين المسلمين وفي عهد زياد كان الناس يقولون : انج سعد فقد هلك سعيد وتولى من بعده يزيد فاستعمل على المسلمين ابن مرجانة ففعل الأفاعيل المنكرة التي سود بها وجه التاريخ وهكذا اخذت الخلافة الاسلامية تنتقل من ظالم الى ظالم ومن جائر الى جائر حتى ضجت البلاد من الظلم والجور والاستبداد ؛ ولهذه الاسباب الوثيقة التي بينتها فى خطابها ناهضت الحكم القائم وناجزته بجميع امكانياتها وطالبت المسلمين بالقيام لقلب الحكم ودعتهم الى الثورة لاستنقاذ الحق الغصيب فقد طاف بها زوجها المظلوم اربعين يوما على بيوت المهاجرين والانصار تسألهم النجدة والنصرة فكانوا يقولون لها : يا بنت رسول الله .. قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ؛ فتجيبهم مستنكرة : افتدعون تراث رسول الله يخرج من داره الى غير داره؟ واخذوا يعتذرون لها قائلين : يا بنت رسول الله , لو أن زوجك سبق إلينا قبل أبي بكر لما عدلنا به , ويجيبهم أمير المؤمنين : أفكنت أدع رسول الله فى بيته لم ادفنه ثم أخرج انازع الناس سلطانه؟ وتدعم بضعة الرسول قول أمير المؤمنين فتقول : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له , وقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه .

وقد خطبت (سلام الله عليها) خطبتها الشهيرة واستنهضت في كثير من فصولها همم المسلمين وحفزتهم على الثورة وطالبتهم بإرجاع الخلافة الى أمير المؤمنين فقد قالت مخاطبة بني قيلة : أيها بنى قيلة أأهضم تراث أبي وانتم بمرأى ومسمع تبلغكم الدعوة وشملكم الصوت وفيكم العدة ولكم الدار والجنن وانتم نخبة الله التي انتخبت وخيرته التي اختار , باديتم العرب وبادهتم الامور وكافحتم البهم حتى دارت بكم رحى الاسلام ودر حلبه وخبت نيران الحرب وسكنت فورة الشرك وهدأت دعوة الهرج واستوثق نظام الدين أفتأخرتم بعد الاقدام ونكصتم بعد الشدة وجبنتم بعد الشجاعة عن قوم نكصوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ؛ وقد اثارت حفائظ النفوس والهبت نار الثورة في خطابها الكبير إلا أن أبا بكر استقبلها بالاعتذار واللين واظهر لها بالغ الاحترام والتقدير فاخمد الثورة وشل حركتها فلم تجد (سلام الله عليها) مجالا لاسترجاع حق امير المؤمنين (عليه السلام) واخذت تبث الشكوى والشجى الى أبيها وخلدت الى الصبر على ما انتابها من المحن والخطوب.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.