أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3304
التاريخ: 10-4-2016
3595
التاريخ: 10-4-2016
3391
التاريخ: 10-4-2016
3415
|
احتجت سيدة نساء العالمين بحجج بالغة على القوم وبينت لهم سوء ما فعلوا وعظيم ما ارتكبوا قالت سلام الله عليها : ويحهم انى زحزحوها أي الخلافة عن رواسي الرسالة؟! وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين الطبن بأمور الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله منه نكير سيفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله وتالله لو تكافئوا على زمام نبذه إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) لاعتقله وسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ولا يتتعتع راكبه ولأوردهم منهلا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه ولا يترنم جانباه ولأصدرهم بطانة ونصح لهم سرا واعلانا غير متحل منهم بطائل الا بغمر الناهل وردعة سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات من السماء والارض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون الا هلمّ فاستمع وما عشت أراك الدهر عجبا!! وإن تعجب فقد اعجبك الحادث الى أي لجأ لجئوا؟! وبأي عروة تمسكوا لبئس المولى ولبئس العشير بئس للظالمين بدلا استبدلوا والله الذنابى بالقوادم والعجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا الا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ويحهم أفمن يهدى الى الحق أحق أن يتبع امن لا يهدّي إلا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون أما لعمر إلهكن لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوها طلاع العقب دما عبيطا وذعافا ممقرا هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما اسس الاولون ثم طيبوا عن انفسكم نفسا وطامنوا للفتنة جأشا وابشروا بسيف صارم وبقرح شامل يدع فيئكم زهيدا وجمعكم حصيدا فيا حسرة لكم انلزمكموها وانتم لها كارهون؛ وشجبت بضعة الرسول (صلى الله عليه واله) في خطابها الرائع البليغ الاعتداء الصارخ على آل البيت : ونددت بمن غصب الخلافة الاسلامية منهم فان القوم قد وضعوها في غير موضعها وضيعوا بذلك عترة نبيهم وهم رواسي الرسالة وقواعد النبوة والامامة وفي بيوتهم هبط الروح الامين وتنزل الذكر الحكيم وقد حفل خطابها القيم بامور بالغة الخطورة وهي :
1 ـ انها ذكرت اهم الاسباب الوثيقة التي من اجلها زهد القوم فى أبي الحسين ونقموا منه :
أ ـ نكير سيف الامام الذي حصد به رؤوس المشركين والملحدين ونافح به عن رسول الله (صلى الله عليه واله) في جميع المواقف والمشاهد ووتر به الاقربين والابعدين فى سبيل اقامة دعائم الدين ومن الطبيعي أن ذلك اولد في نفوس القوم عظيم الحقد والكراهية.
ب ـ شدة وطأته (عليه السلام) فقد كان حتف الكافرين وغيظ المنافقين لم يصانع ولم يحاب ولم تأخذه في الله لومة لائم وهو القائل وأيم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه ولآخذن الظالم بخرامته حتى اورده منهل الحق وان كان كارها.
ج ـ تنمره في ذات الله فقد وهب (عليه السلام) نفسه لله ورصد جميع طاقاته لأحياء دين الله واقامة سننه وقد قذف نفسه فى لهوات الحروب وخاض الغمرات والأهوال ووطأ صماخ المشركين باخمصه حتى استقام امر هذا الدين وقام على سوقه عبل الذراع كل ذلك ببركة جهوده وعظيم جهاده .
ان هذه الاسباب : هي التي أدت الى بغض القوم وحقدهم عليه بالاضافة الى حسدهم على ما منحه الله من المواهب والكمالات والحسد يولد ضغنا وحقدا في النفوس ويلقى الناس في شر عظيم.
2 ـ ان الامة لو قلدت امورها الى أمير المؤمنين وتابعت قول رسول الله (صلى الله عليه واله) فيه لظفرت بما يلي :
1 ـ انه يسير فيهم بسيرة العدل والحق ويحكم بما انزل الله تعالى ولا يضام في ظل حكمه احد ولا تهدر كرامة اي فرد منهم.
2 ـ انه يوردهم منهلا عذبا ويقود ركبهم الى شاطئ الامن والسلامة ويفيض عليهم بالخير والبركات ويغدق عليهم بالنعم فلا يشكو احد في ظل عدله الحرمان والجوع والفقر.
3 ـ انه ينصح لهم في السر والعلانية ويهديهم الى سواء السبيل .
4 ـ ان الامام (سلام الله عليه) لو تقلد زمام الحكم لما تحلى من دنياهم بطائل وما استأثر من اموالهم بشيء ولشاركهم في البأساء والضراء وقد حقق ذلك حينما آلت إليه أمور المسلمين فقد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه وما وضع لبنة على لبنة وواسى الفقراء والمحرومين وقد قال كلمته الخالدة في المواساة : أأقنع من نفسي بان يقال أمير المؤمنين ولا اشاركهم في مكاره الدهر وجشوبة العيش .
ولم يحفل تأريخ المسلمين بحاكم مثله في زهده وورعه وعدله وتجنبه عن اموال الرعية وقد بقيت سيرته من اروع الامثلة التي يعتز بها المسلمون.
5 ـ ان الامام (عليها السلام) لو تولى الخلافة من بعد الرسول (صلى الله عليه واله) لانتشرت الخيرات والبركات وعمت النعم جميع ارجاء البلاد واكل الناس من فوق رؤوسهم ومن تحت ارجلهم ولكن المسلمين حرموا انفسهم السعادة وحرموها للأجيال اللاحقة من بعدهم فقد استبدلوا الذنابى بالقوادم والعجز بالكاهل وتركوا من يهديهم الى الحق ويسير فيهم بسيرة العدل.
3 ـ واستشفت بضعة الرسول (صلى الله عليه واله) من وراء الغيب النتائج الفظيعة التي تترتب على ما ارتكبه القوم وهي كما يلي :
أ - انتشار الفتن بين المسلمين وانشقاق صفوفهم وتفلل وحدتهم.
ب - تنكيلهم وارهاقهم من قبل السلطات الجائرة.
ج - استبداد الظالمين بشئونهم.
وقد تحققت هذه النتائج الخطيرة على مسرح الحياة حينما استولى الأمويون على زمام الحكم فقد حكم معاوية رقاب المسلمين وولى عليهم جلاوزته الجلادين امثال سمرة بن جندب وبسر بن ارطاة وزياد بن أبيه فامعنوا فى ارهاق المسلمين والتنكيل بهم واذاعوا الخوف بين المسلمين وفي عهد زياد كان الناس يقولون : انج سعد فقد هلك سعيد وتولى من بعده يزيد فاستعمل على المسلمين ابن مرجانة ففعل الأفاعيل المنكرة التي سود بها وجه التاريخ وهكذا اخذت الخلافة الاسلامية تنتقل من ظالم الى ظالم ومن جائر الى جائر حتى ضجت البلاد من الظلم والجور والاستبداد ؛ ولهذه الاسباب الوثيقة التي بينتها فى خطابها ناهضت الحكم القائم وناجزته بجميع امكانياتها وطالبت المسلمين بالقيام لقلب الحكم ودعتهم الى الثورة لاستنقاذ الحق الغصيب فقد طاف بها زوجها المظلوم اربعين يوما على بيوت المهاجرين والانصار تسألهم النجدة والنصرة فكانوا يقولون لها : يا بنت رسول الله .. قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ؛ فتجيبهم مستنكرة : افتدعون تراث رسول الله يخرج من داره الى غير داره؟ واخذوا يعتذرون لها قائلين : يا بنت رسول الله , لو أن زوجك سبق إلينا قبل أبي بكر لما عدلنا به , ويجيبهم أمير المؤمنين : أفكنت أدع رسول الله فى بيته لم ادفنه ثم أخرج انازع الناس سلطانه؟ وتدعم بضعة الرسول قول أمير المؤمنين فتقول : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له , وقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه .
وقد خطبت (سلام الله عليها) خطبتها الشهيرة واستنهضت في كثير من فصولها همم المسلمين وحفزتهم على الثورة وطالبتهم بإرجاع الخلافة الى أمير المؤمنين فقد قالت مخاطبة بني قيلة : أيها بنى قيلة أأهضم تراث أبي وانتم بمرأى ومسمع تبلغكم الدعوة وشملكم الصوت وفيكم العدة ولكم الدار والجنن وانتم نخبة الله التي انتخبت وخيرته التي اختار , باديتم العرب وبادهتم الامور وكافحتم البهم حتى دارت بكم رحى الاسلام ودر حلبه وخبت نيران الحرب وسكنت فورة الشرك وهدأت دعوة الهرج واستوثق نظام الدين أفتأخرتم بعد الاقدام ونكصتم بعد الشدة وجبنتم بعد الشجاعة عن قوم نكصوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ؛ وقد اثارت حفائظ النفوس والهبت نار الثورة في خطابها الكبير إلا أن أبا بكر استقبلها بالاعتذار واللين واظهر لها بالغ الاحترام والتقدير فاخمد الثورة وشل حركتها فلم تجد (سلام الله عليها) مجالا لاسترجاع حق امير المؤمنين (عليه السلام) واخذت تبث الشكوى والشجى الى أبيها وخلدت الى الصبر على ما انتابها من المحن والخطوب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|