المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



مجموعة القعّاد  
  
3450   11:46 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11 ، ص24-26
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-2-2018 3031
التاريخ: 14-10-2015 3553
التاريخ: 30-3-2019 2786
التاريخ: 29-4-2022 1802

تخلّف عن بيعة الإمام جماعة سمّاهم المسعودي بـ القعّاد  وسمّاهم أبو الفداء بـ المعتزلة  وقال فيهم الإمام : اولئك قوم قعدوا عن الحقّ ولم يقوموا مع الباطل ؛ وهم : سعد بن أبي وقّاص وعبد الله بن عمر وحسّان بن ثابت وكعب بن مالك ومسلمة بن مخلد وأبو سعيد الخدري ومحمّد بن مسلمة والنعمان بن بشير وزيد بن ثابت ورافع ابن خديج وفضالة بن عبيدة وكعب بن عجرة وعبد الله بن سلام وصهيب بن سنان وسلامة بن سلامة واسامة بن زيد وقدامة بن مظعون والمغيرة بن شعبة  وهؤلاء قد انحرفوا عن الحقّ ومالوا عن الطريق القويم وليس لهم أي مبرّر في تخلّفهم عن بيعة الإمام رائد العدالة في دنيا الإسلام ؛ واعتذر سعد بن أبي وقّاص وهو أحد العشرة المبشّرة في الجنّة كما يقولون عن سبب اعتزاله عن بيعة الإمام وعن بني اميّة أيام المحنة الكبرى فقال : إنّي لا اقاتل حتى يأتوني بسيف مبصر عاقل ناطق ينبئني أنّ هذا مسلم وهذا كافر وهو اعتذار مردود مرفوض ؛ فإنّ بيعة الإمام (عليه السلام) كانت شرعية فقد صرّح بها الإمام وبايعه جمهور المسلمين ولم تكن بيعته فلتة ولم يتخلّف عنها إلاّ من شذّ عن طريق العدل ألم يسمع سعد وغيره حديث النبيّ في عليّ : عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ ؟ بلى والله! قد سمعوا ذلك وسمعوا ما هو أكثر من ذلك ولكنّ الأحقاد والأضغان هي التي دفعت سعدا لأن يتخلّف عن البيعة وقد ردّ عليه الطيّب ابن الطيّب عمّار بن ياسر فقال له : ويحك يا سعد! أما تتّقي الله الذي إليه معادك؟ أيدعوك أمير المؤمنين إلى البيعة فتسأله أن يعطيك سيفا له لسان وشفتان؟ والله! إنّ فيك لهنات وأنشأ أبياتا مطلعها :

قال سعد : لدى الإمام وسعد        في الذي قاله حقيق ظلوم

وأخيرا ندم سعد على ما فرّط في أمره وودّ أن يكون مع الإمام.

أمّا عبد الله بن عمر فقد اترعت نفسه بالحقد على الإمام وقد انبرى إليه رافعا عقيرته قائلا : يا عليّ اتّق الله ولا تنزونّ  على أمر الأمّة بغير مشورة ؛ الإمام الذي انتزى على الامّة بغير مشورتها كما يقول عبد الله وقد بايعه المسلمون على اختلاف طبقاتهم وميولهم ؛ وقد ندم على تخلّفه عن بيعة الإمام حيث لم يجد الندم شيئا وكان يقول عند موته : إنّي لم أخرج من الدنيا وليس في قلبي حسرة إلاّ تخلّفي عن عليّ ؛ وقد انتقم الله منه وأراه الذلّ فقد عاش إلى زمن عبد الملك فجاء الحجّاج ليأخذ البيعة له فجاء عبد الله في آخر الناس لئلا يراه أحد فعرف الحجّاج ذلك فاحتقره وقال له : لم لم تبايع أبا تراب؟ وجئت تبايع عبد الملك آخر الناس؟ أنت أحقر من أن أمدّ لك يدي دونك رجلي فبايع , ومدّ إليه رجله وفيها نعله فبايعها .

أرأيتم هذه الاستهانة والتحقير؟ فإنّ الله تعالى بالمرصاد لكلّ ظالم منحرف عن الطريق القويم.

إنّ هؤلاء القعّاد على علم أنّ الإمام (عليه السلام) أولى بمقام النبيّ (صلى الله عليه واله) وأحقّ بمركزه من بعد وفاته مباشرة وذلك لسابقته إلى الإسلام وجهاده في قمع أئمّة الكفر والضلالة بالاضافة إلى مواهبه وعبقرياته ولكن الأهواء باعدت بين القوم وبين دينهم فناصبوه العداء وأزالوه عن مركزه ومقامه وقال فيهم الإمام أولئك قوم قصدوا عن الحقّ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.