المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



لماذا لم يبايعوا عليا  
  
3553   04:54 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص171-172
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2022 1870
التاريخ: 10-4-2016 3301
التاريخ: 15-3-2016 3517
التاريخ: 14-10-2015 5265

لم يكن انحراف قريش عن علي لشئ فيه ينقص من أهليته للخلافة مقدار شعرة ولا لشئ في غيره يوجب امتيازه عن علي أو مساواته له في القيام بمهام الخلافة ولكن قريشا وجل المهاجرين منها قد وترها علي في حروبه لتمهيد الاسلام ، وكثير منها دخل في الاسلام كرها والضغائن من نفوسها لم تذهب فهي لا تطيق أن تكون في بني هاشم النبوة والخلافة وهم من عشيرتها والبغض والحسد في الأهل والعشيرة أشد من غيره مضافا إلى حب الرياسة الكامن في نفوس البشر فقريش حاولت جهدها ابطال نبوة محمد (صلى الله عليه واله) فلم تفلح وتغلب عليها وقهرها وفتح مكة ودخلها مالكا لها بعد ما خرج منها هربا وخوفا فكيف تترك بني هاشم تستولي على الخلافة ثانيا ويكون الرأس فيها علي بن أبي طالب قاتل صناديد قريش وقاهرها ومؤسس دولة ابن عمه وناصرها فليس من الغريب انحيازها إلى حزب أبي بكر وعمر وانحرافها عن علي إلا أقلها .

أما بنو أمية فانحازوا أولا إلى عثمان ولكن عثمان لما رأى أنه ليس في وسعه معارضة الشيخين ومن تبعهما انحاز إلى حزبهما ؛ وبالطبع لم يكن لينحاز إلى حزب بني هاشم وهبه وطن نفسه على ذلك فقومه لم يكونوا ليطيعوه وقد وترهم بنو هاشم ولا سيما علي وعداوتهم معهم قديمة قبل الاسلام ؛ ولم تفت هذه الفرصة شيخ بني أمية أبا سفيان أن يستفيد منها حسبما تساعد عليه الحال في ذلك الوقت فجاء إلى علي وبني هاشم فحرضهم على طلب الخلافة وانتقص الخليفة ؛ ولم يخف ذلك على علي فرده أقبح رد وولى الخليفة ابنه فقال وصلتك لاحم وسكت ، ولم ينس الخليفة الثاني هذه المساعدة من عثمان وبني أمية فولى معاوية الشام بعد أخيه يزيد ورشح عثمان للخلافة يوم الشورى وسن لها قانونا يكون بسببه الخليفة هو عثمان حتما. وبانحياز أسيد بن حضير رئيس الأوس ومعه الأوس كلها إلى حزب قريش حسدا لسعد قوي حزب قريش وبانحياز بشير بن سعد أحد رؤساء الخزرج إلى حزب قريش حسدا لسعد بقي سعد مفردا ليس معه الا قليل فان بشيرا انحاز معه أكثر الخزرج من عشيرته وغيرها فعشيرة الرئيس تتبعه بالطبع وغيرها للتقرب إلى الخليفة لئلا يستأثر غيرهم بالمكانة عنده وسرت هذه المودة من بشير إلى ابنه النعمان بن  بشير الأنصاري فكان من أنصار معاوية يوم صفين حيث لم يكن معه من الصحابة إلا قليل هو أحدهم ؛ ولم ينس معاوية تلك المساعدة لبشير التي هي في الحقيقة مساعدة لبني أمية على أعدائهم الألداء بني هاشم ومساعدة لأوليائهم فجازى ابنه النعمان عليها وعلى نصره له بصفين بان ولاه الكوفة ثم ولاه أياها ابنه يزيد ؛ وضعف بذلك أيضا حزب بني هاشم ولم يبق معهم أحد ؛ وكان أقوى الأسباب في ذلك كله الحسد والحسد داء بني آدم وحواء من زمن آدم إلى اليوم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.