أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
2439
التاريخ: 17-11-2020
3652
التاريخ: 16-10-2014
1736
التاريخ: 27-09-2015
2652
|
للمنهج التاريخي عدة دلالات سنعرض بعضاً منها :
1- يميل بعض الباحثين الى تفسير القرآن تفسيراً تاريخياً ، ويقصدون منه الجانب التطبيقي في تواريخ الأمم السابقة والقرون الغابرة ، وذلك باستخدام القياس التمثيلي عليها ، وإدانة الشاهد بحسب جرائم الغائب على أساس ما ورد مثلاً : في ظلم الظالمين والمتجبرين في الأرض ، والطغيان الفردي الذي اتسم به كل من فرعون وهامان وقارون وأضرابهم ، فيدان كل ظالم على أساس ما ورد في تاريخ هؤلاء ، والأمور تقاس بنظائرها . وكذلك الحال بالنسبة للأمم المتعاقبة كمدين وعاد وثمود وبنى إسرائيل ، وتحذير كل أمة مما أصاب تلك الأمم في ضوء التفسير التاريخي لأعمال أولئك (1) .
وقد يعبّر عن محاولة هذا المنهج باستنباط السنن التاريخية من منظار اجتماعي تربوي في التفسير؛ لأن المفسر في هذا المنهج ينظر من ناحية علم الاجتماع في أحوال البشر في أطوارهم وأدوارهم ومناشئ اختلاف أحوالهم من قوة وضعف ، وعز وذل ، وعلم وجهل ، وإيمان وكفر ، ويميل الى علم الاجتماع وفلسفة التاريخ .
وهذا بحث تفسيري موضوعي حيوي تحذيري من صميم أهداف القرآن ، إلا أنه خارج عن مقصدنا في التعريف بالمناهج التفسيرية الترتيبية .
2- وقد يراد بالمنهج التاريخي ، تفسير للقرآن حسب اعتبارات تاريخية تنظر الى الأمة التي نزل فيها ، والى لغة تلك الأمة ، فالذي ورد في النص جاء في ظرف تاريخي وجغرافي خاص والخاطب بها كان ضمن ظروف معينة ومعلوماته تناسب ذلك العسر ولم يكن منقطعاً عن ظروف الزمان والمكان وعليه إذا أردت ترسيه هذه الأحكام الى أزمنة وأمكنة أخرى ، يجب التوجه للعوارض ولابد أن يعلم كيف طور القرآن من دلالاتها اللغوية ، فأكسبها تصرفاً جديداً تلقّاه المستعملون لهذه اللغة بالقبول والتطوير ، فكانت اللغة أداة للتعبير عن قيم حضارات لا يمكن تجاهلها .
وبهذا التفسير التاريخي ، نستطيع أن نصل الى فهم جديد للقرآن على أساس تطور اللغة العربية في مراحلها التاريخية ما دام القرآن قد نزل بلسان عربي مبين ، ، وما دام فهمه يتوقف على فهم هذه اللغة فهماً بعيداً عن مشاكل الاختلاف والاجتهاد والرواية ، فكأنه ينحو بهذا المنحى الى إدراك النظرة التاريخية للغة العربية ومداليله الاجتماعية والسياسية والتشريعية في مراحل تطورها؛ لأن ذلك من الأسباب الفاعلة في استكناه المعاني ، وتغيير دلالاتها مدى العصور التي مرت على القرآن تاريخياً ، فكما يدرك هذا التغيير الزمني الذي مرّ باللغة ، فكذلك تفهم معاني القرآن بأسرارها الجمالية والتكليفية على النحو الذي أدركنا به تطور هذه اللغة ، فعاد فهم النص القرآني مرتبطاً بهذا التطور الذي حدث باللغة العربية من جميع الوجوه (2) .
(ويراد بهذه التاريخية أن يلاحظ المفسر كيف تلقّى الناس قبله هذا النص ، وكيف فهموه واستنبطوه ، وكيف طبقوا أحكامه وشرائعه ، وكيف وقفوا بين عروف البينات التي انتقل اليها ، وبين هذه الأحكام) (3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الصغير ، محمد حسين ، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم/ 118 .
2- نفس المصدر/ 119 .
3- أنظر: مقالة التاريخية في فهم النصوص الدينية ، من المؤلف في مجلة علوم الحديث لمؤسسة دار الحديث قم ، عدد 29 ودراسات في القرآن للسيد أحمد خليل/ 15 ، نقلاً عن المبادئ العامة لتفسير القرآن/ 120 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|