المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22

Competitive inhibition
7-9-2021
Equations of motion in ‘tilted’ spherical coordinates
2-2-2017
خصائص التخطيط الإعلامي- الخاصية السادسة: المرونة
2023-02-18
النبي (صلى الله عليه وآله) لا يخالف إرادة الله
15-11-2015
Rearrangement of Carbon Cations
6-1-2022
علاج أورام الدماغ
2024-08-24


مظاهر الأدب في عصر الخلافة الأموية بالأندلس  
  
4025   07:29 مساءاً   التاريخ: 10-2-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص194-195
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2023 1353
التاريخ: 2023-07-27 1421
التاريخ: 2023-02-05 1192
التاريخ: 19/12/2022 1248

كان أمراء بني أميّة ينظرون إلى دولتهم في قرطبة بالأندلس على أنّها استمرار لدولتهم في دمشق بالشام. فهذا النظر القوميّ العصبي مضافا إلى الجامع الدينيّ الروحيّ جعل أهل الأندلس كلّهم يرون في المشرق مثلا أعلى و قدوة في الحياة الاجتماعية و في الفقه و العلم و التفكير و الأدب. من أجل هذا كلّه لا يستغربنّ أحد إذا لم يختلف الأدب الأندلسيّ في الشعر و النثر من الأدب المشرقي-في خصائصه المعنوية و خصائصه اللفظية-اختلافا ظاهرا. و ممّا يروى في هذه الحال أنّه لمّا وصل كتاب «العقد» لابن عبد ربّه الأندلسيّ (ت ٣٢٨ ه‍) إلى المشرق و اطّلع عليه الصاحب بن عبّاد (326-385 ه‍) قال: «هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا» فإنّ كتاب «العقد» هذا كتاب مشرقيّ في اتّجاهه و موضوعاته و أسلوبه و روحه و منتخباته. و لو لا أن فيه فصلا يتعلّق بأمراء الأمويّين في قرطبة لما أدرك أحد أنّ للكتاب صلة بالأندلس.

أوّل ما يلفت النظر في الشعر الأندلسيّ أن الجانب الفكريّ فيه ضعيف بالإضافة إلى ما نعرفه من الشعر المشرقي في طوره الجاهليّ أيضا. إنّ التنوّع و الاتّساع و العمق التي نراها في شعر المشارقة لا نراها في شعر المغاربة، فليس في شعراء المغرب و الأندلس جبابرة فكر و علم من أمثال امرئ القيس و طرفة بن العبد و الفرزدق و بشّار بن برد و أبي نواس و أبي تمّام و المتنبّي و المعرّيّ. لقد كان من مثلهم العليا أن يقال في ابن هاني الأندلسي «متنبي الغرب» و في ابن زيدون «بحتريّ المغرب» !

إنّ إعجاب الأندلسيّين و المغاربة بالمشارقة-في السياسة و الاجتماع-قد برز أيضا في النتاج الأدبيّ و في خصائصه المعنويّة و اللفظية. و إذا كانت الأغراض الأدبية قد عرفت بعض الاختلاف و الابتكار، لاختلاف البيئة العامّة و اختلاف عدد من أحوال المجتمع في الغرب الإسلاميّ منها في الشرق الإسلاميّ-قليلا أو كثيرا-فإنّ الخصائص اللفظية لم تختلف في العصر الذي نعالجه اختلافا ظاهرا إلاّ في التركيب اللغويّ الذي خسر شيئا من متانته.

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.