أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2021
1613
التاريخ: 14-4-2021
1163
التاريخ: 16-4-2021
1488
التاريخ: 20-1-2016
2434
|
الذبابة السوداء ومرض عمى الأنهار
ينتشر مرض عمى الأنهار في إفريقية الوسطى والغربية وفي أمريكا اللاتينية وقد ورد ذكر وجوده في اليمن بالجزيرة العربية. مسبب المرض دودة خيطية , والناقل أنواع من الذبابة السوداء تعود للعائلة Simuliidae .
الصفات الخارجية للذبابة:
يوجد هناك أكثر من ١٣ جنسا تعود لهذه العائلة إلا أن الأنواع الناقلة لهذا المرض تعود كلها للجنس Simulium, إذ أن أنواع هذا الجنس وجنسين آخرين في العائلة تهاجم الإنسان للتغذية على الدم. الذبابة البالغة صغيرة الحجم طولها ( ١٬٥ - ٤) ملم , قوية الجسم إلى حد ما , وإذا نظرنا إليها من الجانب تظهر وكأنها محدبة الصدر , وبالرغم من الاسم فأنها قد لا تكون سوداء كليا , إذ قد توجد أنواع ذات شعر أبيض أو أصفر على الصدر والبطن والأرجل. العيون على الرأس كبيرة, متباعدة في الأنثى, ومتقاربة وتلمس بعضها و تملأ كل الرأس تقريبا فوق قرون الاستشعار في الذكر , قرون الاستشعار قصيرة قوية , وتتكون من سبع حلقات متقاربة إلى حد ما من بعضها وبدون شعر على مفاصلها. أجزاء الفم قصيرة وليست ظاهرة كثيرا ما عدا الملامس الفكية ذات الحلقات الخمسة التي تتدلى من قاعدة أجزاء الفم. الإناث فقط تعض وتأخذ الدم. أجزاء الفم تتكون من الشفة العليا وعليها سن في القمة , زوج من الفكوك وزوج من الفكوك المساعدة كلاهما ذو أسنان صغيرة على القمة , واللسان. كل هذه تقع فوق الشفة السفلى الكبيرة نسبيا , والتي تنتهي بالشفيّات اللحمية. ونظرا لكون أجزاء الفم قصيرة وعريضة فأنها لا تتمكن أن تنفذ عميقا في الجلد. السن على الشفة العليا يخدش الجلد وتعمل الفكوك والفكوك المساعدة جروحا في الجلد والأوعية الدموية الدقيقة مما يسبب خروج الدم مكونا قطرة صغيرة
تمتص الحشرة الدم منها. هذا النوع من التغذية يلائم كثيرا أخذ اليرقات الدقيقة Microfilaria من الدودة مسببة مرض عمى الأنهار.
الصدر مغطى بالشعر الدقيق المضغوط على السطح الأعلى. الأرجل قصيرة نسبيا ومغطاة أيضا بالشعر الدقيق ذي اللون الواحد أو بحلقات سوداء وفاتحة. الأجنحة قصيرة وعريضة وبدون حراشف أو شعر طويل. العروق التي بالحافة الأمامية أو بقربها سميكة وبقية الجناح غشائي وبدون تعريق واضح. الأجنحة بدون لون. عند الوقوف يكون الجناحان منطبقين على بعضهما فوق الجسم وبصورة مسطحة. البطن قصير ومغطى بشعر مضغوط على بعضه. السوءة ليست بارزة وهي واضحة بكلا الجنسين.
انثى ذبابة سوداء
عادات البالغات:
الإناث تأخذ الدم للتغذية وانماء البيض. يكون نشاط البالغات في وضح النهار , منذ بزوغ الشمس حتى غروبها وبعد ذلك تلجأ إلى الأشجار والشقوق ومحلات الاختباء الخارجية لقضاء الليل. أنها لا تدخل البيوت أو المحلات المسقفة. بعض الأنواع تفضل محلا دون آخر للتغذية. فترة هضم الغذاء وإنماء البيض تستغرق ( ٢- ٣) أيام وقد تكون أطول من ذلك في المناطق المعتدلة والباردة. قد تعيش الإناث ( ١٤ - ٢١ ) يوما وأحيانا تطول المدة إلى ٩٠ يوما. تطير البالغات لمسافات لا بأس بها وراء الغذاء , وبعيدا عن محلات التكاثر. ووضع البيض يتم عادة في محلات بعيدة عن محلات العثور على اليرقات. مما يحدث مواسم لزيادة الأعداد دون أخرى.
الأهمية الطبية:
بالإضافة إلى الإزعاج وأخذ الدم من جراء العض , فأن الذبابة السوداء تعمل بمثابة معيل ثانوي وناقلة أيضا لمسببات مرض عمى الأنهار. لأن الحشرة تتكاثر في المياه الجارية في جداول وروافد الأنهار والأنهار نفسها , لذلك فأن المرض ينتشر في هذه المحلات , ولهذا السبب أعطي أسم مرض عمى الأنهار. المسبب هو دودة خيطية تسمى Onchocerca Volvulus وهي من عائلة ديدان الفلاريا. المرض يحدث بصورة تدريجية مزمنة وليس بصورة حادة. من اﻟﻤﺨمن أن هناك حوالي ٢٠ مليونا من الناس مصابون بالمرض. فمثلا في حوض وادي الفولتا في أفريقيا الغربية , يوجد حوالي ٧٠٠٠٠ من العميان البالغين من مجموع السكان البالغ ١٠ ملايين .
في بعض المناطق الموبوءة بشدة قد تكون نسبة العمى ٢٥ % من الرجال. وهذا يسبب تأخرا كبيرا وخسارة فادحة للزراعة والإنتاج إلى حد عدم الاكتفاء. المصابون عادة يحملون عددا من بالغات الدودة , قد يصل عددها إلى ,١٠٠ وقد تعيش لمدة ١٥ سنة. البالغات لا تسبب أي مرض في الإنسان المصاب غير بعض المتورمات أو الدرنات على سطح الجسم. الإناث تلد
عددا كبيرا من اليرقات اﻟﻤﺠهرية الدقيقة والتي تعيش مدة سنة أو اثنتين في الأوعية الدموية الجلدية. قد كن رؤية عدة مئات في قطعة من الجلد لا تزيد عن ملغرام واحد. اليرقات اﻟﻤﺠهرية قد تنفذ إلى العين أو أجزاء منها. أن رد فعل المصاب لليرقات الميتة يسبب الحكة وبعد مدة يحدث نتيجة الحكة التجعد في الجلد نتيجة لتلف الطبقة المرنة. إن أهم ضرر للإصابة هي العمى. أن الطفيلي متكيف للتطفل على الإنسان ولا يعرف عن وجود عائل خازن له. تخترق اليرقات جدار معدة الحشرة وتصل إلى العضلات , ويجري لها في الحشرة أنسلاخان تكون بعدهما بحجم وطور معد. تزحف اليرقات المعدية هذه في تجويف جسم الحشرة حتى تصل إلى
نهاية الشفة السفلى أو الشفتين, ونتيجة الاحتكاك تسقط منها على جلد الإنسان اﻟﻤﺨدوش بسبب تغذية الحشرة , وبعد ذلك تأخذ طريقها بواسطة الدم إلى تحت الجلد حيث تصل دور البلوغ وتسبب التورمات الصغيرة وتبدأ بوضع اليرقات. مدة نضوج اليرقات في الحشرة تعتمد على الحرارة. وقد لا تحتاج إلى أكثر من أسبوع في الظروف الدافئة.
معالجة المرض والمكافحة:
يتوفر للمعالجة دواءان ولكنهما لا يلائمان الاستعمال الواسع , وهذا يجعل من الضروري الاعتماد على مكافحة الحشرة الناقلة. يمكن مكافحة اليرقات بإضافة المبيدات في بدايات الجداول والأنهار , وهذا يساعد على قتل اليرقات إلى مسافات بعيدة قد تصل إلى ١٥٠ كم. اليرقات حساسة جدا للد.د. ت. وقد أمكن القضاء على الأنواع التي لا تقطع المسافات الطويلة ومن نهر إلى نهر لوضع البيوض. أن العملية تحتاج إلى تحضيرات واسعة ومشاريع متكاملة , كما يجري الآن في حوض نهر الفولتا بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية وسبعة من أقطار أفريقية الغربية وقد أستبدل بمادة الد.د.ت. مواد أقل استمرارية وبقاء مثل الميثوكسي كلو والأبيت.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|