المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مراحل عملية التنشئة الاجتماعية  
  
17651   11:54 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص184-185
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

التنشئة الاجتماعية عملية تبدأ بولادة الفرد , وتستمر لتشمل جميع مراحل حياته في الطفولة والمراهقة , والبلوغ , والشيخوخة . وتكون بدايتها في الأسرة , ثم تتسع باتساع دائرة حياة الفرد كلما كبر فتشمل المدرسة وجماعة الرفاق والمهنة , والنادي , ودار العبادة , ومؤسسات الإعلام , وغيرها .

ويقسم بارسونز عملية التنشئة إلى مراحل ترتبط كل مرحلة منها بأنظمة اجتماعية على النحو التالي (1) :

ــ مرحلة ما قبل المدرسة وتتم داخل الأسرة .

ــ مرحلة المدرسة , وتتم أثناء مراحل الدراسة المتعددة .

ــ مرحلة العمل والإنتاج .

ــ مرحلة الزواج وتكوين الأسرة , وتتداخل هذه المرحلة مع مرحلة العمل والإنتاج وقد تسبقها.

وبالرغم من تعدد المؤسسات التي تتم من خلالها التنشئة الاجتماعية للفرد (الأسرة , المدرسة , دار العبادة , النادي) إلا أن أكثر هذه المؤسسات تأثيراً في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد هي الأسرة التي تتم فيها التنشئة الاجتماعية المبكرة , ولأسباب بيولوجية وسيكولوجية , تتحدّد في هذه المرحلة المبكرة , من مراحل تنشئة الفرد اجتماعياً , أساسيات شخصيته الاجتماعية وملامحها العامة . ومن الناحية البيولوجية وأيضاً السيكولوجية على حد سواء , تكون قابلية الفرد للتشكيل أكبر ما تكون عندما يكون صغيراً في العمر .

والطفل البشري يطول بقاؤه في الأسرة ؛ لطول فترة عجزه نسبياً , ويكون طيلة هذه الفترة معتمداً عليها في إشباع حاجاته البيولوجية والسيكولوجية مما يجعل تأثير الأسرة فيه عميقاً ويجعل من خبراته فيها أساساً لخبراته اللاحقة , ومنوالاً ينسج عليه في المراحل الأخرى من حياته , ومن هنا قيل إن الطفولة عجينة خام , تشكلها الأسرة حسب القيم وأشكال السلوك السائد  كما قيل إن التعليم في الطفولة أكثر أنواع التعلم استقراراً .

________________

1ـ توفيق مرعي واخرون ، مدخل في التربية، وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب، عمان ، 1984. ص54- 55.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.