المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الشعور بالشكر والامتنان
24-11-2019
الإجماع على أن الأئمة اثنا عشر كلهم من قريش.
9-6-2022
خصائص الموارد المعدنية
28-1-2023
بداية الخلق في فروض نظرية داروين للتطور
21-04-2015
نافلة شهر رمضان‌
19-10-2016
ثابت البناني.
25-12-2016


الأوامر والنواهي مع الأولاد  
  
2091   01:29 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص207ـ208
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

قلّما تطرأ المشاكل في علاقاتك مع أطفالك في مرحلة الطفولة، لأنك قادرة على التعامل معهم بسهولة، ومن جهة أخرى ولشدة تعلقهم وارتباطهم بأمهم، فإنهم مستعدون للخضوع والقبول والرضى والطاعة، حيث يعملون على تنظيم حياتهم ليتوافقوا ويتطابقوا معك، ولكن يصعب عليك الى حد ما التعايش مع أطفالك اليافعين، فغالباً ما تنظرين الى واحدهم على انه مغرور وعاص، وغير مطيع، ومتمرد عليك، وغير مكترث بأوامرك، ويعتمد على ما اكتسبه من تعليم، ويرغب في الخلاص من اسرك والاستقلال عنك، ولذلك من الضروري ان تعامليه بجدية اكبر، لكي يصبح مطيعاً في ظل مراقبتك له، ويجب أن يكون امر الأولاد اليافعين ونهيهم امراً اكثر عقلانية ودراسة، وبالطبع لا بد من استشفاف الأرضية المناسبة للتقبل عنده، أو القيام بتوفيرها بنفسك، ومن ثم تشرعين بالأمر والنهي، لأن خطر تمرده وعصيانه وعدم الاكتراث بكلامك قائم، وهذا مما يزيد استمرارك في عملك صعوبة، وبالطبع فإننا لا ندعوك الى إجباره على الطاعة والخضوع من خلال تقديم الرشوة والهدية له، لأن ذلك يعد خطراً كبيراً ايضاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.