المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

البروتوكولات
26-10-2019
Specific Sequences Attach DNA to an Interphase Matrix
22-3-2021
Resurfacing of /ð/ and /θ/
2024-05-18
مرونة الوراثة اللاجينية Epigenetic Plasticity
20-3-2018
حدود سلطة الضبط الإداري في الظروف الاستثنائية في الجزائر
24-6-2018
اللوح المحفوظ
1-07-2015


انتظر حتى يسألوك النصيحة  
  
1819   12:54 صباحاً   التاريخ: 5-9-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص254-255
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2018 1806
التاريخ: 1/9/2022 1382
التاريخ: 11-9-2016 1977
التاريخ: 12-1-2016 1984

بعد قراءتك للقاعدة السابقة التي مضمونها (1) (اتركهم وشأنهم) قد تتساءل الان عما يفترض بك فعله اذا طلب ولدك النصيحة منك. لا توجد مشكلة ، يمكنك اسداء النصح إليهم.

قد يبدو الامر سهلا اذن ، وقد لا يستحق حتى إفراد قاعدة كاملة له ، أليس كذلك؟ كلا ، انه ليس بهذه السهولة ، والا لكنت تركت باقي الصفحة التي تقرؤها الان خالية! هناك امران – في رأيي - لابد لك ان تعرفها بخصوص اسداء النصح الى ولدك البالغ (أو الى أي شخص آخر في الحقيقة):

• إياك ابدا ان تسدي النصح الى شخص لم يسألك اياه.

• أعط السائل النصيحة على قدر ما سالك فقط لا أكثر.

فاذا سالك ولدك النصيحة ، فهو يطلب نصيحتك فقط. انه لا يطلب منك تعليمات ، أو إشارات ، او أوامر ، او تعليقات بخصوص نظام حياته او آرائه او احكامه او أي شيء اخر. انه يطلب منك مجرد النصيحة ، لا أكثر ولا أقل. وحتى عندئذ عليك ان تتعامل مع الامر بكل حرص.

فلنجرب تدريبا بسيطا. افترض ان ابنك البالغ طلب منك النصيحة بشأن مسالة قبوله او رفضه لوظيفة معينة عرضت عليه. اليك بعض الاستجابات التي يمكن الاختيار منها :

• "لا يهم ، فسوف تتركها بعد ثلاثة اشهر كما فعلت مع أي وظيفة اخرى".

• "ستكون أحمق اذا لم تقبلها".

• "لا ادري ما الذي تراه في مهنة تنظيف السجاد على أي حال؟".

• "حسنا ، على الاقل لن يمانعوا في مجيئك للعمل وانت واضع حلقات الانف واللسان البشعة تلك".

لن أهين ذكاءك واخبرك بان أيا من تلك الاستجابات السابقة لا تصلح (2). كل ما عليك فعله في الواقع هو ان تسدي النصح ، وأفضل وسيلة تفعل بها هذا – دون ان تتجاوز حدودك – هي ان تساله اسئلة من قبيل : "لماذا تروق لك هذه الوظيفة؟" ، "ما هي احتمالات الترقي الموجودة في هذه الوظيفة؟". " ما هو شعورك حيال فترة الانتقال الطويلة منها واليها؟" – مجرد اسئلة كهذه. أي انك في الواقع تساعده على ان يجد الاجابات بنفسه وبالتالي يتوصل الى القرار بنفسه.

وهذه هي النصيحة ، بكل بساطة ، وليس لزاما على ولدك ان يقبلها. وهكذا حين يقرر ان يفعل عكس ما نصحته به تماما فالأمر راجع اليه في النهاية. ولا يعني هذا ان نصيحتك لم تساعده على ان يصل الى قراره النهائي ، لذا لا تحزن – بل كن سعيدا لأنك تمكنت من مساعدته.

انك تساعده على ان يجد الاجابات بنفسه ، وبالتالي يتوصل الى القرار بنفسه.

_________________________

1ـ على افتراض انك تقرا بالترتيب، واذا لم تكن قد فعلت فرجاء عد للقاعدة السابقة (رقم 91) واقراها قبل استكمال هذه القاعدة.

2ـ  مفاجأة ! 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.