المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



صلاح الاباء سر صلاح الابناء  
  
3285   12:26 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص27-28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 2579
التاريخ: 8-5-2018 2023
التاريخ: 11-1-2016 1994
التاريخ: 2024-11-04 202

.. يجب ابتداء ان نلاحظ سلوكنا قبل ملاحظة سلوك أبنائنا، وان نحاول التعرف على مشاعرنا قبل التعرف على مشاعرهم، كذلك نحاول ضبط انفعالاتنا قبل ان نلقي اللوم على عصبيتهم وانفعالاتهم، وقبل ان نطلب منهم فعل سلوك ما يجب ان يرونا نفعل هذا السلوك، وقبل ان ننهاهم عن سلوك ما يجب ان ننتهي (نحن) عنه باختصار نود ان نكون نماذج سوية يقتدي بها ابناؤنا.

وقد علمتني الحياة... لا سيما المشاهدات الاكلينيكية في العيادة النفسية ان الابناء الاسوياء يقف وراءهم اباء وامهات اسوياء... يجيدون فنون التربية السليمة وان الابناء غير الاسوياء يقف وراءهم اباء وامهات غير اسوياء... بشكل او باخر ، ولا يجيدون فنون التربية.

بمعنى اخر لاحظت ان  صلاح الاباء ينفع الابناء وان فساد الاباء يضر الابناء ، حيث وجدت ان اكثر فساد الابناء من الاباء.

فمثلا ينشأ الاطفال وهم لا يعرفون الا الصدق، ببساطة لانهم لا يستطيعون الكذب لان الكذب عملية عقلية عليا تأتي مع نمو قدرة الطفل على قلب الحقائق وذلك لا يكون الا من خلال النمو العقلي له ، ولو لم نكذب امامه لما كذب، فأول درس في الكذب نحن من يغرسه في نفوس الاطفال ،بكذبنا (نحن) عليه، وتدريبه على الكذب حينما يدق جرس التليفون او يطرق الباب طارق يريدنا فيقول البعض لطفله (قل له بابا مش موجود).

كما يغرس البعض في اطفاله اول درس في النفاق حينما يقول لابنه (خليك كويس علشان الناس) والأصح ان نعود الطفل على ان يكون طفلا خلوقا من أجل الله، فيكون كذلك حتى وهو بعيد عن اعين الناس وحتى وهو يخلو بنفسه.

كذلك ينشأ الطفل مسالما ولكن البعض يغرس اول درس في العنف لدى ابنه وذلك بعنفه امامه ومعه، فينشأ الطفل متعلما ذلك السلوك من ابيه وامه ويظن ان هذه هي الطريقة المثلى للتعامل مع الاخرين.

وهلم عزيزي المربي نضرب مثالا اخر بالآباء المدخنين وتأثير ذلك على أبنائهم.

فالآباء المدخنون يدخن ابناؤهم ـ الا من رحم ربي ـ واكثر الابناء المدمنين لآباء مدخنين ومدمنين، حيث يستدخل الطفل معايير والده كلها بداخله ومعها سيجارته ، ومن ثم يقلد اباه في التدخين لاسيما في فترة المراهقة لأنه يحتاج لإثبات الذات والشعور بالرجولة، وحينما نرشد الاباء لذلك ينزعجون بشده ويقولون سوف ننصح ابنائنا بعدم التدخين ونوضح لهم اضراره ولو فعلوا ذلك سوف نعاقبهم بكل الوان العقاب.

 واود عزيزي المربي ان تتصور معي هذا المشهد الكوميدي....

 أب يمسك بسيجارته ويدخن وينفخ الدخان في وجه ابنه ـ اقصد ينفث سمومه في وجه ابنه ـ ويقول لابنه اياك والتدخين فانه مهلك ومدمر للصحة ويسبب الوفاة.. وحرام.. ويستمر الاب في التدخين مواصلا كلامه... واياك ان اراك في يوم من الايام تمسك بهذه السيجارة لاحظ (هذه) ويكمل كلامه (هات لي الطفاية) ومن حين لأخر يطلب بهذه من ابنه الصغير ان يشتري له علبة السجائر ...كما يلاحظ الابن ان اباه وقت الانفعال يشعل سيجارة كي يعالج بها همه.. فيظن الابن ان التدخين هو الطريقة المثلى للتخلص من ضغوط الحياة.. وبالطبع فان معايشة الابن لسلوك التدخين تجعله يقلد والده ــ الذي يحبه بالفطرة ويرى انه مثالي ولا يخطئ ابداً ـ وبالتالي لا بد وان يواصل الابن مسيرة أبيه في التدخين حاملاً الراية ـ البيضاء ـ من بعده.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.