أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
6138
التاريخ: 6-03-2015
1923
التاريخ: 14-10-2014
5116
التاريخ: 14-10-2014
1954
|
مـن الاسرائيليات ما ذكره الثعلبي والبغوي ، والزمخشري ، والقرطبي والآلوسي وغيرهم ، عند تفسير قوله تعالى : {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} [الأعراف : 145] .
فقد ذكر في الالواح : مم هي ؟ وما عددها ؟ أقوالاً كثيرة عن بعض الصحابة والتابعين ، وعن كعب ووهـب ، مـن أهـل الـكـتاب الذين اسلموا ، مما يشير الى منبع هذه الروايات ، وأنها من اسرائيليات بني اسرائيل ، وفيها من المرويات ما يخالف المعقول والمنقول ، وإليك ما ذكره البغوي في هذا ، قال :
قـوله تعالى : (وَكَتَبْنَا لَهُ) ، يعني لموسى (فِي الْأَلْوَاحِ) ، قال ابن عباس : يريد ألواح التوراة ، وفي الحديث : (كانت من سدر الجنة ، طول اللوح اثنا عشر ذراعاً) ، وجاء في الحديث : (خلق اللّه آدم بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس شجرة طوبى بيده ) (1) .
وقال الحسن : كانت الالواح من خشب ، وقال الكلبي : كانت من زبرجدة خضراء.
وقال سعيد بن جبير : كانت من ياقوت أحمر ، وقال الربيع : كانت الالواح من برد (2) .
وقال ابن جريج : كانت من زمرد ، امر اللّه جبريل حتى جاء بها من عدن ، وكتبها بالقلم الذي كتب به الذكر ، واستمد من نهر النور!!.
وقـال وهـب : امـر اللّه بقطع الألواح من صخرة صماء ، لينها اللّه له ، فقطعها بيده ، ثم شققها بيده ، وسـمـع مـوسـى صرير القلم بالكلمات العشر ، وكان ذلك في اول يوم من ذي القعدة ، وكانت الالواح عشرة اذرع ، على طول موسى!!.
وقال مقاتل ووهب : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ) : كنقش الخاتم .
وقال الربيع بن أنس : نزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير ، يقرأ الجزء منه في سنة ، لم يقرأها الا أربعة نفر : موسى ، و يوشع ، وعزير ، وعيسى .
فـكـل هذه الروايات المتضاربة التي يرد بعضها بعضاً مما نحيل ان يكون مرجعها المعصوم (صلى الله عليه واله وسلم ) وأنما هي من اسرائيليات بني اسرائيل ، حملها عنهم بعض الصحابة والتابعين بحسن نية ، وليس تفسير الآية متوقفا على كل هذا الذي رووه .
ومن ذلك : ما يذكره بعض المفسرين في قوله تعالى : {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [الأعراف : 145] ، فقد جعلوا التوراة مشتملة على كل ما كان وكل ما يكون ، وهذا مـمـا لا يعقل ، ولا يصدق ، فمن ذلك : ما ذكره الالوسي في تفسيره ، قال : وما أخرجه الطبراني ، و البيهقي في (الدلائل ) عن محمد بن يزيد الثقفي ، قال : اصطحب قيس بن خرشة ، وكعب الاحبار حـتـى اذا بـلغا صفين ، وقف كعب ، ثم نظر ساعة ، ثم قال : ليهراقنّ بهذه البقعة من دماء المسلمين شي لا يهراق ببقعة من الارض مثله .
فقال قيس : ما يدريك ؟ فإن هذا من الغيب الذي استأثر اللّه تعالى به ؟!. فقال كعب : ما من الأرض شبر إلا مكتوب في التوراة التي أنزل اللّه تعالى على موسى ، ما يكون عليه ، وما يخرج منه الى يوم القيامة!!.
وهو من المبالغات التي روي امثالها عن كعب ولا نصدق ذلك ، ولعلّها من الكذب الذي لاحظه عليه ، مـعاوية بن أبي سفيان على ما أسلفنا سابقاً ، ولا يعقل قطّ ان يكون في التوراة كل احداث الدنيا الى يوم القيامة .
والـمحققون من المفسرين سلفاً وخلفاً ، على أن المراد ان فيها تفصيلاً لكل شيء ، مما يحتاجون إليه فـي الـحـلال والحرام ، و المحاسن والقبائح مما يلائم شريعة موسى وعصره ، إلا فقد جاء القرآن الكريم بأحكام وآداب ، واخلاق ، لا توجد في التوراة قط.
وقد ساق الآلوسي هذا الخبر ، للاستدلال به لمن يقول : ان كل شيء عام ، وكانه استشعر بعده ، فقال عقبه : (ولعل ذكر ذلك من باب الرمز ، كما ندعيه في القرآن ) (3) . قال أبو شهبة :
و لابـد ان نقول للآلوسي ومن لف لفه : إن هذا مردود وغير مقبول ، ونحن لا نسلم بأن في القرآن رموزاً ، واشارات لأحداث ، وإن قاله البعض ، والحق أحق أن يتبع (4) .
_____________________
1- لم يخرج البغوي – كما هو عادته – الحديثين ولم يبرز سندهما ، وقد ذكر الآلوسي أن الحديث الأول رواه ابن أبي حاتم ، واختار القول به إن صح السند إليه ، وأما الحديث الثاني فقال : إنه مروي عن عبد الله بن عمر (روح المعاني ، ج7 ، ص57).
2- الظاهر أنها بضم الباء وسكون الراء : الثوب المختط ، وإلا فلو كانت من برد – بفتح الباء والراء – حبات الثلج فكيف يكتب عليها ؟.
3- المصدر نفسه ، ج9 ، ص56 و57 ، ط منير .
4- الإسرائيليات والموضوعات ، ص204.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|