أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
12177
التاريخ: 9-05-2015
2622
التاريخ: 31-1-2016
4228
التاريخ: 10-1-2016
15231
|
مصبا- مكن فلان عند السلطان مكانة وزان ضخم ضخامة : عظم عنده وارتفع , فهو مكين. ومكّنته من الشيء تمكينا : جعلت له عليه سلطانا وقدرة , فتمكّن منه واستمكن : قدر عليه , وله مكنة أي قوّة وشدّة. وأمكنته منه مثل مكّنته. وأمكنني الأمر : سهل وتيسّر.
صحا- مكّنه اللّٰه من الشيء وأمكنه منه بمعنى , وفلان لا يمكنه النهوض أي لا يقدر عليه. والمكن : بيض الضبّ , والمكنة واحدة المكن والمكنات , وفي الحديث- أقرّوا الطير على مكناتها. وأمكنت الضبّة : جمعت بيضها في بطنها.
لسا- المكن والمكن : بيض الضبّة والجرادة ونحوهما , قال أبو عبيد : سألت الأعراب عن مكناتها؟ فقالوا لا نعرف للطير مكنات , وإنّما هي وكنات , وإنّما المكنات بيض الضباب. وقيل في تفسير- أقرّوا الطير على مكناتها : على أمكنتها ومواضعها. والمكنة بمعنى التمكّن.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو استقرار مع قدرة , ومن آثاره : العظمة والارتفاع والسلطنة والقدرة والشدّة والتيسّر والكون على موضع.
وأمّا بيض الضبّة : والبيض جمع بيضة. والضبّة والضبّ : بالفارسيّة يقال لنوع- سوسمار- وهو بحرىّ وبرىّ , ويعيش مدّة مديدة , ويتغذّى من الرطوبة والهواء ومن الحشرات الصغيرة , ويسمّى الصغار منها بالفارسيّة- مارمولك - وهو من الحيوانات الّتى لا إيذاء فيها , وفي حياة الحيوان- إذا أرادت الضبّة أن تخرج بيضها حفرت في الأرض حفرة ورمت بيضها فيها وضمّتها بالتراب وتتعاهدها كلّ يوم حتّى يخرج في أربعين يوما.
فإطلاق المادّة على البيض للضبّ : بمناسبة استقرار وقوّة فيها , حيث تحفر الأرض وتوضع البيض فيها ثمّ تختلط بالتراب , فما في البيض ما يكون على مثلها في هذه الصفة والاستقرار.
{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون : 13] مستقرّ ذي قوّة في حفظها.
{إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف : 54] فقال الملك لمّا كلّم يوسف بعد السجن : انّك لدينا في مقام مستقرّ ذي قوّة.
{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} [التكوير: 19، 20] أي إنّه ذو قوّة روحانيّة إلهيّة , وله مقام مستقرّ ثابت محكم عند ربّه. فهو قوىّ في نفسه روحا , وقوىّ من جهة الاستقرار عند ربّه.
{وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} [الأنفال : 71] أي وإن يريدوا (الأسارى) الخيانة : فقد خانوا اللّٰه من قبل , وأمكن اللّٰه منهم , أي جعلك اللّٰه مستقرّا ذا قوّة في قبالهم. فالأفعال يدلّ على جهة قيام الفعل بالفاعل. والتمكين : تفعيل ويدلّ على جهة وقوع الفعل وتعلّقه بالمفعول.
{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ } [يوسف : 56 { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي} [الكهف : 95]. {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ} [الأنعام : 6] والفرق بين مكّنه ومكّن له ومكّن منه : أنّ الأوّل تمكين يتعلّق الاستقرار والقوّة فيه بنفس المفعول فيكون في نفسه متمكّنا.
وفي الثاني- يتعلّق التمكّن بما يرتبط بالمفعول وبالأسباب له وبما يكون وسيلة لتمكّنه- مكّنّا ليوسف , نمكّن لكم.
وفي الثالث- يكون النظر الى من يعمل التمكّن ويجرى في الخارج في حقّه- كما في- فأمكن منهم , والمراد جعل التمكّن لتشخص أو أشخاص حتّى يعمل في حقّهم وعليهم.
فظهر لطف كلّ من التعبيرات في مورد مخصوص.
وظهر أيضا لطف التعبير بالمادّة في الموارد : فانّ التمكين أقوى من التقوية وأعطاه القدرة والسلطنة وغيرها , فانّه يدلّ على استقرار وتثبّت وتحقّق مع القدرة.
{وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [النور: 55] أي وقد جعل دينهم الّذى ارتضى لهم وفيه سعادتهم , مستقرّا ثابتا محكما ذا قوّة واستحكام , لاستفادتهم وانتفاعهم منه. فالتمكّن هو الدين المرتضى. والمتمكّن له هم المؤمنون الصالحون.
_______________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|