أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
8456
التاريخ: 29-09-2015
8689
التاريخ: 8-11-2014
7875
التاريخ: 8-11-2014
8118
|
تثار عدّة أسئلة فيما يتعلق بعصمة الأنبياء والأئمّة المعصومين عليهم السلام أهمها هو : أليس العصمة صفة إجبارية؟ فاذا كانت العصمة موهبة إلهيّة تمنح فقط إلى هؤلاء، وليس بمقدور الأنبياء والأئمّة المعصومين عليهم السلام ارتكاب الذنب، أو أنّ اللَّه يحول دون عوامل الذنب بشكل حازم، فما الفضيلة والفخر في ذلك؟
[نقول] باختصار :
إنّ إثارة هذه الشبهة سببه عدم التمعُّن بأصول عصمة المعصومين عليهم السلام، فهم لم يلتفتوا إلى أنّ هذه «التقوى الراسخة» تنبع من «إيمانهم القوي وعلمهم ومعرفتهم الخارقة» التي يكون جانب منها اكتسابياً والآخر هبة، فمثلًا : إنّ الإنسان الذي يبلغ درجة عالية في الطب، محال أن يشرب ماءً ملوثاً بالجراثيم، بينما ربّما يفعل الإنسان الامي هذا الأمر، إنّ امتناع الطبيب عن شرب الماء الملوث كان باختياره، فهو يستطيع شرب ذلك الماء، إلّا أنّ إيمانه ومعرفته بعواقب الأمر تحول دون ذلك، فهو شبيه المعصوم في حرية إرادته ازاء القيام بهذا العمل (1).
السؤال الآخر هو : إنّ الأئمّة اعترفوا بالخطأ والذنب من خلال كلماتهم، فكيف يمكن اعتبارهم معصومين؟ ففي أدعيتهم يسألون اللَّه أن يغفر لهم ذنوبهم، وهذا بحد ذاته دليل على عدم عصمتهم.
يقول أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الخطبة 216 من نهج البلاغة : «إنّي لستُ في نفسي بفوق أن اخطيء ولا آمن ذلك من فعلي إلّا أن يكفي اللَّه من نفسي ما هو أملك بي منّي» (2).
ويثار نظير هذا الاعتراض بشأن الكثير من الآيات المتعلقة بقصص الأنبياء في القرآن الكريم أيضاً، حيث ذكرناها... تحت عنوان «تنزيه الأنبياء»، وأعطينا الجواب عنها، وتعقَّبنا هذه القضايا من خلال الإشارة إلى جزئيات تاريخ الأنبياء وما يمكن أن يتعرض إلى هذه الشبهات.
ولابدّ من الإشارة إلى بعض النقاط بشكل مختصر :
1- في الكثير من الحالات كان الأئمّة عليهم السلام يتحدثون لتعليم الناس باعتبارهم الاسوة، وأنّ أقوالهم كانت تحمل طابعاً تعليمياً، واللطيف أنّ تفسير روح المعاني وبعد إثارة هذا الاعتراض بشأن علي عليه السلام يأتي بهذا الجواب، ثم يقول : وقصد الكلام كما في بعض الأدعية النبوية بعيد (3) فلماذا لا يكون مستبعداً في كلام النبي صلى الله عليه و آله بينما يستبعد في كلام علي عليه السلام. إنّ هذا لا يدل إلّا على تعصب هذا المفسر المعروف.
2- كان الغرض في بعض الحالات هو أنّهم عليهم السلام يريدون أن يقولوا : إنّنا لا نملك شيئاً بدون الاعتماد على اللطف الإلهي، وهذه هي عطاياه ومواهبه وفيوضاته التي تجعلنا معصومين، وبتعبير آخر : إنّ ما نقل عن علي عليه السلام في العبارة يعاكس ما يقوله المشككون تماماً فهو يدل على عصمته بالاعتماد على الألطاف الإلهيّة، فالإمام يقول : لست معصوماً عن الخطأ «بدون اللطف الإلهي»، وهذه الموهبة ليست سوى لطف إلهي، أو وفقاً للتعبير الذي ورد في سورة يوسف ليس إلّا.
3- في الكثير من الامور التي وردت في الآيات أو الأدعية باعتبارها ذنباً، فهي ليست سوى ترك الأولى، ومصداق للقول المعروف : «حسنات الأبرار سيئات المقربين».
وهذه النكتة جديرة بالذكر أيضاً وهي أنّ المراد من ترك الأولى ليس ترك عمل واجب، أو ارتكاب محرم أو مكروه، بل أراد الفعل المباح أو المستحب في قبال عمل أكثر استحباباً منه، وواضح أنّ ترك المستحب الأولى والإتيان بمستحب آخر ليس في فعله خلاف، إلّا أنّه ترك للأولى، لكن ليس هذا الفعل بالنسبة للآخرين لا يعتبر خلافاً فحسب، بل إنّ أداء المستحب بحد ذاته يعدُّ فضيلة، وربّما يؤدّي إلى اللوم بالنسبة إلى المقربين لدى اللَّه تعالى.
فالصلاة المقبولة من شخص عادي، تعد تركاً للأولى بالنسبة للعالم الكبير، وصلاة ذلك العالم لا تليق بالمعصوم...
____________________
(1) للمزيد من الايضاح راجعوا ج 7، ص 155- 160 من هذا التفسير.
(2) يصرُ الآلوسي في تفسيره، ذيل آية التطهير اصراراً عجيباً في انكار أنّ مفهوم الآية يتعلق بعصمة أهل البيت عليهم السلام ويثير هذه الشُبهة (تفسير روح المعاني، ج 22، ص 17).
(3) تفسير روح المعاني، ج 22، ص 18.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|