لعمليات النقل المختلفة تاريخيا اثر كبير في حركة السكان من حيث هجرتهم واستقرارهم وقيام المستوطنات الريفية والحضرية ، وبالتالي مستوى كثافتهم وعليه فأن للنقل أهمية كبيرة في توزيع السكان ، وكان للنقل المائي دوراً كبيراً في قيام الحضارات القديمة كحضارة وادي الرافدين وحضارة مصر والصين والهند ، وكان النقل العامل الأساس في تلاقح الثقافات العالمية ، أن للنشاطات النقلية آثار واضحة ليست فقط على توزيع السكان بل يمتد ذلك الأثر على حجوم المستوطنات البشرية و أنماط انتشارها والنشاطات التي تقوم بها تلك المستوطنات سواء الاقتصادية أم الخدمية وسواء كانت تلك المستوطنات حضرية أم ريفية ، كما ان وسائل النقل من طرق معبدة وسكك حديد وموانئ قد جذبت إليها السكان فقامت مستوطنات عديدة في كل مكان ، والأكثر من ذلك هو أن شبكات النقل الحضرية والإقليمية في مختلف قارات العالم هي الجاذب الأساس في الوقت الحالي لعمليات الاستيطان وتوسعه وامتداداته الشريطية على طول المسارات النقلية وبشكل متسارع يترافق مع الزيادات السكانية ونموها المطرد عالمياً ، وتعد المراكز السكانية الكبرى وخصوصاً العواصم العالمية التي نشأة عند مفترقات خطوط النقل تاريخيا من الأمثلة على ذلك ومنها عاصمة العراق بغداد ودمشق في سوريا وسمرقند في أواسط آسيا.