المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



هل كان هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة ؟  
  
154   12:58 صباحاً   التاريخ: 2024-12-02
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج1، ص 174-176.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

هل كان هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة ؟

 هل كان هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة ، وأنزلهما اللّه تعالى مع ثالث لهما إلى الدنيا وفعلا ما فعلا ؟ !

الجواب / قال أبو يعقوب وأبو الحسن : قلنا للحسن أبي القائم عليهما السّلام :

فإنّ عندنا قوما يزعمون أنّ هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة لمّا كثر عصيان بني آدم ، وأنزلهما اللّه تعالى مع ثالث لهما إلى الدنيا ، وأنّهما افتتنا بالزّهرة ، وأرادا الزنا بها ، وشربا الخمر ، وقتلا النفس المحرّمة ، وأنّ اللّه يعذّبهما ببابل ، وأنّ السحرة منهما يتعلّمون السحر ، وأنّ اللّه تعالى مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذي هو الزّهرة .

فقال الإمام عليه السّلام : « معاذ اللّه من ذلك ، إن الملائكة معصومون من الخطأ محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف اللّه تعالى ، فقال اللّه عزّ وجلّ فيهم : { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم : 6] وقال : {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ يعني الملائكة لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء : 19، 20] .

وقال في الملائكة : { بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء : 26 - 28].

ثمّ قال عليه السّلام : « لو كان كما يقولون كان اللّه قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاء على الأرض ، فكانوا كالأنبياء في الدنيا أو كالأئمّة ، أفيكون من الأنبياء والأئمّة قتل النفس وفعل الزنا ؟ ! » .

ثمّ قال : « أو لست تعلم أن اللّه تعالى لم يخل الدنيا قطّ من نبيّ أو إمام من البشر ؟ أوليس اللّه تعالى يقول : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [يوسف : 109] فأخبر اللّه أنّه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمّة وحكّاما ، وإنّما أرسلوا إلى أنبياء اللّه » .

قالا : قلنا له عليه السّلام : فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا ؟

فقال : « لا ، بل كان من الجنّ ، أما تسمعان أن اللّه تعالى يقول : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف : 50] فأخبر أنّه كان من الجنّ ، وهو الذي قال اللّه تعالى : {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} [الحجر: 27] » .

ثمّ قال الإمام عليه السّلام : « حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن الرّضا ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم السّلام ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أنّ اللّه اختارنا معاشر آل محمّد ، واختار النبيّين ، واختار الملائكة المقرّبين ، وما اختارهم إلّا على علم منه بهم أنّهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته ، وينقطعون به عن عصمته ، وينضمّون به إلى المستحقين لعذابه ونقمته » .

قالا : فقلنا : لقد روي لنا أنّ عليا عليه السّلام لمّا نصّ عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالولاية والإمامة عرض اللّه في السماوات ولايته على فئام « 1 » وفئام وفئام من الملائكة ، فأبوها فمسخهم اللّه تعالى ضفادع .

فقال : « معاذ اللّه ، هؤلاء المكذّبون علينا ، الملائكة هم رسل اللّه ، فهم كسائر أنبياء اللّه إلى الخلق ، أفيكون منهم الكفر باللّه ؟ » قلنا : لا . قال : « فكذلك الملائكة ، إنّ شأن الملائكة عظيم ، وإنّ خطبهم جليل » « 2 » .

_______________

( 1 ) الفئام : الجماعة الكثيرة ، « مجمع البحرين - فأم - 6 : 130 » .

( 2) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : 471 / 304 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .