أن المعدل السنوي لتوزيع الضغط الجوي يعكس تناغماً جيداً في توزيع الضغط وعلاقة هذا التوزيع بالعوامل الأنفة الذكر، وهو يعبر عن تصور نظري لتوزيع الضغط. حيث أن الواقع يختلف قليلاً عن هذا التوزيع، في حين أن التوزيع الفصلي يعبر عن واقع أكثر دقة من التوزيع السنوي النظري. ولكن مع ذلك، فان التوزيع السنوي الفعلي يعيننا على تصور حالة الضغط العامة على سطح الأرض.

تبين التوزيع الفعلي للضغوط الجوية على سطح الأرض لذلك فان هذا التوزيع يعبر تماماً عن الواقع. كما أن حركة الشمس الظاهرية خلال العام تسحب معها منطقة الضغط إلى الشمال عندما تتحرك الشمس ظاهرياً إلى الشمال والى الجنوب عندما تتحرك الشمس ظاهرياً إلى الجنوب. فالضغط الاستوائي الواطئ حراري المنشأ كما ذكرنا سابقاً ويتحرك شمالاً وجنوباً مع حركة الشمس الظاهرية. والضغط العالي القطبي هو حراري كذلك، يتوسع ويتقلص حسب حركة الشمس. فالضغط العالي القطبي الشمالي يتوسع ليصل إلى دائرة عرض 60 شمالا في الشتاء بينما يتقلص ليصبح حول القطب فقط في الصيف. أما الضغط العالي شبه المداري فأنه حركي وينتج عن هبوط الهواء من الأعلى إلى الأسفل ويتحرك كذلك شمال وجنوب دائرة عرض 30. أما الضغط الواطئ شبه القطبي فأنه حركي كذلك وينتج عن التقاء الكتل الهوائية ويتحرك شمالاً وجنوباً.

ولابد من الإشارة إلى أن منطقة الضغط في النصف الشمالي تتحرك بشكل أوسع من حركتها في النصف الجنوبي. فالنصف الجنوبي معظمة ماء لذلك يكون سطحه أكثر تجانساً مما يؤدي إلى عدم وجود فوارق حرارية كبيرة بين الصيف والشتاء عكس النصف الشمالي الذي يكون معظمة يابس لذلك تكون حركة الضغوط على سطحه كبيرة بين الصيف والشتاء.

يوجد مركزان للضغط الواطئ الأول فوق شمال المحيط الأطلسي ويسمى المنخفض الأيسلندي حيث يكون مركزه فوق جزيرة أيسلندا. والثاني هو المنخفض الالوشي شمال المحيط الهادي حول جزر الالوش. كما يظهر مرتفعان جويان دائمان الأول مرتفع برمودا في الجزء المداري من المحيط الأطلسي، والثاني المرتفع شبه المداري للمحيط الهادي. أما في نصف الكرة الجنوبي فهناك ثلاثة مرتفعات شبه مدارية، الأول بين استراليا وأفريقيا والثاني بين جنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية، والثالث قريب من الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية في المحيط الهادي. وهناك منخفض شبه قطبي يحتل المنطقة الفاصلة بين القارة القطبية الجنوبية وأقصى امتداد لليابس الجنوبي. ولتوضيح الصورة الحقيقية لتوزيع الضغوط، فلابد من مناقشة توزيعها الفصلي لنوضح من خلالها حركة الضغوط العامة وأماكن تركزها.