أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-4-2021
2196
التاريخ: 2023-04-24
1021
التاريخ: 2024-10-28
324
التاريخ: 9-6-2021
2670
|
وتولَّى بعد عضد الدولة ابنه صمصام الدولة أبو كاليجار، فخلع عليه الخليفة على جري العادة وخطب له على المنابر، ولكنه لم يكن كأبيه؛ فأساء السيرة مع العراقيين، وطرح عليهم كثيرًا من الرسوم، حتى إن أهل «بغداد» كادوا يثورون عليه؛ فمن ذلك أنه لما احتاج إلى المال سنة 375ﻫ ضرب ضريبة على ثياب الحرير والقطن التي تُنسَج في «بغداد» ونواحيها، وأمر بإحصاء ما سيُجبَى من تلك الضريبة، فبلغت مليون درهم في السنة، وعلى أثر صدور هذا الأمر ثار أهل «بغداد» واجتمعوا في جامع الخلفاء وعزموا على الامتناع من صلاة الجمعة، فاضطربت الأحوال واضطرَّ صمصام الدولة إلى إلغاء هذه الضريبة.
ولما كانت سنة 373ﻫ حدثت وحشة بين صمصام الدولة وبين أخيه شرف الدولة أبي الفوارس، وكان الثاني عالمًا بعدم رضاء أهل «بغداد» وجنودها على صمصام الدولة وكرههم له وشغبهم عليه لسوء تدبيره، فاغتنم فرصة ذلك الاضطراب وزحف من «الأهواز» على «العراق» بخمسة عشر ألف مقاتل من الديلم، فاستولى على «البصرة» وولَّى عليها أخاه أبا الحسين، ثم ولَّى عليها أبا طاهر بن عضد الدولة.
فبلغ ذلك صمصام الدولة، فأرسل لقتاله جيشًا بقيادة الأمير أبي الحسن بن دبعش، فجهَّزَ شرف الدولة له جيشًا بقيادة الأمير دبيس بن عفيف الأسدي، فانهزم جيش صمصام الدولة وأسر قائده، ثم ولى في سنة 374 حماية الكوفة أبا طريف عليان بن ثمال الخفاجي، وعلى أثر ذلك في سنة 375ﻫ عصى بالبصرة أبو طاهر بن عضد الدولة واستقلَّ بها، فأرسل شرف الدولة جيشًا فانتصرَ عليه وقبض على أبي طاهر، ولما رأى صمصام الدولة قوة شرف الدولة أرسل يطلب الصلح، فاستقرَّ بينهما على أن يُخطَب لشرف الدولة بالعراق قبل صمصام الدولة، ويكون صمصام الدولة نائبًا عنه، فلما كانت سنة 376ﻫ عادت الفتن بينهما، فسار شرف الدولة بجيوشه حتى وصل «واسطًا» واستولى عليها.
فشغب الجند ببغداد على صمصام الدولة وأجمعوا على تسليم المُلك إلى أخيه شرف الدولة، وكتبوا إليه يستقدمونه، فخاف صمصام الدولة اتساع الخرق، فسار بجماعة من رجاله إلى «واسط» ليصالِح أخاه، فلما التقى به طيَّبَ قلبه وأكرمه، ولما أراد الرجوع إلى «بغداد» وخرج من منزل شرف الدولة، قبض عليه واعتقله وسار نحو «بغداد» ومعه أخوه المعتقل، فدخلها بدون حرب وذلك في رمضان سنة 377ﻫ.
وفي أيامه قويت شوكة «باذ الكرذي الحميدي»، وكان قد استولى على «ديار بكر» و«ميافارقين» و«نصيبين»، فأرسل صمصام الدولة جيشًا لقتاله، فانتصر «باذ» بعد عدة معارك ثم استولى على «الموصل» في سنة 373ﻫ، وأقام فيها وقوي أمره حتى طمع في «بغداد»، فخافه صمصام الدولة، فأرسل جيشًا كثيفًا بقيادة زياد بن شهراكويه الديلمي، فدارت بينها رحى الحرب في سنة 374ﻫ، فانكسر «باذ» وانهزم بأصحابه وعادت «الموصل» إلى البويهيين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|