أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2020
2704
التاريخ: 2024-07-14
460
التاريخ: 23-5-2018
1874
التاريخ: 12-10-2018
2084
|
الزوج السعيد هو الذي يكون حسن الأخلاق مع زوجته سيما الشدائد فهذا من عوامل إنجاح الحياة الزوجية .
ولقد حثت الشريعة الإسلامية على تزويج كل من يحمل صفتين أساسيتين هما: ((الدين والأخلاق))، والروايات الصادرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) تؤكد لزوم اتصاف الزوج بهاتين الخصلتين، وتؤكد أيضاً بأن عدم إتصافه بهاتين الخصلتين وبالتالي عدم تزويج من يحمل هاتين؛ مما يوجب الفساد الكبير، ولذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شأن ذلك: إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب إليكم فزوجوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))(1).
وكتب أحدهم إلى الإمام (عليه السلام) في أمر بناته، وأنه لا يجد أحداً مثله، فكتب إليه الإمام (عليه السلام): ((فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وأنك لا تجد أحداً مثلك فلا تنظر في ذلك رحمك الله، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))(2).
والسر في اختيار خصلة حسن الخلق مع الدين هو أن جميع الخصال الأخرى كالثراء، والسلطة والجمال هي خصال معرضة للأفول بخلاف الدين الذي يتمكن في صاحبه شديد الاستمكان، والأخلاق التي تصبح مفرداتها ملكات وعادات في صاحبها يصعب الإنفلات منها، ومثال ذلك: أن الفقير قد يصبح غنياً بأسهل الأسباب، ومعدوم السلطان قد يصبح كذلك أيضاً وكم وكم من أشخاص أمسوا فقراء وأصبحوا أثرياء، وكم من أشخاص أمسوا عبيداً وأصبحوا ملوكاً وسلاطين، ولكن البخيل، وغير الحليم، والجبان، والحريص، والكاذب وبالعموم من شبّ على العادات والأخلاق السيئة ليس بالسهل عليه أن يغدو كريماً وحليماً، وشجاعاً، وزاهداً قانعاً، وصادقاً بل ربما يعيش العمر كله ولا يستطيع التخلص من هذه العادات والملكات، وبالعكس من ذلك فإن الذي يشب ويتربى على هذه الخصال الأخلاقية الحسنة فمن الصعب أن ينقلب على هذه الخصال والعادات، حتى لو تغيرت أحواله من الغنى إلى الفقر، ومن السلطة إلى غيرها أو العكس ومن هنا قال إمامنا الرضا (عليه السلام): ((إذا خطب إليك رجل رضیت دينه وخلقه فزوجه ولا يمنعك فقره وفاقته قال الله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: 130] وقال: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32](3)، فإن الفقر والفاقة يتبدلان إلى غنى وثراء بخلاف الدين والأخلاق، فمن العسير تبدلهما بسرعة، ومن هنا أرشد النبي والأئمة (عليهم السلام) أتباعهم إلى ضرورة عدم تزويج كل من يكون بخلاف خصلتي الدين والأخلاق، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمه))(4)، وقال إمامنا الصادق (عليه السلام): ((لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا ولا تزوجوا الرجل المستعلن بالزنى إلا أن تعرفوا منهما التوبة))(5).
وقال إمامنا الرضا (عليه السلام): ((إياك أن تزوج شارب الخمر فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا))(6)، وقال الإمام (عليه السلام) لأحدهم لما سأله عن قريبه الذي خطب إليه ابنته وهو سيء الخلق : ((لا تزوجه إن كان سيء الخلق))(7).
فحسن الخلق إذن أمر مهم في الزوج حتى تستقيم حياته، ومن مظاهر حسن خُلق الزوج :
1ـ أن يكون حليماً مع زوجته، فقد قال (عليه السلام): ((من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنة، وكتب له مائتي ألف حسنة ومحا عنه مائتي ألف سيئة ورفع له مائتي ألف درجة وكتب الله عز وجل له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة))(8)، ولما سأل أحدهم الإمام (عليه السلام) عن حق المرأة على زوجها، قال (عليه السلام): ((... وإن جهلت غفر لها))(9) .
2ـ عدم أذيتها: فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ألا وإن الله ورسوله بريئان ممن أضر بإمرأة حتى تختلع منه))(10)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((إني لأتعجب ممن يضرب امرأته. وهو بالضرب أولى منها))(11)، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((لا يكن أهلك أشقى الخلق بك))(12).
3ـ عدم التكبر والترفع على زوجته: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((خير الرجال من أمتي الذي لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا يظلمونهم))(13).
4ـ الإحسان إلى الزوجة فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته))(14).
5- الصبر على أذاها: وقد مرّ أن الزوج الذي يصبر على أذى زوجته يأخذ أجر نبي الله أيوب (عليه السلام) من جهة صبره على البلاء الذي نزل به(15).
ومهما يكن من شيء فإن الزوج الذي يحسن خلقه يعيش بهناءة كما لا يخفى، وفي الحديث: ((لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته: ... وحسن خلقه معها))(16).
__________________________
(1) جامع السعادات ج1، ص 280.
(2) الوسائل، كتاب النكاح، باب 28، ح1.
(3) ميزان الحكمة، ج4، ص 280.
(4) مكارم الأخلاق، 265.
(5) م. ن.
(6) ميزان الحكمة، ج 4 ، ص 281.
(7) م. ن .
(8) مكارم الأخلاق، ص 280.
(9) م. ن.
(10) ميزان الحكمة، ج4، ص 287.
(11) ميزان الحكمة، ج4، ص 287.
(12) ميزان الحكمة، ص 284.
(13) مكارم الأخلاق، ص280.
(14) م. ن.
(15) ميزان الحكمة، ج 4، ص 288.
(16) م. ن، ص 285.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|