أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-03-2015
1837
التاريخ: 2024-09-28
118
التاريخ: 9-11-2020
3003
التاريخ: 6-05-2015
2416
|
أدلّة القائلين بحجّيّة المنهج العلميّ مطلقاً أو بالتفصيل
أ- يؤدّي استخدام العلوم في تفسير القرآن إلى فهم أفضل لآياته وبيان إشاراته العلميّة، كما في موارد تعرّض القرآن لعلم الأجنّة ومراحل خلق الإنسان. قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 12 - 14].
ب. المساهمة في إثبات إعجاز القرآن من خلال بيان الحقائق العلمية التي ذكرها القرآن قبل أربعة عشر قرناً وهي مكتشفة حديثاً. مثال: قانون الجاذبية، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [الرعد: 2] ، وقانون الزوجيّة، قال تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات: 49] ، وحركة الشمس، قال تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38] ، وتلقيح النباتات، قال تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر: 22] ، وغيرها من الأمور العلميّة التي تحدّث عنها القرآن الكريم.
ج- التفسير العلميّ وسيلة تبليغيّة دعويّة مهمّة تؤدّي إلى إقبال غير المسلمين على القرآن واعتناق رسالة الإسلام.
د- التفسير العلميّ يساعد في رفع شبهة التعارض بين العلم والدين.
أدلّة القائلين بعدم حجّيّة المنهج العلميّ مطلقاً
أ- القرآن كتاب هداية وليس كتاب علم، قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89] ، والمراد بكلّ شيء هو كلّ ما يرجع إلى أمر الهداية: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ} [إبراهيم: 1] ، ممّا يحتاج إليه الناس في اهتدائهم من المعارف الحقيقية المتعلقة بالمبدأ والمعاد والأخلاق الفاضلة والشرائع الإلهية والقصص والمواعظ، فهو تبيان لذلك كلّه(1).
ب- عدم إشارة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام والصحابة والتابعين إلى أنّ القرآن يشتمل على كلّ العلوم، يثبت بطلان دعوى اشتمال القرآن على العلوم التجريبية.
ج- العلوم التجريبية غير قطعية، فلا يمكن استخدامها في تفسير القرآن.
د- التفسير العلميّ هو من أقسام التفسير بالرأي المنهيّ عنه.
هـ- التفسير العلميّ يؤدّي إلى شيوع النزعة المادية.
و- التفسير العلميّ من أقسام التأويل الفاسد.
ز- لا توجد ضابطة للتفسير العلميّ.
وبالتأمّل في هذه الوجوه المذكورة يتّضح أنّها تشير إلى نوع خاصّ من التفسير العلميّ، وهو: استخراج العلوم من القرآن أو تحميل النظريات غير القطعية على القرآن، بالإضافة إلى وجود خلل في الشروط التي ينبغي أن يتوافر عليها المفسّر.
أدلّة القائلين بالتفصيل
ذهب مجموعة من المفسّرين إلى القول بحجّيّة المنهج العلميّ في التفسير، لكن ضمن ضوابط وشروط محدّدة - وهو الرأي الصحيح - وهي الآتية:
أ- التفصيل بين موارد تطبيق النظريّات العلميّة وتحميلها وإسقاطها على الآيات القرآنية، وبين استخدام العلوم في فهم أفضل لآيات القرآن، فالأوّل مصداق للتفسير بالرأي المنهيّ عنه، والثاني جائز ومطلوب.
ب- التفصيل بين استخدام العلوم غير القطعيّة في فهم القرآن وبين استخدام العلوم القطعيّة، فالأوّل مصداق للتفسير بالرأي المنهيّ عنه، والثاني جائز ومطلوب.
ج- التفصيل بين النسبة القطعيّة والنسبة الاحتماليّة في تحديد المراد الإلهيّ من الآيات القرآنية بفعل استخدام معطيات العلوم التجريبيّة في فهمها، لأنّ العلوم التجريبيّة لا تفيد القطع اليقينيّ، فالأولى باطلة والثانية جائزة.
د- عدم الإفراط في النظر العلميّ إلى آيات القرآن، كما لو كان القرآن كتاب علوم، وعدم التفريط في النظر إلى الإشارات العلميّة الواردة في القرآن، والاستفادة منها في بيان إعجاز القرآن والدعوة إلى رسالته وجذب القلوب إليه وتقوية إيمان المؤمنين.
هـ- مراعاة الشروط العامّة في التفسير، من قبيل: معرفة علوم اللغة، وعلوم القرآن، وعلوم الشريعة،... وكذلك القواعد والقرائن التفسيريّة(2).
__________________
1.انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج12، ص324-325.
2.تقدّم تفصيل الكلام فيها في دروس سابقة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
اللجنتان العلمية والتحضيرية تناقش ملخصات الأبحاث المقدمة لمؤتمر العميد العالمي السابع
|
|
|